CGTN العربية/
في الـ 18 من سبتمبر الجاري، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتوقع إنتاج ما يكفي من لقاحات فيروس كورونا الجديد للاستهلاك الأمريكي المحلي، وسيتم توزيع الدفعة الأولى من اللقاح بمجرد الموافقة عليه في وقت لاحق من هذا العام.
ومع ذلك، فإن هذا يتعارض مع تصريحات روبرت ريدفيلد مدير المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها حول لقاح فيروس كورونا الجديد، فوفقا للتقارير الصادرة عن قناة سي إن بي سي، صرح روبرت ريدفيلد علنا في الـ 16 من سبتمبر الجاري أن القيام بحملة للتطعيم على نطاق واسع ضد فيروس كورونا الجديد لن يمكن القيام بها قبل نهاية الربع الثاني أو الثالث من العام المقبل.
عندما سأل الصحفيون ترامب بعض الأسئلة بناء على تلك التصريحات، قال: “لقد أخطأ” و”معلوماته ليست دقيقة”.
بعد اتهام ترامب، أوضحت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ملاحظات روبرت ريدفيلد، قائلة إن ما أشار إليه بـ “نهاية الربع الثاني أو الربع الثالث” يشير إلى الوقت الذي سيتم فيه تكوين المناعة بعد التطعيم.
في الواقع، صرح العديد من مسؤولي الصحة الأمريكيين أنه “قبل منتصف عام 2021، من غير المرجح أن يتلقى معظم الأمريكيين جرعة اللقاح المضاد لفيروس كورونا الجديد.”
لذا، في أبريل من العام المقبل، هل سيتمكن المواطن الأمريكي من الحصول على لقاح فيروس كورونا الجديد؟
في الآونة الأخيرة، قال عدد من مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة إن إنتاج وتوزيع لقاح فيروس كورونا الجديد لجميع الأمريكيين إنه لا يزال ينقصه الكثير من التمويل.
حذر مساعد وزير الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة لشؤون الاستعداد والاستجابة مؤخرا من أنه لتحقيق هدف إنتاج 300 مليون جرعة من اللقاح، هناك حاجة إلى تمويل بقيمة 20 مليار دولار أمريكي.
قال روبرت ريدفيلد إن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها لا تملك حاليا ما يكفي من التمويل لتوزيع اللقاح على مستوى البلاد، كما أن مرافق تخزين ونقل اللقاح في درجات حرارة منخفضة غير متوفرة. من أجل تحقيق الأهداف المحددة، هناك حاجة إلى ما مجموعه 5.5 مليار دولار أمريكي إلى 6 مليار دولار أمريكي.
ومع ذلك، وبالرغم من عدم كفاية التمويل، تم اختلاس مبلغ من الميزانية المخصصة للتعامل مع وباء فيروس كورونا الجديد. في وقت سابق، تلقت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أمرا بتحويل مبلغ 250 مليون دولار أمريكي إلى وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية لاستخدامه في مناقصة عقد العلاقات العامة للوزارة في نهاية شهر أغسطس الماضي. و كان الهدف من خطة مناقصة العلاقات العامة هذه هو “إلهام” ثقة المواطن الأمريكي في التغلب على وباء فيروس كورونا الجديد.
وقد اتهم العديد من مسؤولي الصحة الأمريكيين هذا البرنامج “رفيع المستوى” للعلاقات العامة بأنه مدفوع بأغراض سياسية للحملة وخارج نطاق وزارة الصحة. قال روبرت ريدفيلد إن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها لم تشارك في عقد العلاقات العامة هذا وتم اختلاس تلك الأموال بعد تحويلها.
كما نعلم جميعا، منذ اندلاع وباء فيروس كورونا الجديد، واجهت إدارة ترامب صراعات مع خبراء الصحة حول العديد من القضايا، سواء كانت بشأن اتجاه الوباء أو تطوير اللقاحات. تظهر العديد من الحقائق أن إدارة ترامب تضع السياسة في المرتبة الأولى بدلا من العلم.
في الأيام الأخيرة، قال المدير السابق للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الدكتور توماس فريدن إن البيت الأبيض لم يكن يحارب الفيروس في الأشهر السبعة الماضية، لكنه كان يحارب العلم. وقال: “لهذا السبب، فإن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة يقترب الآن من 200 ألف شخص، وأعتقد أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة في الواقع أكثر من ذلك”.