CGTN العربية/
نشر موقع صحيفة “واشنطن بوست” يوم الخميس الماضي مقالة بقلم دانيال دريزنر، أستاذ العلم السياسي الدولي في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، قال فيه إن الولايات المتحدة ليست عظيمة في الوقت الراهن.
في وقت سابق، ادعى ترامب أنه قبل اندلاع جائحة فيروس كورونا الجديد، “أنشأنا أعظم اقتصاد في تاريخ العالم”. أثبتت نتائج الاستطلاعين اللذين تم نشرهما الأسبوع الماضي أن كلام ترامب كذب وأثبتت مدى فقدان الولايات المتحدة لهيبتها خلال فترة الإدارة لترامب.
الاستقصاء الذي أجراه مركز “بيو” للأبحاث، شمل 13 دولة في شرق آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا، وأظهرت النتائج أن ترامب خفض من مكانة الولايات المتحدة في العالم مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه في عام 2017.
منذ أن تولى ترامب منصبه كرئيس للولايات المتحدة، تأثرت صورة البلاد في أجزاء كثيرة من العالم. أظهر استطلاع جديد آخر أجراه “بيو” أنه خلال العام الماضي، تدهورت سمعة الولايات المتحدة بين العديد من حلفائها وشركائها المهمين. في بعض البلدان، فإن نسبة الجمهور الذي لديه وجهة نظر إيجابية تجاه الولايات المتحدة منخفضة للغاية حتى إلى أدنى نقطة من بين استطلاعات الرأي ذات الصلة للمركز خلال الـ20 عاما الماضية.
يرى دريزنر أن أسوأ مؤشر هو أن بقية العالم لم يعد يعتبر الولايات المتحدة أكبر قوة اقتصادية بالرقم الأول في العالم. فرغم ادعاء ترامب ببناء أعظم اقتصاد في التاريخ، ومع أن الحرب التجارية مستمرة منذ عامين، بيد أن العديد ممن اُجريت معهم مقابلات يرون أن الصين هي أقوى اقتصاد في العالم في الوقت الراهن.
وقد سبق أن واجهت الولايات المتحدة مشاعر الكراهية والاستياء كهذه في الماضي، خلال الغزو الأمريكي على العراق عام 2003 مثلا؛ ومع ذلك، خلال تقديم التقرير، طرح ريتشارد ويك، مدير مشروع الرأى العام العالمي التابع لمركز “بيو” للأبحاث، وجهة نظر مختلفة حاسمة وهي: في عام 2003، شعر الجمهور بالاشمئزاز من الولايات المتحدة لأنه يُنظر إليها على أنها طاغية ومتنمرة. في عام 2020، شعر الجمهور بالاشمئزاز من الولايات المتحدة لأنهم يرون أن الأخيرة غير قادرة على الاستجابة للجائحة وعلى سحب القوات من أجزاء أخرى من العالم.
نتيجة التقرير الذي أجراه “بيو” أصابت الناس بالإحباط. ولكن التقرير السنوي الأخير لمعهد شيكاغو للشؤون العالمية هو أكثر إثارة للقلق، فعنوانه: “تباين في مواقفنا” يعكس انقساما تدريجيا في وجهات النظر للشعب الأمريكي تجاه السياسة الخارجية.
ومع ذلك، يرى دريزنر أن النتيجة الأكثر إثارة للقلق هي أن ثقة الشعب الأمريكي قد انخفضت وازداد قلقهم بشأن إدارة بلادهم. وقد انعكس هذا في نتائج الاستطلاعين. الاستطلاع الأول بحث فيما يراه الأمريكيون خطرا كبيرا عليهم وعلى بلادهم. وقد تمت اضافة البطالة التي صار يعاني منها الأمريكي منذ جائحة كورونا إلى قائمة الأخطار التي تهدد استقراره كالإرهاب والمخدرات. واللافت أنّ تهديدات هذا العام معظمها تهديدات داخلية. مخاوف الأمريكين الثلاثة هي كالتالي: “جائحة “كوفيد-19” (67% من المشاركين)، “التطرف العنيف المحلي” (57% من المشاركين) و”الاستقطاب السياسي” (55% من المشاركين).
أما الاستطلاع الثاني كان حول: “هل تمتلك الولايات المتحدة ميزة لتصبح أعظم دولة في العالم؟” في عام 2017، أجاب 63% من المشاركين بـ”نعم”. أما في عام 2020، قال 54% فقط من المشاركين “نعم”، وهو أدنى مستوى في هذا القرن.
باختصار، بعد إنهاء ولاية ترامب الأولى، انخفض الاحترام العالمي للولايات المتحدة بشكل حاد. لم يعد العديد ممن أجريت معهم مقابلات صحفية يرون أن الولايات المتحدة هي القوة الاقتصادية الأولى في العالم. تتضاءل ثقة الأمريكيين في الاستثنائية الأمريكية، ويرى أن أكبر تهديد لأمريكا يكمن في الداخل. حيث وضع ترامب الولايات المتحدة في خطر مرة أخرى. وما دام هو الرئيس، فسوف يستمر في القيام بذلك.