CGTN العربية/
وسط تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد في العالم، توقفت التبادلات التجارية وحركة السفر بينما تزايد وضع الحدود وكراهية الأجانب والتوترات الجيوسياسية. هل ستؤدي الجائحة العالمية إلى توجه الاقتصادات والسياسات لاتجاه أكثر قومية؟ هل ستقضي على العولمة كما نعرفها؟ أوضح وانغ قوان مذيع بشبكة تلفزيون الصين الدولية لماذا لا يعتقد ذلك.
في بداية تفشي وباء فيروس كورونا الجديد، حاول بعض الأصدقاء من الغرب إرجاع مشكلة الفيروس إلى الصين حتى اكتشفوا أن..
فرضت شركة آبل حظرا على مبيعات “أيفون” العالمية بعد أن أغلقت شركة فوكسكون مصانعها في الصين، وتراجعت أسعار كيلو الكركند الأسترالي من 90 دولارا أستراليا إلى 20 دولارا فقط، بعد أن أغلق أكبر مستهلك لها — الصين — جميع مطاعمها تقريبا.
الآن، وبعدما أصاب الوباء الدول الغربية، فإن بعض الصينيين يشعرون بالارتياح الذي يمثل انعكاسا طبيعيا على ما فعلته بعض الدول الغربية، وخاصة وسائل الإعلام الغربية ضد الصين أثناء مكافحة انتشار الوباء.
ومع ذلك، علينا أن نضع في اعتبارنا أن هناك ملايين الصينيين الذين يعيشون ويعملون خارج الصين الآن، وبما في ذلك 360 ألف طالب صيني يدرسون في الولايات المتحدة وحدها.
وانخفضت صادرات الصين بنسبة 17% في فبراير الماضي بسبب ضعف الطلب من شركائها التجاريين الذين أصاب الفيروس بلادهم.
توضح هذه الخريطة سلسلة التوريد المترابطة والمعقدة لإنتاج البضائع التي يتم شراؤها بشكل اعتيادي في الصين.
وتظهر هذه الصورة حركة الطيران العالمية في أحد الأيام: 220 ألف رحلة جوية.
ولمواجهة هذا الوباء، تم تعزيز إدارة الحدود، وتوقف التبادلات التجارية، مع ارتفاع كراهية الأجانب والتسييس. هل ستقضي كل تلك الظواهر الحالية على العولمة كما نعرفها؟ ربما لا.
تشير البيانات إلى أنه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت الاضطرابات الناجمة في حركة التجارة عن التوترات الجيوسياسية والكوارث الطبيعية قصيرة الأجل.
تظهر نظرية “الأفضلية المقارنة” أن الناس يلجؤون للقيام بالتجارة إذا كانت تجلب إليهم المنافع والأرباح. وفي حالة مماثلة، تتدفق الاستثمارات إلى المكان الأكثر جلبا للربح عن غيره.
على سبيل المثال، انتعش التكامل الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي عندما زادت استثمارات الأعضاء الباقيين بنسبة 43% في عام 2019، على خلفية محاولة بريطانيا خروج من الاتحاد، وحتى أن البركسيت جلب لبريطانيا زيادة تبلغ 12% من نمو الاستثمارات.
ولن نتحدث بعد عن أكبر تجارة في عصرنا: تجارة الخدمات، مثل البيانات. في نهاية المطاف سنجد أننا الآن غالبا ما سنفضل الاستماع لأغاني شاكيرا على الهاتف أو مشاهدة أفلام ليوناردو ديكابريو عبر الإنترنت بدلا من شراء الأغاني والأفلام على أقراص السي دي أو الدي في دي.
وارتفعت تدفقات البيانات عبر الحدود خلال العقد الماضي. وكذلك كانت رسوم حقوق الملكية ورسوم الترخيص من بين أسرع البنود التجارية نموا على مستوى العالم. نهيك عن حقيقة أن الكثيرين يحبون السفر، وهناك الكثير من الرغبات التي كبتها الوضع الراهن للوباء.
لذلك يمكننا القول إننا نعيش في مجتمع واحد ذي مصير مشترك. وعندما تنتهي هذه الأزمة، قد نجد المزيد من الأدلة التي ستثبت ما نقوله دائما حول العولمة وهو أنه: من السهل أن تكره اتجاه تطور العولمة ولكن من الصعب إيقافه.