CGTN العربية/

أصبح الوضع الوبائي للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة خطيرا بشكل متزايد. قبل وبعد عيد الاستقلال للولايات المتحدة، تفاقم الوضع الوبائي في البلاد فجأة وباتت تواجه حالة من فقدان السيطرة. فما السبب وراء ذلك؟

“لقد استأنفنا العمل ولكن لا يمكننا تحمل العواقب”

وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، خلال عطلة عيد الاستقلال للولايات المتحدة في 4 يوليو، قام الشعب الأمريكي بتنظيم احتفالات معنية. وارتادوا الشواطئ للاسترخاء تحت أشعة الشمس، والاستمتاع بنسمات الصيف. لكن المأساة حدثت. فقد وصل عدد حالات فيروس كورونا الجديد المؤكدة إلى عشرات الآلاف في أيام متتالية، وتفاقم الوباء فجأة في العديد من الولايات في جنوب وغرب الولايات المتحدة. قال ستيف أدلر، رئيس بلدية أوستن في ولاية تكساس: “لقد استأنفنا العمل، لكن لا يمكننا تحمل العواقب”.

في هذه الموجة من تصاعد الوباء، شهد معدل الإصابة بين الشباب ارتفاعا حادا بسبب إقبال هذه الفئة على الذهاب إلى الشواطئ لقضاء العطلات والمشاركة في التجمعات واسعة النطاق في الصيف غير عابئين بضرورة الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي. ووفقا للإحصاءات، فإن معدل الوفيات بين الشباب المصابين بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد منخفض نسبيا. ومع ذلك، فإن العديد منهم يشكون إصابات دون أعراض وينقلون الفيروس عن غير قصد إلى كبار السن المعرضين لخطورة عالية، حيث أن معدل وفياتهم من العدوى أعلى بكثير من الشباب. لذا، فإن ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي ليس مرتبطا بالصحة الشخصية فحسب، بل يتعلق أيضا بسلامة الآخرين.

السياسة تقود مكافحة الوباء وتضعف العلم

منذ عدة أشهر ظلت الولايات المتحدة على وقع نقاش وجوب ارتداء الكمامات من عدمه. وقد استغرق نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس 121 يوما لفهم فائدة ارتداء الكمامات لإبطاء انتشار الفيروس. ذكرت تقارير إعلامية سابقة أن العلماء الأمريكيين قالوا إنه إذا ارتدى الناس كمامات لمنع انتشار الفيروس في الوقت الوبائي المبكر، فإن عدد الحالات المؤكدة في البلاد سينخفض بشكل كبير. وقال أحد المراقبين إنه إذا هيمنت السياسة على سياسات الوقاية من الوباء، فإن أي نظام علمي مهما كان قويا سيقف عاجزا أمامه.

عدد من الولايات الأمريكية توقف رفع الحظر، وتدعو لضرورة اتخاذ تدابير الإنقاذ

في ظل الوضع الخطير، أعلنت عدة ولايات في الولايات المتحدة مرة أخرى فرض الحظر. ومع ذلك، ووفقا لتقرير صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، لا توجد حاليا كمامات كافية في الولايات المتحدة، وكما أن أسرة المستشفيات غير كافية. في غرب وجنوب الولايات المتحدة، يتدفق المرضى الذين يعانون من الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد إلى المستشفيات، وأصبح الأطباء والممرضات في الخطوط الأمامية في حالة عناء شديد، هذا فضلا عن نقص معدات الحماية ومعدات الاختبار.

على أي حال، يجب على الولايات المتحدة أن تضع حق الشعب في الوجود قبل السياسة. لكن ترامب لا يزال يشعر بأن الحكومة الأمريكية قامت بعمل جيد في مكافحة الوباء. وقال أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك: “لطالما اتبع البيت الأبيض أيديولوجية سياسية بحتة منذ البداية، والغطرسة والتهاون هما أكبر تهديد للولايات المتحدة”.