CGTN العربية/
بينما تنتشر جائحة “كوفيد-19” في العالم بإصابة مئات الآلاف من الحالات المؤكدة الجديدة التي يتم الإبلاغ عنها يوميا، ويتطلع الكثير منا إلى نجاح تطوير اللقاحات المضادة للفيروس الجديد، ولكن متى يمكننا العثور على لقاح واحد؟
وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية في الشهر الماضي، أن اللقاح الذي تجرى عليه الأبحاث حاليا لا يزال أمامه على الأقل 12 إلى 18 شهرا.
قد يبدو 18 شهرا وقتا طويلا لمواجهة الجائحة التي لا تزال تتصاعد، ولكنه يعتبر سرعة فائقة لإنتاج لقاح جديد في الواقع.
بناء على التجارب السابقة، من العادة أن يستغرق تطوير لقاح جديد ما بين ثماني إلى 20 سنة.
انتهت بعض الأوبئة قبل أن يتم تطوير اللقاحات المضادة لها. على سبيل المثال، تم تعليق أبحاث على تطوير لقاحات فيروس السارس بعد احتواء انتشاره بنجاح.
ولكن تم تسريع العملية بشكل كبير هذه المرة، ويرجع الفضل إلى جهود العلماء الصينيين، وقاموا بتحليل بيانات تسلسل الجينوم لفيروس كورونا المستجد بنجاح وشاركوا التركيب الجيني للفيروس مع دول العالم في أوائل يناير.
وقد أظهرت إحصاءات أجرتها منظمة الصحة العالمية أنه ما لا يقل عن 60 برنامجا قيد التطوير حاليا، ودخلت العديد منها مرحلة الاختبار على الحيوانات. وانضم العلماء والباحثون حول العالم أيضا إلى السباق مع الفيروس.
أطلق فريقان من الباحثين لقاحين أكثر تقدما في مرحلة التجارب السريرية على البشر في يوم الـ16 من مارس، بعد أن مضى أقل من أربعة أشهر على الإبلاغ عن أول حالة الإصابة المؤكدة بـ”كوفيد-19″. وتم اعتماد مناهج مختلفة في أعمال تطوير لقاح مضاد للفيروس المستجد.
بشكل عام، تصنع اللقاحات من مسببات الأمراض أي فيروسات مقتولة أو معطلة المفعول حتى لا تسبب أمراضا. وتعرف باللقاحات المعطلة واللقاحات الموهنة الحية، والتي تتمكن من تحفيز استجابات مناعية قوية.
نوع آخر عادي من اللقاحات، هو يسمى لقاحات الوحيدات، ويحتوي اللقاح على كميات قليلة من المستضدات غير الفيروسية المشتقة من المستنبت بدلا من مسببات العدوى الرئيسية. وتسبب أخف تفاعلات سلبية مقارنة مع اللقاحات المعطلة أو اللقاحات الموهنة الحية، ولكنها غالبا ما تكون أقل فعالية وتأثيرا على جهاز المناعة، فتتطلب استخدام جرعات محفزة.
بالإضافة إلى المناهج الثلاثة المذكورة التي يتم تطبيقها في تطوير لقاحات كوفيد-19 في الوقت الحاضر، جاء أحد أحدث الأساليب في بؤرة الأضواء هذه المرة.
هناك نوعان من اللقاحات التي قد دخلت التجارب السريرية للمرحلة الأولى، أحدهما في الصين، هو لقاح قائم على ناقل الفيروس الغدي المؤتلف — Ad5-nCoV، والآخر هو لقاح الحمض النووي المعروف بـ”mRNA-1273″ الذي طوره فريق أبحاث الأمراض المعدية في شركة مودرنا للتكنولوجيا الحيوية في بوسطن الأمريكية.
يقول الخبراء إن لقاحات الحمض النووي تتميز بدورة تطوير وإنتاج أقصر، ويمكن إنتاجها باستخدام نسخة من الكود الوراثي لمسببات الأمراض دون الحاجة إلى عينات الفيروس الحية.
ولكن لم تتم الموافقة على أي من اللقاحات التي تعتمد على الحمض النووي الريبوزي (RNA) أو الحمض النووي الصبغي (DNA) لتجربتها على أجسام البشر من قبل.
كما أن لقاح ناقل الفيروس الغدي Ad5-nCoV الذي طورته الصين له آفاق واسعة في عملية التطبيق. حيث نجحت الصين في تطوير لقاح فيروس إيبولا باستخدام تقنية ناقل الفيروس الغدي في عام 2017.
مع تسارع انتشار الوباء في دول العالم وتزايد المخاوف من تأثيره بين الشعوب، والذي من المرجح أن يعود فيروس كورونا الجديد في دورات موسمية. إذا كان هناك احتمال عودته، فإن إنتاج اللقاح الفعال يعد الحل النهائي للعالم.
ولكن بغض النظر عن المناهج المعتمدة، إن التجارب السريرية هي مفتاح لا غنى عنه ولا يمكن تعجيله من أجل ضمان سلامة اللقاحات وفعاليتها.