CGTN العربية/
لا تزال معدلات البطالة في الولايات المتحدة مرتفعة ولا تنخفض و مازلت صعوبة معيشة الجماعة المحدودة الدخل في الولايات المتحدة تستمر متأثرة بذلك. على الرغم من أن الكونغرس الأمريكي أقر مؤخرا مشروع قانون حزمة التحفيز الاقتصادي الجديدة، والتي تضمنت تمديد إعانة البطالة التي استمرت في الفترة من الـ14 من مارس إلى الـ 16 من سبتمبر، إلا أن وسائل الإعلام والرأي العام انتقدوا ذلك وقالوا أن العملية كانت “طويلة ومؤلمة” لتقديم طلب للحصول على إعانات البطالة ما جعل هذه السياسة “تفقد معناها”.
معدلات البطالة
تظهر البيانات أنه على الرغم من أن عدد الأشخاص المتقدمين للحصول على إعانات البطالة لأول مرة قد انخفض بشكل كبير مقارنة مع وقت الذروة الذي بلغ فيه عدد الأشخاص سبعة ملايين في بداية جائحة فيروس كورونا الجديد، إلا أن البيانات كانت مستقرة عند أكثر من 700 ألف في الأشهر الأخيرة، والتي لا تزال حوالي أربعة أضعاف مقارنة بما كانت عليه قبل الوباء. هذا يدل على أن الانتعاش الاقتصادي الأمريكي وإعادة سوق العمل لا يزالان بطيئين للغاية.
في ظل موجة البطالة، عانت الأقليات العرقية أكثر من غيرها. وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية فإنه في مطلع من هذا الشهر، انخفض معدل البطالة الوطني إلى 6.2% في فبراير من هذا العام، إلا أن معدل البطالة بين البيض كان أقل بكثير من 5.6% من المتوسط، في حين أن معدل البطالة بين الأمريكيين من أصول أفريقية كان 9.9% ومعدل البطالة بين الأمريكيين من أصول لاتينية كان 8.5%. قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول إن أزمة البطالة في الولايات المتحدة أخطر بكثير مما تبدوعليه، والطريق إلى الانتعاش الاقتصادي مليء “بالشكوك”.
ضمان متطلبات المعيشة الأساسية للعاطلين أمر يثير “القلق”
تكمن وراء بيانات البطالة المرتفعة الظروف المعيشية الصعبة للفئات ذات الدخل المنخفض، وبعضها لا يستطيع حتى تلبية متطلبات المعيشة الأساسية.
وفقا للبيانات الحديثة الصادرة عن مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة الأمريكية، فإن ثلث من 20 مليون شخص ممن يتقدمون للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة لا يستطيعون حاليا تحمل النفقات الأساسية للمعيشة مثل الطعام والسكن والرعاية الطبية. ومن بين هؤلاء الأشخاص الذين يتقدمون للحصول على إعانات البطالة ولديهم أطفال، قال 75% منهم إن أطفالهم لا يحصلون على طعام كاف ليأكلوه أحيانا أو في كثير من الأحيان. بالإضافة إلى ذلك، قال 16% من المستأجرين وطالبي القروض الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة إنهم غير قادرين على دفع الإيجار أو سداد أقساط القرض العقاري للشهر التالي وكانوا على وشك مواجهة الإخلاء أو استعادة ملكية المنزل.
المستأجرين غير القادرين على دفع الإيجار أصبحوا ضحايا موجة البطالة هذه. على الرغم من أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية كانت أصدرت حظرا على مستوى البلاد لمنع إخلاء المنازل، تطالب أصحاب العقارات بعدم إخلاء المستأجرين غير القادرين على دفع الإيجار بسبب البطالة أثناء جائحة فيروس كورونا الجديد، إلا أن بعض القضاة المحليين رفضوا هذا الحظر، مما أدى إلى تشرد عدد كبير من المستأجرين في الشوارع بعد فقدهم للعمل.
الحكومات المحلية تؤخر دفع استحقاقات البطالة
بالنسبة لمحدودي الدخل الذين يواجهون صعوبات معيشية، يمكن وصف حاجتهم لمعونة البطالة بأنها “أموال ضرورية لإنقاذ حياتهم”، ولكن الحصول على هذه الأموال بنجاح يستغرق وقتا طويلا. يحدث هذا في العديد من الولايات بما في ذلك فرجينيا وفلوريدا وكاليفورنيا وتكساس وغيرها.
وفيما يتعلق بالعاطلين عن العمل الذين لم يتمكنوا من الحصول على الدعم في الوقت المحدد، قالت الحكومات المحلية إن عددا كبير ا جدا من المتقدمين في فترة زمنية قصيرة ومشاكل البنية التحتية المختلفة هي الأسباب الجذرية. خذ ولاية فرجينيا كمثال، فخلال العام الماضي ومنذ بداية تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد، تلقت الإدارات المعنية ما يقرب من 1.5 مليون طلب للحصول على إعانات بطالة، ولم يكن لدى الإدارات الحكومية ما يكفي من الموظفين، كما تسبب العدد المرتفع لمطالعة الصفحات في تعطل متكرر للمواقع التي لم يتم تحديثها لسنوات عديدة.
لا تتفق وسائل الإعلام والرأي العام مع هذا الخطاب. فقد انتقد مقدم البرنامج الحواري الشهير جون أوليفر الحكومات المحلية بشأن مواقفها غير الملتزمة بمسؤولياتها في التعامل مع مشكلة البطالة، ووصف أزمة البطالة هذه بأنها “نتيجة اختيار مصطنع”.