جريدة الأنباط الأردنية/
بقلم الأكاديمي مروان سوداح*
*الكاتب يَحمل لقب الصحفي الفخري لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وإتحاد الصحفيين الكوريين ومُنِحَ أوسمة كورية رفيعة.
قبل أيام قليلة من يناير هذا العام، إختَتَم المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري أعماله، مُحاطاً باهتمام عالمي ومحلي وآسيوي واسع، ومُرفَقاً بآمال كورية كبيرة وتطلعات واسعة لغدٍ أفضل وأبهى في ظل زوتشيه وسونغون وإشتراكية الكفاية المادية والروحية للكوريين بمجموعهم، وتعزيز صفوف الحزب والجيش الشعبي بالقوى الخلاقة لطليعيي أبناء الشعب وضباط وجنود هذا الجيش مُهتدين بالقيادة الحكيمة للزعيم والصديق الكوري كيم جونغ وون الذي تم انتخابه من جديد أميناً عاماً موثوقاً للحزب والشعب.
سجّل هذا المؤتمر صفحة مُنيرة في تاريخ كوريا الحزب والدولة والوطن كحدث سياسي يُشكّل نقطة تحوّل كبرى على مسار النضال الواعي الرامي إلى تعزيز وتطوير الحزب الكيمئيلسونغي الكيمجونغئيلي، وقضية الإشتراكية في كل الفضاءات، وشحن المجتمع بقوى متجددة للتقدم في المسيرة التاريخية لتدشين مرحلة غير مسبوقة من النهوض والنهضة، حيث غدت كوريا دولة متطورة في كل المجالات العلمية والعسكرية والطبية والهندسية، وفي علوم الفضاء وغيرها الكثير برغم صِغر مساحتها وعدد سكانها البالغ نحو 25 مليون نسمة، قياساً بدول أخرى كثيرة، فصارت المثل الذي يُحتذى في رياح العالم أجمع.
كّل مؤتمر الحزب الذي عُقد في العاصمة الجميلة والعصرية بيونغيانغ علامة فارقة في مجرى النضال الكوري الذي يُنير طريق الكفاح الجديد لتأكيد أهداف ونجاحات الثورة الكورية المتواصلة، وللارتقاء بقضية الإشتراكية إلى مرحلة أعلى، ليغدو بالتالي حدثاً تاريخياً وسياسياً وأممياً كونياً متميزاً يَستأثر بأهمية كبيرة واهتمام كوني، نظراً للمسيرة الكفاحية الطويلة الفارقة والموصولة للحزب منذ القرن الماضي بخوضه نضالاً دؤوباً في سبيل رفع قدراته القيادية والكفاحية وخدمة الأُمة، وتحقيق القضية العظيمة لإثراء البلاد، وتقوية الجيش ورفع قدراته بإضطراد، وتجسيد أولوية جماهير الشعب في كل ميادين الثورة والبناء تجسيداً كاملاً، باتخاذ الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية العظيمة مرشداً هادياً له.
يتضح لِمَن تابع يوميات المؤتمر، أن الحزب وضع خلال انعقاده عدداً من النهوج النضالية والخطط الإستراتيجية والتكتيكية الجديدة، تطلعاً منه لتحقيق قفزة انعطافية نوعية في رَصِ صفوفه ولتطوير ومسَاندة وإعلاء واقع تواصل شساعة البناء الإشتراكي الشامل أفقياً وعمودياً، على أساس التحليل العلمي لتيار تطوّر الثورة الكورية، ومتطلبات الوضع الذاتي والموضوعي بما يقتضيه العصر الحالي، حيث حلّت في كوريا مرحلة تقدم نهضوي جديدة وتحوّل جليل، ترتبط عضوياً بفلسفة الإبداع في التحسين الفعلي واليومي لمعيشة الشعب، الذي يَلمس تلاحق قفزات الازدهار والتغيّرات الواقعية في حياته يوماً في إثر يوم، إذ نتج ذلك عن توظيف المزيد من الدقة العلمية في عَملانية تنظيم الاقتصاد وقيادته بوعي سياسي وفكري عميق، وبما يتفق ومقاصد القيادة الحزبية التي حدّدت الاعتماد على القوى المحلية أساساً للاكتفاء الذاتي والتطوّر الشامل والأسرع، كموضوعة رئيسة لخطة السنوات الخمس الجديدة لتنمية إقتصاد الدولة ورفع مستوى معيشة الشعب.