*CGTN العربية/
قد تبنت الصين قرارا تشريعيا كبيرا لإنهاء استهلاك الحيوانات البرية وتجارتها لمنع تفشي الفيروسات مثل وباء كورونا في البلاد.
أعلن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الاثنين الماضي حظر استهلاك الحيوانات البرية كغذاء أو تربيتها في الأسر. وأضاف أن صيد الحيوانات البرية وتجارتها ونقلها سيحظر أيضا لمنع انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان.
وتأتي هذه الخطوة الصارمة بعد سلسلة من الدراسات التي ربطت فيروس كورونا الجديد بسوق للمأكولات البحرية في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي وسط الصين.
وقتل الفيروس أكثر من 2500 شخص مما أدى لإغلاق العديد من المدن والتأثير على الاقتصاد العالمي.
قال الأستاذ بجامعة بكين للمعلمين لي تشانغ: “من الضروري تحديث قائمة حماية الأحياء البرية ومنع التكاثر الأسري للأحياء البرية مما يجنب تربيتها قانونيا وبيعها في السوق.” وأضاف: “سيساعد هذا القرار في وقف بيع الحيوانات البرية ومنع البشر من الاتصال بها، مما يقلل إلى حد كبير من فرص انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان”.
إنقاذ الحيوانات البرية العالمية والمحلية لمنع تفشي الوباء
تم اقتراح تغييرات تشريعية للحد من التجارة بعد السارس المرتبط باستهلاك قطط الزباد عام 2003. تحظر الصين التجارة الدولية للحيوانات البرية التي أوصت بها اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض (CITES)، وهي هيئة عالمية لتنظيم الأحياء البرية.
كان اعتماد هذا القرار يعني أن الصين ستنفذ التزاماتها بموجب اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض فيما يتعلق بالتجارة غير المشروعة للحيوانات البرية، وذلك بمثابة أخبار سارة للحفاظ على الحياة البرية حسبما أفاد الأمين العام لـ CITES الذي قال: “سيكون من المثبط للمنظمات الإجرامية الدولية وغيرها أن تواصل مشاركتها في تهريب الأحياء البرية”.
تحسين عمليات التفتيش والحجر الصحي للحيوانات البرية الغير صالحة للأكل
يوفر القرار لوائح مفصلة للحيوانات البرية الغير صالحة للأكل. في حالة الاستخدام للحيوانات البرية الغير صالحة للأكل بسبب ظروف خاصة مثل البحث العلمي والاستخدام الطبي والعرض وما إلى ذلك، يتم تنفيذ عملية موافقة الصارمة وفحص صحي وفقا للوائح ذات الصلة. يقوم مجلس الدولة وإدارة السلطات المختصة بصياغة وتحسين اللوائح الخاصة بفحص الحيوانات البرية الغير صالحة للأكل واستخدامها في وقت مناسب وتنفيذها بصرامة.
وفي هذا الصدد، قالت لو تشي، أستاذة كلية علوم الحياة في جامعة بكين: “في الواقع، يجب أن يكون الحجر الصحي خطا أحمر. بالنسبة لنا نحن البشر، استخدام الحيوانات البرية بدون حجر صحي خطير جدا. مع ذلك، نظرا لقلة البحوث المتعلقة بأمراض الأحياء البرية، يصعب إنشاء مجموعة من معايير حجر صحي قائمة على العلم والفعالة ما يمثل مشكلة حالية. أتمنى شخصيا إصدار قانونا يقدم متطلبات أوضح بشأن الحجر الصحي للأحياء البرية. في الوقت نفسه، على بلدنا تعزيز الأبحاث حول أمراض الأحياء البرية”.
وأشار خبراء إلى إن مراجعة قانون حماية الأحياء البرية يتطلب وقتا؛ وفي اللحظة الحرجة للوقاية من الوباء ومكافحته، أصدرت الحكومة الصينية قرارا له أثر تشريعي قوي لكسب المعركة ضد الوباء مما يحمي حياة الناس وصحتهم.
حماية الأحياء البرية هي حماية البشر أنفسنا
قالت الأستاذة لو: “النظام البيئي الذي تشكله الحيوانات البرية هو ضمان سلامة بقاء البشر ولا تضمن سلامة الهواء الذي نتنفسه يوميا فحسب، بل لا تزال الحيوانات البرية حاجزا تمنع الأمراض من غزو البشر. العديد من الأمراض تتوقف في الحيوانات البرية، وهذه الحيوانات لا تمرض وليست معدية، فنادرا ما تصل الأمراض إلى البشر. البشر تجاوزوا هذه الحدود ووضعوا الحيوانات البرية على طاولة الطعام، مما أدى لفقدان التوازن. إذا نتمكن من التعايش معهم والحفاظ على قواعد معينة، يمكن حل هذه المشكلة”.