شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
الدكتورة كريمة الحفناوي*
وسط اشتداد جائحة فيروس كورونا فى كل أنحاء العالم أعلنت وزيرة الصحة المصرية يوم الخميس 16 إبريل عن استقبال مصر لشحنة من المستلزمات الطبية الوقائية وكواشف الفيروس هدية من الصين إلى مصر فى إطار عمق وترابط العلاقات المصرية الصينية وفى إطار التعاون بين البلدين لمواجهة فيروس كورونا. وتبلغ الشحنة 4 أطنان من المستلزمات من كمامات وملابس وقاية و10 آلاف كاشف خاص للفيروس.
وأكد السفير الصينى لدى مصر لياو ليتشيانج “أن هذه المساعدات تأتى فى إطار التضامن والتعاون المستمر بين البلدين وأشار إلى أن هذه المساعدات هى رد للجميل المصرى، وأضاف السفير أن الصين ستتيح ما لديها من معلومات ونتائج فنية للجانب المصرى للمساعدة فى التصدى للفيروس مع تبادل الخبرات بين البلدين.
كما أشار السفير الصينى فى مصر إلى أن هذه المساعدات هى الدفعة الأولى وسيتم إرسال دفعات أخرى تباعاً فى الأيام القادمة. وكشف ليتشيانج عن زيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع الكمامات بالقاهرة والذى يعمل بشراكة وخبرة مصرية صينية بزيادة خطوط الأنتاج إلى 5 خطوط بقدرة إنتاج 100 ألف كمامة لكل خط فى اليوم الواحد.
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى عمق العلاقات المصرية الصينية فى جميع العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأيضا الإشارة إلى أن وزيرة الصحة المصرية زارت الصين وسط أزمة الفيروس فى أوائل مارس الماضى للتضامن مع الصين وقدمت هدية من المستلزمات الطبية الوقائية من الشعب المصرى إلى الشعب الصينى.
إننا نثمن العلاقات المصرية الصينية فى مجالات التبادل التجارى وفى إطار المنطقة الصناعية الصينية فى مصر فى مجالات الطاقة والمجالات التكنولوجية وأيضا الاستثمارات الصينية فى البنية التحتية والعديد من المشروعات.
إننا نثمن هذه العلاقات بين مصر والصين فى إطار ما أعلنته الصين على لسان الرئيس شى جين بينج فى خطابه أمام الأمم المتحدة فى عام 1916 وقوله “دعونا نتحد من أجل تحقيق مزيد من التقارب لخلق شراكة جديدة تحقق المنفعة المتبادلة وبناء مجتمع المصير المشترك على أساس التعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة والتمويل والاستثمار وبناء البنية التحتية وحماية البيئة وتحسين القدرات التنافسية مع بناء مجتمع المصالح المشتركة”.
كما نثمن العلاقات بين مصر والصين فى إطار ماقاله الرئيس الصينى فى يناير 2016 امام جامعة الدول العربية “نعمل على تشكيل مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية يتسم بأهمية أن نكون بناة سلام فى منطقة دول الشرق الأوسط ودافعين لتنميتها ومساهمين فى تطوير صناعتها وداعمين لتثبيت استقرارها وشركاء فى تعزيز تفاهم شعوبها”.
ولقد تم فى عام 2016 توقيع عددا من الاتفاقيات بين الصين مع الدول فى جامعة الدول العربية وفى مقدمتها مصر اتفاقيات تناولت مختلف جوانب العلاقات وأكدت على خمسة مبادىء هى الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضى – عدم الاعتداء – عدم التدخل فى الشئون الداخلية – المساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمى. والتأكيد على موقف الصين الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هذا بجانب القضايا السورية واليمنية ومكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط. كما تم التأكيد على معارضة الجانبين الصينى والعربى لسياسات فرض الهيمنة والقوة مع الدعوة إلى الحفاظ على مبادىء ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على حقوق الدول النامية.
ومن منطلق هذه المبادىء تواصل الصين تكاتفها وتعاونها مع كافة الدول فى إطار مواجهة جائحة كورونا والأزمات الناتجة عنها فالفيروس اجتاح العالم ولم يفرق بين دول غنية ودول فقيرة وأصاب أكثر من مليونى إنسان وقتل أكثر من 135 ألف حتى الآن.
نتمنى أن تتعلم البشرية درس المصير المشترك وأن تتعاون من أجل عالم يسوده المساواة والعدالة والسلام. إننا نوجه التحية لدولة الصين فى إطار علاقاتها مع الدول على أساس المصير المشترك والمنفعة المتبادلة مع عدم الاعتداء على سيادة الدول أو التدخل فى شئونها الداخلية.
*التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: الأكاديمي مروان سوداح.
*المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.