شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
هل تم الإطاحة بترامب بالديمقراطية؟!
بقلم: منصور أبو العزم*
*تعريف بالكاتب: حاصل على بكالوريوس الآداب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1984، شهادة الماجستير في كلية العلاقات الدولية بالجامعة الدولية اليابانية عام 2000. وبدأ يشتغل في صحيفة ((الأهرام)) عام 1984، وتولى منصب نائب رئيس التحرير لذات الصحيفة عام 2005، وتولى منصب رئيس التحرير لجريدة ((الوسط)) الكويتية في الفترة ما بين عامي 2008 و2009، وفي عام 2010 تولى منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة ((الأهرام)).
لم يكن دونالد ترامب رئيسا عاديا للولايات المتحدة، فهو رجل عنصرى ابيض، يؤمن بتفوق وسمو العرق الابيض، يدين بولاء غير طبيعى للمؤسسات اليهودية، ربما لقناعات دينية خاصة به، ويكره المسلمين والصينيين والآسيويين عموما وكل من ليس ابيض، جاء من خارج مؤسسات الدولة العميقة، كارها لها، لايستمع الى كلام تلك المؤسسات، يتصرف ويقرر من رأسه على تويتر مباشرة دون حتى ان يتشاور مع مساعديه، يؤمن بأن كل الإعلام الأمريكى كاذب فيما عدا القنوات المؤيدة له.ولذلك ربما كان من اكثر الرؤساء الامريكيين الذين غيروا العشرات من الوزراء وكبار المسئولين خلال فترة السنوات الاربع التى امضاها فى البيت الأبيض وانتهت امس.
ومنذ بداية توليه الرئاسة وهو على خلاف كبير مع مؤسسات الدولة العميقة الممثلة فى وزارة الدفاع، او البنتاجون، وجهاز الامن الداخلى، اف بى اى، والمخابرات المركزية، سى اى ايه، ووزارة الخارجية، والكونجرس، او البرلمان. وعلى سبيل المثال فقط فإن المؤسسات العسكرية الامريكية لديها طموحات وخطط للتوسع الخارجى والاستفادة من شن الحروب الخارجية وتأجيج الصراعات والنزاعات بين الدول ليس فقط لتخلق لنفسها دور مهم على الساحة الدولية ولكن والاهم ابرام صفقات اسلحة بالمليارات بالطبع تعود على بعضهم بالفوائد المادية، هذه الخطط والطموحات أحبطها ترامب لكراهيته للحروب لاسباب دينية هو مقتنع بها!
وهكذا باقى مؤسسات الدولة العميقة التى احبط ترامب طموحاتها وكان لابد لكل تلك المؤسسات ان تفعل كل ما تستطيع لابعاد ترامب، وعلى مدى السنوات الاربع ومحاولات عزله وتوجيه التهم إليه لم يتوقف سيلها يوما، ولكن يبقى السؤال: هل تآمرت هذه المؤسسات للاطاحة به عبر طريقة ديمقراطية هى صندوق الانتخابات.. وهل ذلك ممكن فى دولة تتمتع بأعلى درجات المكاشفة فى العالم.. صحيح ان نظرية المؤامرة انصارها بالملايين فى الولايات المتحدة، ولكن ربما بعد عدة سنوات يتم الكشف عما حدث بالفعل فى انتخابات الرئاسة الامريكية 2020!!
*المقالة تعكس رأى الكاتب, وليس بالضرورة ان تعبر عن رأي شبكة طريق الحرير الإخبارية..