أكد مساعد وزيرة الصحة المصرية لمبادرات الصحة العامة الدكتور محمد حساني، أهمية التعاون بين مصر والصين في توطين تكنولوجيا صناعة لقاحات مرض فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19” في بلاده.

وقال حساني في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن التعاون المصري – الصيني في مجال الصحة شهد خلال الفترة الأخيرة تناميا وتصاعدا كبيرا وبشكل متعدد ومتنوع تمثلت أهم صوره في إتفاقية التعاون والشراكة بين شركتي (فاكسيرا) المصرية و(سينوفاك) الصينية.

وفي أبريل الماضي وقعت الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) وشركة (سينوفاك) الصينية للمستحضرات الدوائية الحيوية اتفاقيتين لتصنيع لقاح (سينوفاك) المضاد لكورونا في مصر.

وبعد قرابة ثلاثة أشهر أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في الخامس من يوليو إنتاج مليون جرعة من اللقاح المصنع محليا باسم “فاكسيراـ سينوفاك .. صنع في مصر” المضاد لمرض فيروس كورونا.

وأكد حساني أن الحكومة المصرية لم تألو جهدا في تفعيل هذه الإتفاقية ووضعها موضع التنفيذ.

وأشار أيضا إلى أن الحكومة الصينية قامت منذ توقيع إتفاقية الشراكة بين شركتي فاكسيرا وسينوفاك، بإرسال خبراء من سينوفاك ظلوا في مصر لحين الانتهاء بالفعل من إنتاج أول كمية من اللقاحات ودخولها مراحل الاعتماد المختلفة.

وأكد خلال جولة نظمتها وزارة الصحة المصرية والهيئة العامة للاستعلامات لصحفيين أجانب بمصانع شركة (فاكسيرا) بضاحية العجوزة ومدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، أن الحكومة الصينية تدعم بقوة تصنيع لقاحات كورونا في مصر.

وأوضح أن الصين ترجمت ذلك عمليا بإرسال المواد الخام لإنتاج قرابة 100 مليون جرعة بنهاية عام 2021، بالإضافة إلى استمرار الشراكة بين سينوفاك وفاكسيرا كثمرة للتعاون في القضاء على فيروس مرض “كوفيد- 19”.

وشدد على أهمية التعاون بين مصر والصين في مجال توطين تكنولوجيا لقاحات كورونا، خاصة فيما يتعلق بإنتاج المواد الخام، واصفا التعاون بين الجانبين بأنه أكثر من رائع.

وأشاد بالدعم الصيني لمصر، قائلا إن “صناعات اللقاحات في العالم هي صناعات مرهقة وتحتاج الكثير من التفاصيل والتعقيدات وتتطلب تكنولوجيا متقدمة، لكن الدعم الفني من شركة سينوفاك والحكومة الصينية منذ توقيع الإتفاقية جعلنا نتجاوز هذه المراحل الصعبة”.

ولفت إلى أهمية الخطوة، التي اتخذتها شركة سينوفاك بإصدار شهادة تفيد بأن لقاح سينوفاك المصري، الذي تنتجه شركة فاكسيرا هو نفس المنتج الصيني بالضبط.

وقال مساعد وزير الصحة المصري إن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية تقضي بأن ملف إنتاج لقاحات “كوفيد -19” بالغ الأهمية وذو أولوية قصوى سواء فيما يتعلق بإنتاج اللقاح أو زيادة حجم الإنتاج أو توطين الصناعة وتغطية الاحتياجات المحلية وتلبية الطلب الخارجي.

وأوضح أنه يمكن لشركة سينوفاك، بحسب الإتفاقية، استخدام مصانع شركة فاكسيرا كأحد النقاط القوية لإنتاج اللقاح وتوزيعه خارجيا، خاصة لدول القارة الإفريقية.

وأكد حساني أن هناك اتجاها قويا من الدولة المصرية لتوطين صناعة اللقاحات في البلاد، مشيرا إلى أن مصانع فاكسيرا من المصانع العريقة وتعمل في إنتاج العديد من اللقاحات والأمصال منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وقال إنه مع بداية جائحة كورونا قامت استراتيجية الدولة المصرية نحو التوجه لتوطين التصنيع المحلي للقاحات والتصدير للخارج، خاصة إلى دول القارة الإفريقية والمنطقة العربية.

ونوه بخطة الحكومة المصرية بتسريع ومضاعفة الإنتاج بمصانع الشركة القائمة بالفعل بضاحية العجوزة، بالإضافة إلى التوسع في الإنتاج من خلال مصانع الشركة الجديدة بمدينة السادس من أكتوبر.

ولفت إلى أن العمل بالمصانع الجديدة بمدينة السادس من أكتوبر يبدأ بنهاية شهر نوفمبر المقبل بطاقة إنتاجية نحو مليار جرعة سنويا، بما يجعل مصر مركزا إقليميا مهما لتصنيع اللقاحات وأحد الأذرع القوية لإنتاج اللقاحات في المنطقة العربية والقارة الإفريقية.

وأوضح حساني أن الإنتاج العالمي حتى الآن من لقاحات كورونا لا يغطي سوى 10% من احتياجات العالم من الجرعة الأولى بسبب زيادة الطلب وقلة المنتجين، مشيرا إلى أن دولا كثيرة تحاول توفير كميات من اللقاحات لتقليل الإصابة، خاصة مع ظهور الموجة الرابعة وبروز المتحورات والأعراض غير المألوفة للفيروس.

وشدد المسؤول المصري على أن هناك استراتيجية للدولة المصرية لمد يد العون لأشقائها الأفارقة والعرب بلقاح “كوفيد 19″، خاصة وأن هناك قناعة بأنه لا يمكن أن تكون بمأمن طالما هناك إصابات بالفيروس.

وتعد مصانع شركة فاكسيرا بمدينة السادس من أكتوبر أكبر مجمع لإنتاج اللقاحات في الشرق الأوسط وإفريقيا، وستساهم في رفع الطاقة الإنتاجية للقاحات فيروس كورونا بالتعاون مع مختلف الشركات المنتجة للقاحات في العالم.

ويقام مصنع لقاحات كورونا والمقرر افتتاحه في نوفمبر المقبل على مساحة حوالي 6 آلاف متر مربع داخل مجمع مصانع فاكسيرا بمدينة السادس من أكتوبر، والذي تبلغ مساحته الإجمالية 60 ألف متر مربع.

*سي جي تي إن العربية.