شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
عبد القادر خليل*
يشهد العالم اليوم حرباً ضروساً ضد عدو مشترك للبشرية، هو عدو غير مرئي، حلَّ غازيا دون سابق إنذار، ارتأى أن يباشر غزوه من مدينة ووهان عاصمة مقاطعة هوبي الصينية، في ديسمبر 2019.
إنه فيروس كورونا المُستجد الذي سمّته منظمة الصحة العالمية ‘كوفيد-19″، والذي سرعان ما بسط نفوذه وانتشر هنا وهنا في أرجاء المعمورة، ليصبح وباءً عالمياً، أصاب ما يفوق المليونين من البشر، ويفتك بحياة مئات الآلاف. فمنذ مطلع يناير2020 وبروح المسؤولية وشفافية تامة، أبلغت الصين منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول والمنظمات الدولية المختصة، بشأن فيروس كورونا الجديد، وهذا طبعاً بعدما تأكدت الصين من خطورة هذا الفيروس المُعدي والذي تم اكتشافه في مدينة ووهان.
وقتها باشرت الصين بكل فطنة وحكمة وبتضافر جميع الجهود حزبياً وحكومياً، وبتوجيهات ومتابعة مباشرة من الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، الرئيس شي جين بينغ، في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس والعمل على إيجاد العلاج المناسب ومكافحته وبكل الوسائل. ففي شهر يناير 2020 أبهرت الصين العالمَ بإنجازها مستشفى جديد “هوشنشان”، بطاقة ألف سرير وفي وقت قياسي؛”أقل من 10 أيام”؛ وبعده العديد من المستشفيات المماثلة، لاحتواء الوضع والتكفل بأكبر عدد من المصابين بالفيروس الخبيث.
كما طبّقت الصين نظام الحجر الصحي على مدينة ووهان، الذي لقي استجابة سريعة من مواطنيها، بالإضافة إلى تَجنيد جيش أبيض (ووهاني) من أطباء وممرضين وتقنيين، بمساندة من قبل طواقم طبية مدنية وعسكرية، قدمت من جميع أنحاء الصين لتقديم الدعم الصحي لأهالي ووهان بصورة تضامنية تعكس تلاحم الشعب الصيني ووحدته. وكان لحملات التوعية بالإجراءات الصحية الوقائية؛ والتي انتظمت فيها أيضاً مختلف وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة؛ بما فيها التطبيقات الهاتفية، والطائرات المُسيّرة، والروبوتات، التي تعدّدت مهامها، فساهمت بشكل كبير في مكافحة هذا الوباء. وفي جهة أخرى، لم تتأخر الصين عن تقديم يد العون للعالم أجمع، إذ بادرت بإرسال الإمدادات الطبية والوقائية وأطباء مختصين إلى أكثر من 125 دولة.
وتجذر الإشارة أنه في الوقت الذي وجدت الصين نفسها وجهاً لوجه تقاوم فيروس كورونا المستجد، شنّت ضدها جهات غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، حرباً إعلامية شرسة يقودها صحفيون وسياسيون أمريكيون تتضمن العديد من الاتهامات الملفقة والأكاذيب والأخبار المغلوطة الرامية لتشويش الرأي العام، وتشويه سمعة الصين، وإخفاء إخفاق إدارة ترامب في التعامل مع كوفيد-19، مما جعل أمريكا تتصدر العالم من حيث الإصابات والوفيات، ولو تواصل نهجها هذا فالخاسر الأكبر هو الشعب الأمريكي، وسيجّل التاريخ ذلك ويكشف المستور عاجلا أم آجلا.
إن هذه الحملة البائسة المعادية للصين تجعلنا نفكر ملياً، ونعود بذاكرتنا إلى السنوات العشر الأخيرة، لنتأكد أن ما نتابعه ونسمعه الآن هو امتداد للحرب التجارية الأمريكية الماكرة، وامتدادات للحروب الإعلامية السابقة ولعمليات التدخل في الشؤون الداخلية، وتجاوز السيادة الصينية على أراضيها، بدواعي حماية حقوق الإنسان لمسلمين قومية الإيغور في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم، ودعم مظاهرات وحركات التمرد ضد النظام في هونغ كونغ، وصولاً إلى دعم وتسليح الانفصاليين في تايوان.
خلاصة القول: ما الذي تريده الإدارة الأمريكية من الصين؟ أهي ترمي من وراء انتشار جائحة كورونا للشهرة، وفرض هراوة دولية على غيرها؟! ألهذا تحاول بكل الوسائل لفت الأنظار لما تعتقده قوى أمريكية صادمة للصين – مُنافِستها الاقتصادية عالمياً؟! يقول المَثل العربي: “ضربني وبكى، ثم سبقني واشتكى”. على أمريكا التركيز أولا على صحة الشعب الأمريكي، وحمايته من هذه الجائحة العالمية التي لا تعرف الحدود ولا تميّز بين بني البشر، باختلاف جنسياتهم، ودياناتهم ومعتقداتهم. والإستفادة من التجربة والخبرات الصينية، والعمل مع بكين في مكافحة كورونا، وبعيداً عن نظريات المؤامرة.
*#عبدالقادر_خليل، مستشار رئيس الاتحاد الدولي للشؤون الجزائرية الصينية؛ ورئيس الفرع الجزائري#للإتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء (وحُلَفَاء)الصين، ومدير موقع (#شبكة_طريق_الحرير #الصيني #الإخبارية .
*التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: الأكاديمي مروان سوداح.
صورة جميلة جدا ولها معنى كبير ومقالة وازنة تؤكد اطلاع صاحبها الاستاذ عبد القادر خليل وثقافته الواسعة عن الصين..