من يخوت فاخرة تصل قيمتها إلى 1.03 مليون دولار أمريكي إلى روبوت يعزف الموسيقى ويستطيع التعبير عن “عواطفه”، ومن دمى مصنوعة من صوف الألبكة البيروفية إلى الزعفران الإيراني… اختتمت فعاليات معرض الصين الدولي الأول للمنتجات الاستهلاكية الذي أقيم في مقاطعة هاينان جنوبي الصين في الفترة من 7 إلى 10 مايو.
باعتباره أحدث خطوة صينية رائدة لتعزيز تحرير التجارة وتسهيلها، ساهم المعرض في دفع إجراء رئيسي يتمثل في بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة بالإضافة إلى أكبر منطقة تجارة حرة على مستوى البلاد. وقد اجتذب المعرض 648 شركة أجنبية وأكثر من 1300 علامة تجارية من 69 دولة ومنطقة للمشاركة فيه. وهو دليل على حماسة الشركات متعددة الجنسيات وثقتها في الصين التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة وبها مجموعة من ذوي الدخل المتوسط يتجاوز عددهم 400 مليون نسمة.
وعلى مدار العقد الماضي أو نحو ذلك، عكفت الصين باستمرار على اتخاذ سلسلة من الخطوات القوية لزيادة انفتاحها رفيع المستوى، بدءا من إنشاء مناطق تجارة حرة في جميع أنحاء البلاد ووصولا إلى إقامة معارض رئيسية جديدة مثل معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات في بكين، ومعرض الصين الدولي للواردات في شانغهاي، ومعرض المنتجات الاستهلاكية في هاينان. وأصبحت هذه الأحداث بمثابة منصات للمعارض الرئيسية في البلاد وتعبر عن مدى الانفتاح، هذا إلى جانب معرض الاستيراد والتصدير الصيني – المعروف باسم معرض كانتون – الذي تم إطلاقه في عام 1957 فى مقاطعة قوانغدونغ.
وعبر هذه المنصات والمعارض، عززت الصين والدول العربية التعاون التجاري بشكل ملحوظ. فعلى منصات التجارة الإلكترونية الصينية، أقبل عشرات آلاف الزبائن على البرتقال والقطن المصري، والشوكولاتة اللبنانية، وصابون الغار السوري، وشاي وبن الكبوس اليمني، زيت الشعر المغربي، والتمر السعودي والتمر الإماراتي وغيرها من منتجات الدول العربية.
أما في السوق العربية، فقد بذلت شركات وعلامات تجارية صينية جهودا لدفع النمو الاقتصادي. وبدوره، أكد أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات المصرية أن السيارات الصينية تحظى بقبول كبير في السوق المصرية، مشيرا إلى أنها في منافسة قوية مع السيارات ذات المنشأ الأوروبي. وشدد على أن “السيارات الصينية تتنافس مع العلامات التجارية الشهيرة بفضل جودتها الجيدة وأسعارها المعقولة … وهذا ما يبحث عنه العملاء في كل مكان”.
ورأى خبراء مصريون أن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين بلادهم والصين خلال عام 2020، على الرغم من أزمة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، يؤكد متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
ومن ناحية أخرى، ذكر بيشوي عماد فوزي جورج، مدير التسويق بشركة (فوتون) الصينية في مصر، أن الشركة تعمل على مشروع واعد وهو مشروع تجميع سيارات فوتون في مصر من أجل تلبية طلبات ورغبة العملاء في منتج محلي قوي عالي الجودة، هذا إلى جانب مشاركة الشركة في توطين صناعة السيارات بمصر، حيث لفت إلى أن أهداف الشركة تتضمن العمل على تعزيز الاقتصاد المصري وتنميته بشكل كبير.
وأكد خبراء اقتصاديون أن تعاون الصين والدول العربية في مجال الاستهلاك قد وفر فرص عمل كثيرة للشباب المحليين سواء في عملية التصنيع أو في عملية البيع وخدمات ما بعد البيع.
أما في لبنان، فقد ذكر مارون ضاهر، مدير عام في مجموعة (سي أم سي) اللبنانية، أنه في سوق حساسة للأسعار وأدت فيها الأوضاع الاقتصادية والسياسية إلى انخفاض سعر العملة، تواصل العلامة التجارية الصينية للموبايل على الاستثمار وإثبات الدعم ودفع وضع المستهلك.
وأشار ضاهر إلى أنه للوصول إلى مستخدمين جدد، توجد مراكز التجريب في وسط المدينة وحتى في المناطق البعيدة، قائلا “لقد حولنا الكثير من المتاجر إلى متاجر خاصة بالإطلاع على منتجات أوبو وتجربتها”.
ومن السيارات إلى الهواتف المحمولة، عملت المنتجات الاستهلاكية الصينية بمثابة جسر بين شعوب البلدان الأخرى والصينيين. والصين على استعداد لإفساح المجال أمام المميزات التي يوفرها ميناء هاينان للتجارة الحرة فيما يخص تعميق الإصلاح بشكل شامل وتطبيق المستوى الأعلى من سياسات الانفتاح على أساس تجريبي. وقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة تهنئة بعث بها إلى معرض الصين الدولي الأول للمنتجات الاستهلاكية إن الصين مستعدة أيضا لتعميق التعاون الثنائي والتعددي والإقليمي، والعمل مع جميع الأطراف بشأن بناء مستقبل أفضل للبشرية.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.