CGTN العربية/
قد تكون الصين مصنع العالم، لكنها لم تكن أبدا مصدرا رئيسيا للسيارات. وتأمل الصين الآن تغيير هذا الوضع من خلال صناعة السيارات الكهربائية.
وفقا للتقرير الصادر عن موقع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في الـ23 من أكتوبر الجاري، فإن هذا التقدم مرض: حيث أعلنت شركة تسلا الأمريكية المصنعة للسيارات الكهربائية هذا الأسبوع أنها ستبدأ في تصدير سيارات تسلا من طراز 3 المصنعة في الصين إلى بعض الدول الأوروبية؛ وسيتم إنتاج السيارات الكهربائية من طراز بي أم دبليو أكس 3 التي سيتم طرحها على مستوى العالم بواسطة شركة بي أم دبليو بريليانس لصناعة السيارات، وهو مشروع مشترك بين شركة بي أم دبليو وشريكها الصيني.
وفقا للتقرير، تعد الصين أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث تم بيع ما يقرب من 25 مليون سيارة في الصين في عام 2019، لكن الصين صدرت ما يقرب من مليون سيارة فقط في العام الماضي، وتم تصديرها بشكل رئيسي إلى البلدان النامية. معظم العلامات التجارية الصينية ليست معروفة في الأسواق المتقدمة، حيث تستخدم شركات السيارات الأجنبية مصانعها الصينية لتصنيع السيارات بشكل رئيسي للاستخدام في السوق المحلية وليس للتصدير. بدأت شركات السيارات الأجنبية في استخدام الصين كمركز لتصدير السيارات الكهربائية، ما يعد قفزة جيدة للصين.
كما ذكر التقرير أن تخفيف القيود على شركات السيارات الأجنبية في الصين كان له تأثير في ذلك. قبل ذلك، كان يجب على شركات السيارات الأجنبية إنشاء مشاريع مشتركة مع شركاء صينيين وتقاسم الأرباح من أجل تصنيع السيارات في الصين. ولكن في عام 2018، تم إلغاء هذه اللوائح الخاصة بالمركبات الكهربائية؛ وفي عام 2022، سيتم إلغاء مثل هذه اللوائح الخاصة بأنواع المركبات الأخرى أيضا.
وأشار التقرير إلى أن شركة تسلا استفادت من تعديل هذه السياسة لتصبح أول شركة سيارات أجنبية تمتلك مصنعا مملوكا لها بالكامل في الصين، وبدأت في تسليم السيارات المنتجة في مصنعها في مدينة شانغهاي هذا العام. كما تخطط شركة بي أم دبليو زيادة حصة أسهمها في المشروع المشترك مع شركة بي أم دبليو بريليانس لصناعة السيارات من 50% إلى 75% بحلول عام 2022. قد يعني ذلك اكتساب المزيد من السيطرة والأرباح وأن شركة بي أم دبليو أصبحت أكثر استعدادا لتصنيع سيارات في الصين وبيعها في مناطق أخرى. خفضت الصين بشكل كبير دعمها للسيارات الكهربائية في العام الماضي، لكنها أدخلت نظام معاملات ائتمانية لتشجيع شركات السيارات على إنتاج المزيد من السيارات الكهربائية.
وفقا للتقرير، فبمساعدة السياسات التسهيلية والمشتريات الحكومية، جمعت ميزة المحرك الأول للصين في سوق السيارات الكهربائية مجموعة من الموردين. كانت الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم لعدة سنوات متتالية، على الرغم من أن أوروبا قد تتخذ موقف مؤقتا كهذا مع سياسات الدعم لهذا العام.
الصين لديها مجموعة من أكبر مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية. على سبيل المثال، استخدمت شركة تسلا بطاريات خالية من الكوبالت أنتجتها شركة كاتل (CATL) لتقليل تكلفة بعض سياراتها المصنعة في شانغهاي. وأنفقت شركة فولكس فاجن هذا العام 1.2 مليار دولار أمريكي لشراء حصة 26% من شركة قوه شيوان لصناعة البطاريات الصينية. كما تمتلك كبرى شركات تصنيع البطاريات في كوريا الجنوبية واليابان مصانع لها في الصين.
بالطبع، لا نزال في مرحلة مبكرة جدا. فالسيارات الكهربائية تمثل نسبة صغيرة من إجمالي مبيعات السيارات عالميا. قد لا يكون لخطط تصدير شركات صناعة السيارات العالمية تأثير كبير على المدى القصير. لكن أوروبا تحاول أيضا اللحاق بركب صناعة البطاريات. وستأسس شركة تسلا أيضا مصنعا في برلين، ما يعني أن خطة التصدير من شانغهاي قد تكون مؤقتة.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أنه على عكس عصر محركات الاحتراق الداخلي، فإن الصين لديها حقا فرصة لتصبح لاعبا أساسيا في سوق تصدير السيارات الكهربائية.