رويدا عبد الكـافي*
كثيراً ما نسمع في أيامنا هذه، أن الصين تعذّب المسلمين، وبالتالي يبدأ كثيرون بكيل الاتهامات لها، وانتقادها وتشويه صورتها، وجعلها شيطاناً يقبع في جهنم، قبل أن يباشروا بأي بحث أو تمحيص عن مصادر المعلومات التي تساق إليهم. وكعادة الكثيرين من العرب، استمرأ هؤلاء كيل الاتهامات بالقطّاعي والجُملة لأي دولة وجماعة، أما لكون هؤلاء جُهلاء في السياسة وإدارة الإعلام والأدمغة، أو لكونهم هم قد وقعوا ضحايا للفبركات وصياغة عقولهم من أبواق خارجية، أو لكونهم يتلقون مبالغ مرقمة للاستمرار باتهام الصين، أو لهدف في نفس يعقوب، مُخبّأ في جِعابهم إلى حين.. لكنه سيتكشف للقاصي والداني عاجلاً أم آجلاً
. لننظر للأمور والتطورات الصينية بعمُق.. دعونا نتوقف عن كوننا حملة أبواق غيرنا، دعونا لا نحمل ما يتردد وما يُملى علينا من نظرة عدائية بمجرد قراءة العناوين وفوران العواطف.. كيف لنا أن نصدق أنّ الصين تعذّب المسلمين وفي الصين ملايين المسلمين، وملايين المسيحيين، وبعض اليهود وعدداً من البوذيين وغيرهم أتباع أديان كثيرة. ألا يَعلم مَن لا يريدون أن يعلموا أن الصين منفتحة أبوابها، وبأن اكتشاف الحقيقة وارد بمجرد زيارتها والصلاة في مساجدها وكنائسها وفي غيرها من مواقع مؤمنيها بحسب أديانهم!
مَن يزور الصين يرى كيف يؤدي المسلم طقوسَه بكل حرية ودون أي اعتراض من الحكومة، وما الفبركات التي نسمعها اليوم، إنما هدفها تجنيد إرهابيين ضد الصين لوقف التقدم الصيني عالمياً.. وللأسف، كثيرون يتم تجنيدهم دينياً، بينما زعامات التمرّد وسفك الدماء تحصد الدولارات والذهب في قصور في واشنطن وعواصم غربية وغير غربية، أما الحَمقى فمصيرهم الموت في سبيل انتفاخ جيوب مُلقنيهم للجهاد الغربي على الصين.
بعض الجهات في حاجة إلى إرهابيين لتنفيذ سياساتها من خلال رفع الشعارات الدينية.. لقد أصبح الدين ستاراً للمغرضين لتمرير مشاريعهم الدموية، وهذه دراما أمريكية غرضها بث النزاعات في كل البلدان، ولا سيّما في الصين، ولذلك يجب علينا أن نعي وأن نكون أكثر حذراً تجاه مثل تلك المؤامرات التي تستنزف الإنسان والأوطان والأموال والعواطف والمستقبل.. الصين هي الأمل الأخير للعالم في مواجهة الاحتكارات الإمبريالية الغربية، التي تستعبد الإنسان، وتسعى لتركعيه وتجويعه على الدوام. الصين هي أمل حقيقي أمام إنسانية اليوم وحضارتها، والصين هي كذلك آمال الانعتاق والازدهار، وستظل الصين دولة عظيمة شامخة رغم أنف الحاقدين والملفّقين لواقعها، ورغم كل المؤامرات التي تحاك ضدها ستبقى صين شي جين بينغ تقف لتطحن كل متآمر وتهرس عظامه للحفاظ على الوطن والمنجزات، كما صرّح مؤخراً الرئيس الصيني الحازم، وله الحق القانوني والوطني والدولي في كل ذلك، ولكل قائد وطن الحق بمثل ذلك لحماية شعبه من الأغبياء والمجرمين وقياداتهم الدموية التي تسبقها كروشها إلى كل غنيمة في كل دولة وشعب يدمروه بمخالبهم الحيوانية.
#رويدا_عبد_الكافي: مثقفة يمنية وصديقة مقرّبة من الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.