ويعج الآن مطار تيانخه في ووهان بالمسافرين. وخلال عيد تشينغمينغ الذي دام لمدة ثلاثة أيام، والمعروف أيضا بـ”يوم كنس المقابر” أو “يوم الصفاء والنقاء”، كان متوسط عدد طائرات الركاب التي أقلعت وهبطت كل يوم في المطار، نحو 600 طائرة، وعلى متنها أكثر من 70 ألف راكب.
وقالت قونغ ين، إحدى السائحات: “لم أسافر العام الماضي. ولكن الآن، أشعر أن السفر آمن”.
وذكر هوانغ يونغ، مسافر آخر: “إن تعافي البلاد من تأثير الوباء في هذه الفترة القصيرة، جعلني أشعر بالفخر الشديد لكوني مواطنا صينيا”.
في العام الماضي، كان شارع ليانغداو بمدينة ووهان هادئا بشكل مخيف، ولكن الآن، تصطف حشود من الزوار خارج أكشاك الطعام لتذوق المعكرونة الساخنة، وهي طعام محلي مشهور، حيث ترحب المطاعم والمتاجر المحلية بعودة الحشود، ما يعد علامة لاستئناف العمل.
وفي وقت مبكر من العام الماضي، انتشر فيروس كورونا الجديد في مقاطعة هوبي والمقاطعات الأخرى في البلاد. وفي ذلك الوقت، استجابت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بسرعة لتفشي الوباء باتخاذ مجموعة من السياسات، من إجراءات الوقاية من الوباء والسيطرة عليه إلى وضع خطط لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وفي 10 مارس 2020، تفقد الرئيس الصيني شي جين بينغ مستشفى هوهشنشان في ووهان، معبرا عن تقديره الخالص للعاملين الطبيين في الخطوط الأمامية، وشجع المرضى على مكافحة الفيروس بقوة.
وأضاف شي: “أهم شيء يجب فعله هو تعزيز ثقتكم. ودعونا نعمل معا لتعزيز الثقة. فإننا متأكدون من الفوز في هذه المعركة. ووهان ستفوز بالتأكيد، وهوبي ستفوز بالتأكيد، والصين ستفوز بالتأكيد”.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك تداعيات اقتصادية للوباء، ولكن حتى ذلك الوقت، كان الرئيس شي واثقا من أن أبناء الشعب في ووهان سينهضون أقوى من ذي قبل.
وقال تشن شين وو، مسؤول بلجنة التنمية والإصلاح في مقاطعة هوبي: “تسبب الوباء في خسائر فادحة لاقتصاد المقاطعة. وفي الربع الأول من العام الماضي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للمقاطعة بنحو 40% عن العام السابق. وفي هذه اللحظة الحاسمة، زار الرئيس شي ووهان شخصيا، وقاد المعركة ضد الوباء. وفي ذلك الوقت، أكد شي على أن أبناء الشعب في هوبي هم أبطال قادرون على التغلب تماما على الوباء، وسيولدون من جديد من الرماد، وسيتمكنون من خلق أداء أكثر إشراقا في العصر الجديد”.
من أجل كبح تفشي الوباء، قامت ووهان، التي تعد موطنا لأكثر من 10 ملايين شخص، بالضغط على “زر الإيقاف المؤقت”. وفي ذات الوقت، هرع أكثر من 40 ألف عامل طبي إلى مقاطعة هوبي من جميع أنحاء البلاد. وبعد سباق مع الزمن دام لمدة 76 يوما، تمت السيطرة على الوباء في المقاطعة، ما سمح لووهان برفع قيود السفر إلى خارج المدينة في 8 أبريل 2020.
وبعد كبح الوباء، لم تضغط مقاطعة هوبي على “زر إعادة التشغيل” فحسب، بل ضغطت أيضا على “زر التقدم السريع”. وبعد شهر من رفع ووهان لقيود السفر، لحقت المقاطعة بوتيرة استئناف العمل والإنتاج في البلاد. وأقيمت العديد من الأحداث الوطنية في المقاطعة.
وبالإضافة إلى ذلك، وبمساعدة السياسيات التفضيلية للحكومة المركزية، استقرت نحو 300 شركة ذات تمويل أجنبي من 45 دولة ومنطقة في المقاطعة. وشهدت شركة “هانيويل” الأمريكية، أول شركة من “فورتشن 500” استقرت في المقاطعة العام الماضي، انتعاش المقاطعة عن كثب، حيث استغرقت أعمال تجهيز مكتبها المحلي من بدء التصميم إلى الافتتاح 45 يوما فقط.
وقال ستيف لين، رئيس شركة “هانيويل” في الصين: “حظيت شركتنا بدعم كبير من الحكومة على مختلف المستويات، ومن الواضح أن الإرشادات التي قدمتها الحكومة خلال العام الماضي هامة للغاية. وفي الواقع، قدمت الحكومة أساسا قويا لنا”.
على الرغم من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لمقاطعة هوبي خلال الربع الأول من العام الماضي، إلا أنها تعافت بنسبة تتجاوز 95% على أساس سنوي، حيث خالفت الصادرات والواردات الاتجاه، محققة زيادة قدرها 8.8%. وفي الوقت نفسه، تم انتشال كافة الفقراء المتبقين في المقاطعة، والبالغ عددهم 58 ألفا، من الفقر.
وتتمتع المقاطعة اليوم بحيوية كبيرة، حيث تم إعادة تحويل المستشفيات المؤقتة إلى مراكز للياقة البدنية وأماكن ترفيهية. كما أصبح جسر نهر اليانغتسي مكتظا بحركة المرور، والعبّارات المحلية التي كانت فارغة في فترة تفشي الوباء، مكتظة بالركاب.
وذكرت هوانغ ليان تشيو، إحدى المقيمات المحليات: “أصبح الجميع أكثر تفاؤلا. ونعيش الآن حياة مفعمة بالتفاؤل والسعادة عن ذي قبل”.
خلال الخطة الخمسية الـ14 للصين (2021-2025)، وضعت مقاطعة هوبي أهدافها المتمثلة في تجاوز الناتج المحلي الإجمالي ستة تريليونات يوان (915 مليار دولار أمريكي)، وإنشاء مركز هام للابتكار التكنولوجي والتصنيع المتقدم والخدمات اللوجستية والتمويل على المستوى الوطني، ليتم تحقيقها خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال تشن: “تتمثل المتطلبات التي كلف بها الرئيس شي المقاطعة، في بناء المحور الوطني والتقدم لتحقيق إنجازات جديدة. وخلال السنوات الخمس المقبلة، يجب أن نضع في الاعتبار هذه المتطلبات، لتسريع إنشاء محور إستراتيجي للتنمية عالية الجودة في وسط البلاد من خلال جهودنا”.
المصدر: سي جي تي إن العربية.