CGTN العربية/
في أبريل، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة بشكل حاد إلى 14.7%، وهو أسوأ معدل منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات. فهناك نحو واحد من كل سبعة أميركيين في القوة العاملة كان عاطلا عن العمل.
ومع ذلك، احتفلت إدارة ترامب في أغسطس مع بدء البلاد في إعادة فتح اقتصادها وانخفض معدل البطالة إلى 8.4%. هل يعني الانخفاض في معدل البطالة حقا أن وضع التوظيف في الولايات المتحدة قد تحسن؟ تظهر البيانات أن الوضع الفعلي أكثر تعقيدا مما كنا نظن. يعود سبب التحسن في التوظيف بشكل رئيسي إلى انخفاض البطالة قصيرة الأجل. بمعنى آخر، لن يكون هؤلاء الأشخاص عاطلين عن العمل إلا لفترة. في الواقع، يعاني المزيد من الناس من البطالة طويلة الأمد.
بالإضافة إلى ذلك، ستواجه النساء والأقليات العرقية قدرا أكبر من عدم اليقين في سوق العمل.
لنلق نظرة على البيانات:
أولا، تُظهر أحدث البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن عدد العاطلين عن العمل على المدى الطويل في أغسطس قد وصل إلى أعلى نقطة في أكثر من ست سنوات، حتى لو انخفض العدد الإجمالي للعاطلين بشكل كبير بعد أبريل من هذا العام.
تظهر البيانات الرسمية أن العدد الإجمالي للعاطلين مؤقتا انخفض من 18.063 ألف في أبريل إلى 6.160 ألف في أغسطس، وهو ما لا يزال مرتفعا. ومع ذلك، بحلول أغسطس، كان ما يقرب من 4.147 ألف شخصا يواجهون بطالة دائمة، وهو ما يزيد عن 1584 ألف شخص في أبريل.
لذلك، على الرغم من تحسن حالة البطالة بشكل عام، إلا أن الوضع الفعلي قد يكون أسوأ. لأن المزيد من الناس قد يواجهون بطالة دائمة. تدعم مجموعة أخرى من البيانات وجهة النظر هذه أيضا.
أي أن عدد العاطلين عن العمل على المدى القصير يتناقص، ويزداد عدد العاطلين عن العمل لفترات طويلة. تظهر البيانات من أبريل إلى أغسطس عام 2020 أن إجمالي عدد الأشخاص العاطلين عن العمل لمدة تقل عن 14 أسبوعا قد انخفض بشكل كبير.
ومع ذلك، فإن عدد الأشخاص الذين لم يعثروا على وظيفة لأكثر من 15 أسبوعا كان 4.6 مرة عن عدد الأشخاص في شهر أبريل، وارتفع بسرعة من 1.8 مليون شخص إلى ما يقرب من 8.1 مليون شخص في أربعة أشهر.
ثانيا، تأثير البطالة على النساء أكبر من تاثيرها على الرجال.
خلال فترة تفشي فيروس كورونا الجديد، بلغ معدل البطالة في صفوف النساء فوق سن العشرين 15.5% في أبريل عام 2020، وهي الذروة في السنوات الأخيرة. في المقابل، بلغ معدل بطالة للرجل خلال نفس الفترة 13%.
ويزداد الوضع سوءا بالنسبة للأسر التي ترأسها امرأة. حيث ارتفع معدل بطالة النساء المعيلات للأسر بشكل ملحوظ، من 5.4% في يناير عام 2020 إلى 15.9% في أبريل مسجلا أعلى مستوى في السنوات العشر الماضية بحيث يتعذر على واحدة من كل ست نساء قادرات على العمل وترغب في العمل العثور على وظيفة.
أخيرا، يختلف تأثير وباء فيروس كورونا الجديد على توظيف المجموعات العرقية المختلفة.
معدل البطالة بين الأمريكيين البيض أقل من معدل بطالة الأمريكيين من أصل أفريقي واسيوي ولاتيني.
في أغسطس، بلغ معدل البطالة للأمريكيين من أصل أفريقي 13%، وفي الوقت نفسه، انخفض معدل البطالة بين البيض إلى 7.3%.
يبدو أن الانخفاض في معدل البطالة الإجمالي يعتبر بشرى سارة، لكنه يخفي مشكلات عميقة الجذور ويبدو كسراب وهمي. سيظل الطريق إلى انتعاش سوق العمل طويلا.