Friday 22nd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

كيف ترى النخب الآسيوية مبادرة “الحزام والطريق”؟

منذ 5 سنوات في 15/ديسمبر/2019
تلفزيون الصين المركزي

القناة العربية لشبكة تلفزيون الصين الدولية/- في سبتمبر عام 2013، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في كازاخستان، أعلن عن رؤية الصين للتعاون الاقتصادي الدولي، وهو ما عُرف بعد ذلك بمبادرة “الحزام والطريق”(BRI). فكيف ترى الدول الواقعة على “الحزام والطريق” هذه المبادرة بعد ست سنوات من إطلاقها؟
بتمويل من وزارة التعليم السنغافورية، قاد فريقنا البحثي في جامعة نانيانغ التكنولوجية بقيادة الأستاذين المشاركين برادومنا ب. رنا وشيا واي مون، استطلاع للرأي على الإنترنت لمعرفة آراء أصحاب القرار في آسيا حول جوانب مختلفة من “الحزام والطريق”، في وقت سابق من هذا العام.
تلقينا 1230 إجابة من قادة الرأي (بمن فيهم العديد من المسؤولين الرفيعي المستوى في الوزارات) في 26 دولة من شرق وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وآسيا الوسطى التي وقعت مذكرة التفاهم حول مبادرة “الحزام والطريق” مع الصين. وفي بلدان مثل باكستان وسنغافورة وبنغلاديش والفلبين، تم جمع أكثر من 100 إجابة. 56% منهم أكاديميين، 23% من صناع القرار وموظفي الخدمة المدنية الدولية، و8% من رواد الأعمال، و6% من المجتمع المدني وأهل الإعلام.
وظهرت العديد من الملاحظات ودروس السياسة من استبياننا.
أولا، آراء ووجهات نظر القادة الآسياويين حول مبادرة “الحزام والطريق” كانت إيجابية إلى حد كبير. فهم يرون أن الصين أطلقت “الحزام والطريق” في المقام الأول لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي والاتصال.
فأكثر من 40% منهم يرون أن “الحزام والطريق” تعد فرصة سانحة لبلدانهم في حين أن 18% فقط اعتبروا “الحزام والطريق” بمثابة خطر حقيقي يجب تجنبه
علاوة على ذلك، نسبة مماثلة من المشاركين في الاستطلاع رفضوا العبارة: “دبلوماسية فخ الديون” الصينية. ويُرجع بعض القادة التحديات التي تواجهها بعض دول “الحزام والطريق” الآسيوية وضعف قدرتها على تحمل الديون إلى الضعف الذي يشكوه الاقتصاد الكلي في تلك الدول من قبل، وسوء الإدارة المالية أو تنفيذ المشاريع بطرق غير مناسبة، وليس بسبب وجود أي نوع من أنواع النية الخبيثة للحكومة الصينية.
ثانيا، كان لدى قادة الرأي الآسيويين آراء واضحة وقوية حول التركيز الأساسي لمشاركة “الحزام والطريق”. وعموما فإن تعزيز التواصل بين البنى التحتية وتيسير وتذليل العقبات أمام التجارة تعد من بين الأهداف الخمسة التي أعلنت عنها مبادرة “الحزام والطريق”، والتي يراها المشاركون أهم من تنسيق السياسة أو الروابط الثقافية أو التكامل المالي.
فيما يخص البنية التحتية، فأن المشاركين في استطلاع الرأي الذي أجريناه، يرون أن وسائل النقل والطاقة والمنشآت الصناعية يجب أن تكون على رأس جدول أعمال “الحزام والطريق”. ومن المثير للاهتمام، أن تلتقي آراء المشاركين من باكستان وبنغلادش إلى حد الإجماع تقريبا، فيما يخص أهمية البنية التحتية للطاقة أو حتى أولويتها. كان هذا انعكاسا لحقيقة أن هذين البلدين في السنوات الأخيرة عانيا من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر وضعف الشحن. فيما ذهب بعض القادة بآرائهم إلى إعزاء مبادرة ” #الحزام_والطريق” دورا أكثر نشاطا في تطوير المؤسسات أو أنواع أخرى من البنية التحتية الناعمة.
ثالثا، القادة الآسيويون على وعي ودراية تامة بالفوائد والمخاطر المحتملة المرتبطة بـ”الحزام والطريق”. فمن جهة، شعر المشاركون في استطلاع الرأي أن مبادرة “الحزام والطريق” ستساعد بلدانهم في جذب المزيد من فوائد التجارة والاستثمار والسياحة من الصين وغيرها من الدول المشاركة في “الحزام والطريق”. وكذا الاعتماد على “الحزام والطريق” لتحفيز النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي عن طريق سدّ فجوات تمويل البنية التحتية في بلدانهم. ومن جهة أخرى، لديهم وعي بوجود بعض السلبيات المحتملة لـ”الحزام والطريق” فيما يتعلق بالتوظيف والبيئة والديون والفساد. وفي العموم فإن انتقاد القادة كان بناء.
وأخيرا، قدم القادة الآسيويون نصائحهم للحكومة الصين وحكوماتهم على حد سواء بشأن كيفية تحصيل فوائد “الحزام والطريق” مع إدارة المخاطر. ومن بين الأمور الأخرى، وجهوا دعوة إلى الصين لتعزيز الشفافية الشاملة في تعهد “الحزام والطريق”، وتوفير فرص العمل ونقل التكنولوجيا لتمكين المجتمعات المحلية، وتكييف مبادرة “الحزام والطريق” والاحتياجات والحساسيات المحلية، والسماح للمقاولين الأجانب بتقديم عطاءات لمشاريع “الحزام والطريق”.
كما حثوا حكوماتهم على تعزيز الحوكمة الداخلية (بما في ذلك الظروف المالية) والمشاركة في مبادرة “الحزام والطريق” بغرض تطوير إستراتيجية وطنية مكملة لتطوير البنية التحتية. كما أشاروا إلى أهمية إشراك الشعب وتوضيح فوائد وتحديات مشاريع “الحزام والطريق” لهم وأن يكون توخي الحذر من المخاطر عقلانيا.
ستدخل مبادرة “الحزام والطريق” عامها السابع. يقدم استبياننا لمحة تمثيلية على نطاق واسع من تصورات النخب الآسيوية حول مبادرة “الحزام والطريق”. ولأنه من مصلحة الجميع تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” طبقا لمفهوم الفوز المشترك، يتعين على صناع القرار وأصحاب المصلحة في الصين والبلدان المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق” أخذ الاقتراحات التي رشحت عن استبياننا بعين الاعتبار.
(كلمة المحرر: جي شيانباي، باحث بكلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية، في جامعة نانيانغ التكنولوجية، في برنامج الاقتصاد السياسي الدولي في سنغافورة. والمقال التالي لا يعبر عن رأي قناة CGTN العربية، وإنما يعكس رأي الكاتب.)

التصنيفات: الحزام والطريق

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *