CGTN العربية/
هل تبدو هذه الكلمات التالية مألوفة وسبق أن قرأتها في الأخبار؟
الصين لم تسخر المستشفيات الخاصة وفقا للقانون لمكافحة كورونا، بل تستولي عليها..
الصين لم تقدم مساعدات طبية للدول الأخرى، بل تجري “دبلوماسية الكمامات”..
لم تشد بعض الدول والمنظمات الدولية بجهود الصين، بل من أجل إرضائها..
الصين لم تطبق سياسة الحجر الصحي، بل تجري الحصار..
هذه الكلمات المتلاعبة من التعبيرات المحددة التي تستخدمها وسائل الإعلام الغربية لتشوه جهود الصين في مكافحة الوباء. اتهمت مؤخرا بعض وسائل الإعلام الغربية الصين بإخفاء الوضع الحقيقي لتفشي فيروس كورونا في البلاد وما إلى ذلك. لكن هل تعرف كيف استطاعت وسائل الإعلام الغربية نشر التضليل الإعلامي حول الصين فقط عن طريق تغيير الطريقة التي تروي بها هذه القصص؟ دعونا نلقي نظرة على مثال!
يعزى انخفاض الحالات الناجمة عن فيروس كورونا في الصين في الأسابيع الأخيرة إلى اتخاذ الحكومة سلسلة من الإجراءات الصارمة لمواجهة تفشي الوباء. لكن تحدثت وكالة بلومبرغ للأنباء في الأول من أبريل عن تقرير مخابراتي سري تم تقديمه إلى البيت الأبيض. وتقدر المخابرات، حسب الوكالة، أن عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي أعلن في الصين خاطئ وبعيد عن الواقع. ويرى العديد من الخبراء أن الأرقام الصينية أقل بكثير من العدد الحقيقي، استنادا إلى العدد الكبير للأسر التي تتقدم لتسلم جرار رماد أقربائها مستفيدة من رفع إجراءات العزل في مدينة ووهان..
في الحقيقة وفقا لإحصاءات مدينة ووهان هناك 51200 حالة وفاة في المدينة في عام 2019، بمتوسط أكثر من 4000 شخص شهريا. هذا هو العدد الطبيعي للوفيات باستثناء وفيات الوباء. ومنذ إغلاق مدينة ووهان في 23 من يناير هذا العام، لم يتم تلقي رماد المتوفى في المدينة. واعتبارا من 23 مارس، تم إعادة فتح بيت الجنازة لاستلام الرماد. لذلك يمكنك أن ترى أن هناك المزيد من الناس يتقدمون لتسلم جرار رماد أقربائهم بعد إنهاء إجراءات العزل في مدينة ووهان. وبالإضافة إلى ذلك، قد تكون سمعت كل أنواع التقارير السخيفة، ولكن إذا تتفحصها بعناية فستعرف أنها أخبار كاذبة.
الاختبار غير الكافي والمتأخر، والمعايير الإحصائية المختلفة، والعدوى بدون أعراض التي قد تمثل ربع العدد الإجمالي لحالات كورونا.. كلها يجعل إحصاءات عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا صعبة للغاية في جميع أنحاء العالم. في الولايات المتحدة، لم يتم اختبار العديد من المصابين الذين ماتوا في منازلهم أو دور رعاية المسنين. أما في المملكة المتحدة فلم تشمل أرقام الحالات إلا المصابين الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس وماتوا في المستشفى.
أعطت وسائل الإعلام الغربية كل الأسباب المعقولة لنقص الإبلاغ عن الحالات والوفيات الناجمة عن كورونا في الدول الغربية، بينما استخدمت التعبيرات المتلاعبة مثل “إخفاء الحقيقة” و”الكذب” و”الافتقار إلى الشفافية في الإبلاغ” لاتهام الصين بإخفاء أحوالها الحقيقية خلال تفشي كورونا. من هو الكاذب الحقيقي؟
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المصطلحات المحددة الأخرى التي تستخدمها وسائل الإعلام الغربية للتلاعب بمشاعر الجمهور وعقولهم. والتعبير الأكثر كلاسيكية هو: وسائل الإعلام الصينية لن تنشر أخبارا سوى الدعاية الكاذبة.
أثرت هذه القصص التي ترويها في الأخبار على تكوين تصورات المشاهدين عن الصين بشكل عميق. ولكن وظائف الإعلام هي تقديم الأخبار واستكشاف الحقائق، وليست أسلحة سياسية في مواجهة الأزمة البشرية. كثير من الأخبار والتقارير من قبل وسائل الإعلام الغربية مليئة بسوء الفهم والأحكام المسبقة، الأمر الذي يبرز الحاجة إلينا كإعلاميين صينيين لنتحدث بصوتنا ونروي قصصنا بإخلاص وتفان، آملين فتح نافذة أمام مشاهدينا العرب للتعرف على الصين الحقيقية. ربما لن يتغير رأيك تجاه الصين في وقت قصير، ولكن يمكنك محاولة فهم الجانب الآخر للحقائق. كما يقول شعارنا: شاهد الفرق.