CGTN العربية/
في 12 سبتمبر، نشر موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي دراسة نقدية من خبير الشؤون العالمية سيمينغتون دبليو سميث، للكتاب الجديد الذي نشره الدبلوماسي السنغافوري السابق وعالم السياسة، كيشور مهبوباني، في عام 2020 –“هل فازت الصين؟– تحدي الصين لمكانة صدارة للولايات المتحدة”. يقدم هذا الكتاب إرشادات مهمة لفهم العلاقات الأمريكية الصينية الحديثة ولماذا كانت العلاقات بين هذين البلدين شديدة العداء مؤخرا.
استنتاج مهبوباني هو أن العالم ليس أبيض بالتأكيد ولو لم يكن أسود، وإذا كان العالم يريد أن يخلق “إنسانا أفضل”، يجب على الناس التنازل من النواحي الأخلاقية والسياسية والاقتصادية.
الولايات المتحدة ينقصها “ربان موثوق”
المحاسبة هي أحد الموضوعات الأساسية في هذا الكتاب. رأى الناس لفترة طويلة أن الولايات المتحدة لديها أحد أفضل أنظمة التعليم في العالم وقدرة فائقة على تأهيل احتفاظ المؤهلين لكنها أصبحت الآن متغطرسة ومتعجرفة وقصيرة النظر وسجينة من قبل الباحثين عن الربح.
انتقد مهبوباني بشدة الوضع الراهن في الولايات المتحدة وحتى قال إن عملية التصويت بأكملها باعتبارها الفعالية الديمقراطية الأكثر قداسة في الولايات المتحدة لم تعد ذات مغزى. من وجهة نظره، فإن الطبقة الراقية الأمريكية لها السلطات والأموال تسيطر بالكامل تقريبا على القوانين الأمريكية، وأصبح التصويت العام في الوقت الراهن مجرد عرض. الاستنتاج المهم هنا هو أن ممارسي السياسة الأمريكية الحقيقية يبدو أنهم على وشك الانقراض عندما تكون الولايات المتحدة في أمس الحاجة إليهم.
يتعين على الولايات المتحدة أن تواجه مثل هذا الاحتمال الحقيقي: قد تتراجع الولايات المتحدة إلى المرتبة الثانية في ترتيب القوى العالمية، لكن لا يوجد ربان موثوق لقيادة الولايات المتحدة للتعامل مع البحر العاصف القادم. إذا أرادت الولايات المتحدة أن تستمر في التصرف كقائد عالمي كما تسمي نفسها غالبا، فيجب عليها مواجهة هذه الحقائق المتغيرة باستمرار بطريقة هادئة ومؤلمة حقا، وإلا فقد تصبح ممثلة لقوة عالمية متدهورة. ومع ذلك، فإن المناخ السياسي الحالي في الولايات المتحدة يستغني عن هؤلاء الربابنة وهو يدعم صقور واشنطن الأكثر قتالية مضاد للصين، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة. أكد مهبوبانيعلى الحاجة الملحة للغاية في التفكير الوطني للولايات المتحدة بطريقة مفيدة.
الغرب بحاجة إلى فهم الصين
الموضوع الأساسي الثاني لهذا الكتاب هو أن الغرب بحاجة إلى فهم الصين،في نفس الوقت، والصين بحاجة إلى فهم أفضل لمكانتها في العالم أيضا.
أكد مهبوباني أن الحزب الشيوعي الصيني هو في الواقع أنجح نظام يقود الصين في التاريخ، متجاوزا كل إمبراطور صيني في التاريخ من حيث تحقيق حياة عالية الجودة وتخلص من الفقر وإسعاد الشعب. في البيئة السياسية الأمريكية المذكورة أعلاه، فإن أي دعم معقول للصين هو انتحار سياسي، لذلك فإن حقيقة أن الحزب الشيوعي الصيني قد حصل على دعم واسع النطاق من قبل شعبه في الصين يعتبر عقيدة ضارة في واشنطن.
بالإضافة إلى ذلك، حذر مهبوباني الغرب بشدة من اعتبار الحرية والديمقراطية دواء شافيا وأفضل شكل من أشكال الحكم. وأشار كذلك إلى أن هذا النوع من التفكير الوعظي هو عملية التفكير الرئيسية في الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مما يعيق قدرة الولايات المتحدة على التعاون مع الصين بشكل خطير، ويمنع قدرة الولايات المتحدة على التعاون مع آسيا إلى حد أكبر.
يجعل كتاب مهبوباني القراء يرون أن الولايات المتحدة، من ناحية، تفتقر إلى التحليل العقلاني والهادئ، والذي قد يكون له تأثير مدمر طويل الأجل على الولايات المتحدة وحلفائها والعالم. من ناحية أخرى، فإن الصين في وضع صعب أيضا: فقد أصبحت واحدة من أقوى الدول في العالم وكما واحدة من أكثر الدول التي يساء فهمها.
من الواضح أنه على الرغم من الانتقادات الحادة لـ مهبوباني، إلا أنه صديق للأشخاص العقلاء في الولايات المتحدة والصين. على الرغم من أن هذا قد يكون له بعض التأثير على الشعور بفخر الوطن، إلا أن جميع الأطراف ستستفيد من الاستماع إلى كلمات خبير آسيوي محايد. إذا لم يستمع أحد، خاصة في الغرب، فقد تمت الإجابة على السؤال الجوهري في هذا الكتاب: فيما يتعلق بالرشد وحكومة براغماتية متوجهة للمستقبل، فقد فازت الصين.