CGTN العربية/
تجاوز عدد الحالات المصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 3.69 مليون، وتجاوز عدد الوفيات 139 ألفا. الولايات المتحدة بصفتها القوة الرأسمالية الأولى في العالم، ظل الوضع الوبائي فيها خطيرا ولم تظهر أي علامة على التحسن. صدم هذا الوضع شعوب العالم، وجعلهم يفكرون فيما سبب ضعف الولايات المتحدة في محاربة الوباء الى هذا الحد.
حيث كان القائد الأمريكي يركز على حملة الانتخابات الرئاسية، فالقيادة الضعيفة في مكافحة الوباء سبب مباشر، حيث كان القائد الأمريكي يركز على حملة الانتخابات الرئاسية ويقلق أولا على أن الانخفاض الاقتصادي سيؤثر على مجرى الانتخابات الرئاسية عام 2020 حيث يرفض الاعتراف بخطورة الوباء، فلم يستطع قيادة الدولة بشكل نشيط وفعال في مكافحة الوباء
بالإضافة إلى ذلك، هناك أربعة أسباب أساسية لعدم قدرة الولايات المتحدة على مكافحة الوباء.
أولا، النظام اللامركزي حيث من المستحيل تحقيق الوحدة السياسية.
الولايات المتحدة دولة اتحادية، حيث تكون الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات أنظمة مستقلة وليست بينهما علاقة بالقيادة العمودية، فيصعب على الولايات المتحدة تحقيق طريقة لدعم مقاطعة أو مدينة بتجنيد قوة وطنية مثل الصين. تتعرض الولايات المتحدة لمشكلة تفكك الولايات المختلفة، خاصة تغيير الأحزاب السياسية، مما أدى إلى تكثيف حالة الضبط السياسي المتبادل والنفي المتبادل، فبعد تولي الجمهوري ترامب منصبه، قام بإغلاق “مكتب الأمن الصحي العالمي والدفاع البيولوجي” الذي أنشأه الرئيس الديمقراطي السابق أوباما، فتعاني الولايات المتحدة من القضايا المتمثلة في نقص كواشف الاختبار والدعم المالي في الحرب ضد الوباء، وغالبا ما يحدث شجار بين ترامب وعدد من الحكام الديمقراطيين حول مسألة استئناف العمل والإنتاج وغيرها من المسائل.
ثانيا، الجذر الثقافي والأيديولوجي للتفوق الفردي.
في عملية الكفاح العالمي ضد الوباء، سيطرت بعض الدول الآسيوية التي تأثرت بشدة من الجماعية على نحو فعال على انتشار الوباء في فترة زمنية قصيرة نسبيا، أما البلدان الأوروبية والأمريكية التي تتفوق فيها النزعة الفردانية فإن تنفيذ تدابير العزل أمر صعب للغاية. تهتم أوروبا بالحرية والحقوق الفردية ولكنها تهتم بالمجموعات، إلا أن الليبرالية في الولايات المتحدة تعزز الحقوق الفردية أكثر، ففي ظل تفشي الوباء، تجمع العديد من الأمريكيين للاحتجاج على عزل المنزل وطالبوا باستئناف العمل والإنتاج، واستقال بعض الطاقم الطبي الأمريكي من وظائفهم بسبب الخوف من المخاطر. كل هذه التصرفات تعد مظهرا من مظاهر الليبرالية.
ثالثا، الدخل الاقتصادي والموارد الطبية غير متوازنة بشكل خطير.
الولايات المتحدة بلد مستقطب، مثلما أشار بيرني ساندرز المعروف بصفة “الاشتراكي الديمقراطي”، في حملة انتخاباته إلى أن التفاوت في الدخل والثروة في الولايات المتحدة قد تجاوز جميع الدول الكبرى على هذا الكوكب. ليس ذلك فحسب، فإن النفقات الطبية في الولايات المتحدة مكلفة للغاية، ولكن إصلاح النظام الطبي تعرض بشكل متكرر لانتكاسات، حيث أن الناس في الولايات المتحدة عاجزون في مواجهة الوباء، والفقراء أكثر تضررا من الوباء بسبب التوزيع غير المتكافئ للدخل الاقتصادي والموارد الطبية.
رابعا، العنصرية تعتبر مرضا مزمنا في الولايات المتحدة.
عندما تفشى الوباء في الصين وكوريا الجنوبية واليابان، أطلق عليه بعض الساسة البيض ببرودة “مرض العرق الأصفر” الذي احتوى على شعور بالتمييز العنصري، أما في مواجهة انتشار الوباء، فلا يزال بعض البيض لا يهتمون بالحماية، يشعرون أن الوباء سيؤثر فقط على الأقليات العرقية، وهو مرض الأقليات العرقية وليس له علاقة بهم. ففي مايو من هذا العام، تسببت حادثة فرويد في مظاهرات واسعة النطاق في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة، مما أدى إلى أعمال عنف وحرق متعمد. وقد أضافت المظاهرات المستمرة بلا شك صعوبات جديدة للوقاية من الوباء ومكافحته.
خلاصة القول، لم تقدم الولايات المتحدة أداء جيدا في مكافحة الوباء لأسباب سياسية وثقافية واقتصادية وعرقية إلى جانب العوامل الشخصية للقادة الأمريكيين، مهما كانت “تجتاح” الصين، فإنها لن تحل انتشار الوباء في البلاد، فلا يمكن أن نستجيب حقا لأزمة الوباء إلا من خلال احترام العلم، ومواجهة المشاكل، والوقاية والسيطرة بنشاط.