خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
بقلم: الرفيق بان ويفانغ, سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الهاشمية الأردنية
ينعقد الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي في 6 تموز بتقنية التواصل المرئي، وسيكون الأردن الدولة المستضيفة من الجانب العربي، منذ عقد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي ، ازدهرت الزيارات رفيعة المستوى بين الصين والدول العربية ، وتزايدت الثقة السياسية المتبادلة باستمرار ، وتوسعت مجالات التعاون العملي بين الجانبين ، وأحرزت تقدما جديدا في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والفضاء. تتعلم الحضارتان الصينية والعربية من بعضهما البعض،كما وتتنوع أنشطة تبادل العلوم الإنسانية. في الوقت الحاضر ، فإن التحدي الضخم الذي أحدثه الالتهاب الرئوي التاجي الجديد هو تحذير لنا أنه لا يمكن لأي بلد أن يكون بمعزل عن الآخرين ، وأن مستقبل ومصير الصين والوطن العربي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا.لذا فإن الاجتماع الوزاري الحالي هو الوقت المناسب لتعزيز الوحدة الصينية العربية ضد الوباء والتعاون في خلق إنجازات جديدة في التنمية.
لن ننسى أن قادة الدول العربية ورؤساء المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي قد أعربوا عن تعازيهم للصين في أكثر الأوقات حرجًا في حرب الصين ضد الوباء ، كما وأصدر مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية قرارًا لتقدير ودعم حرب الصين ضد الوباء.و تبرعت العديد من الدول العربية للصين بمضادات الأوبئة والمواد الطبية. كما واستخدمت شركات الطيران في بعض الدول العربية شبكات الشحن الخاصة بها لنقل المواد الطبية الطارئة والمعدات العلاجية للصين مجانًا ، وقدعبّر الناس عن تضامنهم مع الصين بأشكال مختلفة ، مما قدم دعمًا هائلا في محاربة الصين للوباء. إن تجربة الجانب الأردني في مكافحة الوباء تستحق التعلم أيضًا، باعتبارها الدولة التي تتمتع بأفضل سيطرة على الوباء من بين الدول العربية. وحين تضررت الدول العربية من الوباء، لم يتوانى الشعب الصيني أبدا في مد يد المساعدة وارسال الفرق الطبية من
المختصين لكل من العراق والسعودية والكويت وجيبوتي والجزائر والسودان وفلسطين وبلدان أخرى، كما وقدمت الامدادات الطبية الى كل من مصر والأردن وتونس وقطر وغيرها من 20 دولة عربية، كما وساعدت العراق والسعودية وفلسطين في بناء 3 مختبرات جديدة لفحوصات فايروس كورونا. تبرعت الصين ما مجموعه 8.4 مليون قناع من مختلف الأنواع للدول العربية، وما مجموعه 1.1 مليون شريحة اختبار، وما يقارب 300 ألف قطعة من الملابس الواقية، وعقد الخبراء الصينيين مؤتمرات عبر تقنية التواصل المرئي مع خبراء الصحة في 17 دولة عربية وجامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، تبادلت فيها الخبرات في التشخيص والعلاج الفعال وحلول الوقاية والسيطرة و دون أي تحفظ. في 31 أيار، ونيابة عن الحكومة الصينية، شاركت أنا مع معالي وزير التخطيط الأكرم الدكتور وسام الربضي في حفل
تسليم المساعدات الصينية للأردن لمكافحة الوباء. وقبل ذلك قامت بعض الادارات المحلية والشركات الصينية ذات الصلة بتقديم مساعدات كبيرة من المواد المضادة للوباء ومساعدات مالية للأدرن على دفعات، وهذا ان دل على شيء ، فانه يدل على عمق مشاعر الصداقة لدى الشعب الصيني تجاه الشعب الأردني.
هنا أود أن أؤكد بشكل خاص على أن الصين كانت دوما مؤيدة قوية للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، منذ وقت ليس ببعيد، وبناء على طلب الحكومة الفلسطينية ومراعاة للاحتياجات الفعلية للجانب الفلسطيني في مكافحة الوباء ، أرسلت الحكومة الصينية مجموعة خبراء طبيين لمكافحة الوباء إلى فلسطين لتوجيه وتدريب العاملين الطبيين المحليين. بالإضافة إلى ذلك ، قدمت الصين منحة سنوية قدرها مليون دولار أمريكي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، وقدمت مساعدات مادية لمكافحة الأوبئة إلى المؤسسات الطبية التابعة للوكالة، كما وقدمت المساعدة لللاجئين الفلسطينيين في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا من خلال الوكالة ، بحيث تفيد مواد المساعدة الشعب الفلسطيني أكثر.أثبتت ممارسة التعاون في مكافحة الوباء بين الصين و الدول العربية مرة أخرى أنهما يثقان في بعضهما البعض ويتشاركان الصعوبات ، كما وأثبتت أيضا بأن المشاعر الحقيقة لا تقدر بثمن.
وكما قال فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ، فقد أثبت التاريخ والتجربة أنه وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي ، بغض النظر عن الصعوبات والعقبات التي نواجهها ، فإن الصين والدول العربية كانتا دائمًا شريكين جيدين للمنفعة المتبادلة وإخوة يتقاسمان الحلوة والمرة معا. وأكدت التجربة الناجحة للتعاون الصيني العربي في مكافحة الأوبئة مرة أخرى شراكة الجانبين وسيرهما في نفس القارب في شتى الظروف ، وأرست أيضا أساسا متينا للجانبين للتعاون في المزيد من المجالات في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.
حافظت الصين على موقف عادل وموضوعي من شؤون الشرق الأوسط لفترة طويلة ، وتعاملت مع دول الشرق الأوسط بصراحة. تصر الصين على أن تكون مدافعة عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، ومدافعة عن العدالة ، وداعية للتنمية المشتركة ، وصديقة جيدة تتعلم من الآخر. وفي بداية هذا العام ، اعتبر عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي مصر المحطة الأولى لزيارته الأولى للعام الجديد والتقى بالأمين العام لجامعة الدول العربية. بعد مناقشة الحوكمة الأمنية التقليدية في المنتدى الأمني الأول للشرق الأوسط العام الماضي ، تعاونت الصين والدول العربية هذا العام للتعامل مع التحدي الأمني غير التقليدي لوباء الالتهاب الرئوي التاجي الجديد ، وفتح مجالات جديدة لتوسيع مصالح الجانبين وإثراء دلالة وممارسة التعاون الجماعي الصيني العربي.
ونعتقد أنه من خلال هذا التعاون لمكافحة الوباء ، ستكون العلاقات الودية بين الصين والعرب أعمق وأقوى ، وستكون الآفاق أوسع. في ظل الوضع الجديد ، تحتاج الصين والدول العربية إلى التكاتف أكثر من أي وقت مضى ، والاستفادة من منصة منتدى التعاون الصيني العربي ، والاستفادة من التحديات الحالية والمستقبلية التي قد تنشأ. تتطلع الصين إلى العمل مع الأردن لتعزيز هذا الاجتماع لتحقيق نتائج إيجابية ومثمرة ، وهي على استعداد للعمل معه ، لتصبح معلماً جديداً على طريق تعميق الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية وبناء مجتمع ذي المستقبل المشترك.