جريدة الأنباط الأردنية/
يلينا نيدوغينا*
*كاتبة وإعلامية روسية متخصصة بالتاريخ والسياحة الاردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة “ذا ستار” سابقا.
تُعتبر السيدة الأولى ونائب الرئيس الأذري، مهريبان علييفا، التي احتفلت قبل فترة بعيد ميلادها، واحدة من السيدات القلائل اللواتي يتمتعن بالشهرة الطاغية من دول كانت ضمن الإتحاد السوفييتي المُنحل.
في الغالب، لم تكن السيدات في الجمهوريات السوفييتية يَخُضنَ غمار السياسة العميقة والعسكرية الخطرة أو الأنشطة الحكومية الدقيقة. إلا أن السيدة عليييفا، خالفت تلك القاعدة القديمة لكونها تنتمي إلى المستقبل ونوره، فهي وانطلاقاً من انتمائها لعائلة ذائعة الصيت عِلمياً، ولمكانتها الاجتماعية والأكاديمية المتميزة وشخصيتها القيادية، برعت وطنياً وعالمياً وغدت تتمتع بشهرة كُبرى بين قريناتها من الجنس اللطيف والآخر الخشن على حدٍ سواء، لا سيّما لِمَا حصلت عليه من تقديرات عالمية وازنة، ولأنها فرضت جهدها بقوة في المجال الطبيعي لابداعاتها المجتمعية في وطنها، وفي علاقاتها الدولية كذلك، بخاصة تلك التي تتصل برعاية الذات الإنسانية المَهيضة الجناح لدى قطاع عريض في البشرية.
نادراً ما يتم تسليط الأضواء في العَالم على السيدات. في الغالب الجنس الخشن يَحتكر الأرض وما عليها. لكن بعض الدول ومن ضمنها أذربيجان الشقيقة، فتحت الأبواب على مصاريعها أمام المرأة لتثبت ذاتها وشخصيتها ونفوذها وعِلمها في جميع المِهن، وأُشرعت الأبواب أمامها لتغدو شهيرة بأعمالها وأبداعاتها وتميزها المهني والجنسوي الذي يُضفي على الجماعة البشرية ألقاً من نوع خاص وإشراقة جاذبة دولياً، وهذه شروط مكمّلة للمجمتع الديمقراطي الواعي، و وحدته، و تضامنه، و ازدهاره الفكري والمادي إذ تُعتبر أذربيجان واحدة من البلدان القليلة التي تفرد حيزاً كبيراً كافياً للمرأة، متساوياً على الأرض مع تلكم الحيز المُتاح للرجل الأذري، لكونها شريكة أساسية في نشأة المجتمع وتكوين الشعب وتصليب أساساته المادية والمعنوية، ناهيك عن أن النساء الأذريات يتمتعن تاريخياً بدور قيادي في الأسرة المجتمع ومؤسسات الدولة التي يُشاركن في كل مجالاتها، على مِثال السيدة علييفا بتكوينها السياسي وأهدافها وبكل ما يتصل بها.
لقد فرضت الجغرافيا السياسية على أذربيجان أن تكون المرأة فاعلة ومؤثرة في جوارها وآسيويتها، ذلك أن أذربيجان تُعدُ نقطة التقاء عالمية براً وجواً بين الشرق والغرب، الشمال والجنوب. ولهذا ترتقي الدولة ببناتها وأبنائها لأجل أن يكونوا في محور الأعمال وقيادة المنطقة إلى آمان اجتماعي وقومي وسياسي. فالمرأة مرآة كل مجتمع، فهي الأكثر قدرة من غيرها على تذليل الصِّعاب، ومنح المجتمعات سلاماً أشمل وديمومة، ولتجذيره في تربة صالحة.