خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يوري ياروسلافوفيتش*
*الكاتب مُعتمد في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر، وصديق قديم وداعم للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ومهتم بالعلاقات الروسية الصينية.
استذكر اليوم، في سياق الأوضاع الدولية المُقلقة والملتهبة، مجريات ونجاحات حدثت في أكتوبر 2019، حين هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره الصيني شي جين بينغ، بمناسبة الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وخلال حديث الزعيمين، أكد بوتين “أن العلاقات الروسية الصينية صَمدت باقتدار أمام اختبار الزمن“.
لا يَخفى على المُتابع والمتخصص أن هذه الإشارة البوتينية إنما هي سياسية بامتياز، وذات مغزى عميق، أراد الرئيس بوتين الإعلان عنها عالمياً للتأكيد على أنه لا توجد أية قوة على وجه الأرض يمكنها زعزعة أركان العلاقات الفولاذية بين الدولتين الجارتين روسيا و الصين.
قراءة النقاط الأهم في حديث بوتين والرئيس “شي” تؤشّر على نقاط هامة للغاية. أولها، أن روسيا والصين تتفقان على أساسيات أمنهما الثنائي؛ وثانيهما المنفعة المتساوية التي تعود على الشعبين الصديقين بمزيد من العلاقات والازدهار الذي ينعكس على الشعبين؛ وثالثهما، العمل من أجل تعزيز الاستقرار والأمن في القارة الأوراسية وفي العالم ككل.
تربط روسيا والصين علاقات وصِلات تاريخية قوية، بالإضافة إلى الشراكة الناجحة في كثير من مجالات التعاون، كما تلعب الدولتان دوراً مهما في تسوية الكثير من الأزمات الدولية وإطفاء حرائقها، والحفاظ على السلام وتعزيز التعاون الدوليين في مختلف المجالات.
قبل الحديث الثنائي بين الزعيمين؛ والذي أشرت إليه أعلاه؛ جرى التوقيع على بيان مشترك بشأن الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى “شراكة تنسيق إستراتيجية شاملة لعصر جديد”، وهي صياغة علمية صينية لطريق سلمي جديد للبشرية، خالٍ من الحروب والجوائح على اختلافها، وهي أيضاً فكرة صينية تستحضر طريق الحرير الصيني القديم، الذي رسّخ المحبة والتعاون بين الأمم والدول من خلال التجارة والاقتصاد أولاً.
كان توقيع الاتفاقية بين الزعيمين في وقتها المناسب، ذلك أننا نشهد عالمياً تسارعاً في محاولات بعض الدول الكبرى الإضرار؛ بطريقة فجة ومباشرة؛ بالأمن والسلام العالميين، لأهداف خاصة برؤى الهيمنة لديها، بما فيها العسكرية والاقتصادية، ولتوسبع مجال نفوذها في المناطق الاستراتيجية في الكرة الأرضية.
ولهذا بالذات، تضمن الآليات الأنجع للتفاعل العميق الروسي الصيني، اليوم وكل يوم، تكبيل التطلعات التوسعية لمَن يَعتبرون العالم مُباحاً لهم بأرضه وشعوبه وخيراته، ما يضمن بالتالي الرد الأنسب والأكثر فعالية على الهيمنة والأحادية في السياسة الدولية، لصالح التعاون الشامل والمنفعة المتساوية – المتبادلة، وبخاصة المنفعة بين الجيران التاريخيين والإخوة الأحباء: الصين و روسيا.
العلاقات الصينية الروسية مهمة جدا في وقت يسعى العالم فيه إلى السلام والوئام والازدهار وهذا ما يعمل عليه الجانيان وسط تخطيط أطراف معادية إلى زعزعة أمن المنطقة وجعلها ساحة صراعات