*إذاعة الصين الدولية أونلاين/

يوافق اليوم الاثنين (27 يناير) ثالث أيام السنة القمرية الصينية الجديدة، حيث يبذل الصينيون أقصى جهودهم لمكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد، خاصة في ظل ظروف عودتهم إلى مساقط رؤوسهم لقضاء عطلة عيد الربيع، التي تسمى “أكثر هجرة بشرية في الأرض”، لتصبح أعمال مواجهة الوباء، الذي يعتبر تهديداً طارئاً متعلقاً بالصحة العامة، أكثر إلحاحا وتعقيداً وخطورة.

ودون شك، فإن الصين تواجه اختباراً كبيراً لقدرتها في السيطرة على أزمة السلامة العامة والحوكمة.

لقد تكامل نظام حكم الدولة تدريجياً، خلال السنوات السبعين الماضية منذ تأسيس الصين الجديدة، حيث حددت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني إكمال نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويره وتحديث نظام حكم الدولة هدفاً عاماً لتعميق عملية الإصلاح الشامل في البلاد، كما حدد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني تحقيق تحديث نظام حكم الدولة في منتصف القرن الحالي.

وأكدت الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني على ضرورة بذل جهود أكبر للتمسك بنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وإكماله وتحديث نظام حكم الدولة.

ومن المؤكد أن وباء الالتهاب الرئوي في مدينة ووهان يعد اختبارا جديدا للصين التي تجاوز عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، وتعدت نسبة مدننتها 60%.
وفي ظل تسارع تفشي الوباء، عقدت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني اجتماعا، وقررت تشكيل فريق قيادي لمكافحة الوباء، بينما تعمل كل الهيئات المعنية على منع انتشار الوباء وإنقاذ المرضى وعلاجهم وتعزيز البحوث العلمية والإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالوباء..

كذلك قرر مجلس الدولةتمديد عطلة عيد الربيع من سبعة أيام إلى عشرة، وتعقد لجنة الصحة الوطنية مؤتمراً صحفياً يومياً لعرض مستجدات الوباء، وقد أُرسلت المزيد من الطواقم الطبية والأجهزة العلاجية والمواد المعيشية إلى مدينة ووهان، وأنشيء مستشفى مؤقت فيها خلال عدة أيام فقط، وتبذل الصين أقصى جهودها لضمان سلامة الشعب وصحته.

وتجدر الإشارة إلى أن الوقاية من الوباء في ظل القانون لعبت دوراً أساسياً في السيطرة على الفيروس ومكافحته، فقد نفذت الحكومة الصينية خطة الوقاية من الأوبئة ومكافحتها وفقا “للأمراض المعدية من الفئة B وإدارة الفئة A”، استنادا إلى “قانون الوقاية من الأمراض المعدية في جمهورية الصين الشعبية”، بالإضافة إلى ذلك، ووفقا “للخطة الوطنية لحالات الطوارئ الصحية العامة”، بدأت 30 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم وبلدية في الصين، في الوقت الحاضر، الاستجابة من المستوى الأول لحالات الطوارئ الصحية العامة، في رسالة مفادها أن القوانين واللوائح المعنية الكاملة هي ما يضمن مكافحة الوباء في الوقت المناسب وبشكل فعال.
وفي الوقت نفسه، تلتزم الصين بمبدأ الانفتاح والشفافية، وتنشر تقارير في الوقت المناسب وبشكل دقيق عن حالة الوقاية من الوباء ومكافحته، درءاً للشائعات والأقاويل، ما لعب دوراً مهماً في استقرار المشاعر الشعبية وتعزيز الثقة، كما أخطرت منظمة الصحة العالمية بالوضع الوبائي في الوقت المناسب، وتتبادل المعلومات التقنية معها ونتائج الأبحاث حول تسلسل الجينوم الكامل لبعض السلالات الفيروسية.

وقد أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم عن شكره للصين على دورها الرائد في مجال الصحة الدولية، وأشاد بانفتاحها وشفافيتها ومشاركتها للبيانات واستجابتها السريعة للوباء، كذا أكدت مجلة The Lancet الطبية العالمية أن تدابير الاستجابة الصينية تفي بالمعايير الدولية.

ولكن “الاختبار الكبير” للوضع الوبائي الصعب لا يزال مستمراً.

إن “الوباء قدر، والوقاية منه والسيطرة عليه مسؤولية”، والصين لا تتراجع في القضايا المتعلقة بحياة الناس وصحتهم، وهي تعدل الإجراءات وتحسن التدابير وفقاً لتطورات الوضع، لإبراز إمكاناتها في مكافحة الوباء وقدرتها على الحوكمة.