CGTN العربية/
في السنوات الأخيرة، أدت مناهضة العولمة والحمائية التجارية إلى زيادة مخاطر التنمية الاقتصادية العالمية. لقد أثر كوفيد – 19 تأثيرا سلبيا على الاقتصاد العالمي، ما جعله يشهد تدهورا ملحوظا.
وقد تأثرت تجارة الخدمات كذلك بهذا الوباء، لذا أصبح تعزيز تنمية تجارة الخدمات كلمة مفتاحية في عملية انعاش الاقتصاد العالمي. معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات الذي أقيم في الفترة ما بين الـ 4 والـ 9 من سبتمبر الجاري في العاصمة الصينية بكين، هو المعرض الوحيد لسد تلك الفجوة، بهدف تعزيز تنمية التجارة في الخدمات والمساعدة في انعاش الاقتصاد العالمي في ظل الوباء.
مع التطور السريع لتجارة الخدمات عالميا في السنوات الأخيرة، أصبح معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات قوة دافعة جديدة للنمو الاقتصادي العالمي، وأصبح له دورا متزايد الأهمية على المستوى العالمي.
أولا، يمكن لمعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات التكيف مع وجهة النظر التي تقول إن دور الاستهلاك الجديد قد زاد بشكل كبير. حيث شهد المعرض ضمن فعاليته منتدى تحت عنوان “الصناعة الإبداعية الرقمية تعطي دفعة جديدة للتنمية الاقتصادية العالمية”. وقد تم دمج الصناعة الإبداعية الرقمية في خطة الصناعة الإستراتيجية الوطنية الناشئة. أضافت الصين مؤخرا صناعات إبداعية رقمية في الصناعات الرئيسية، بما في ذلك المعدات الإبداعية الثقافية الرقمية، والمحتوى الثقافي الرقمي، وخدمات التصميم وغيرها من الخدمات.
بالمقارنة مع الصناعة والقوى الصلبة، فإن هذا التخطيط يركز في المقام الأول على زيادة دور القوى الناعمة. في الوقت نفسه، تتمتع الصناعة الإبداعية الرقمية بخصائص القيمة المضافة العالية وانخفاض استهلاك الطاقة والتلوث المنخفض، وهو ما يتماشى أيضا مع وضع الصناعات الناشئة الإستراتيجية.
كما يركز على تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي وإظهار مسؤولية الصين كقوة كبرى. تأثرت الصين من الوباء، وحالة التنمية الاقتصادية العالمية شهدت تراجعا كبيرا، وأخذت الصين زمام المبادرة في الخروج من معضلة التنمية الاقتصادية عالميا.
في الربع الثاني من عام 2020، أظهر الاقتصاد الصيني نموا إيجابيا، بينما سجلت دول أخرى نموا سلبيا. في حين كان الوضع الاقتصادي العالمي “محبطا”، لم تختر الصين “التنمية الفردية”، بل حملت على عاتقها المسؤولية كقوة عظمى ونادت بالعمل المشترك لتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي وتنمية وازدهار تجارة الخدمات. من خلال إقامة معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، الذي كان منصة تتيح للصين التعاون مع الدول الأخرى للتغلب على الصعوبات.
كما يساعد المعرض على تعزيز تقدم العولمة بثبات ومواجهة الصراعات التجارية. أثر صعود التيار المحافظ العالمي ومعاداة العولمة على وتيرة انتشار “العولمة”. في هذه الظروف، لم تتبن الصين النزعة المحافظة، ولم تنس دوافعها للعمل المشترك ودفع التنمية العالمية، وزادت من انفتاحها، واستمرت في تعزيز العولمة.
العولمة الاقتصادية هي المحرك الذي يعزز نمو الاقتصاد العالمي. تقدم العولمة هو الاتجاه العام. إن إقامة معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لن يساعد الصين فقط على تعزيز التنمية المنسقة للاستيراد والتصدير والتجارة في السلع والخدمات، ولكنه يساعد أيضا في تسريع تشكيل نموذج “الدوران المزدوج”.
رابعا، تجارة الخدمات آخذة في الصعود وكذلك اقتصاد الصين. أثناء الوباء العالمي، تم استخدام خدمات مثل الطب عن بعد والتعليم عبر الإنترنت ومنصات المشاركة والتجارة الإلكترونية عبر الحدود على نطاق واسع. بالمقارنة مع تجارة البضائع “الدفع والتسليم الفوري للبضائع “، فإن تجارة الخدمات التي تستخدم الخدمات كسلع، هي شكل جديد ومتقدم من الاستهلاك.
عند النظر إلى المستقبل، يمكننا رؤية اتجاهات واضحة تسير إليها تجارة الخدمات، من أجل زيادة تطوير عولمة التجارة.
مع قوة الاقتصاد الرقمي، سيتم تسريع وتيرة تطوير التصنيع الموجه نحو الخدمات وصناعة الخدمات الموجهة نحو التصنيع. وتجدر الإشارة إلى أن صناعة الخدمات التي ستؤثر بشدة على نمط التطوير المستقبلي للصناعة التحويلية، وسيساعد الاقتصاد الرقمي الصيني على أن يصبح قوة رقمية في المستقبل القريب.
بمساعدة التكنولوجيا الرقمية التي لا تعرف حدود الدول بين الصناعات التحويلية والخدمية، يمكننا تسريع الإصلاح الهيكلي لجانب العرض والإصلاح في جانب الطلب في السوق الصينية، وتسهيل الدورة المحلية، وتعزيز تطوير الدورات الدولية والخارجية. من المهم أيضا بناء حالة تعاون متبادل المنفعة. لدفع العولمة الاقتصادية، لكي تعتمد اقتصادات جميع البلدان على بعضها البعض.