شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

الدكتور حمزة رافع الفضلي*

منذ ظهور الوباء لأول مرة في مدينة (وهان)، اتخذت جمهورية الصين الشعبية إجراءات كاملة تتسم بشفافية تامة وحيادية واضحة، ضمنها الإعلان عنه على الملأ، وإبلغت على الفور منظمة الصحة العالمية؛ التي أعربت بدورها عن حُسن التدابير والأجراءات الصارمة المُتّخذة صينياً لدحر “كوفيد19”. غير أن الأدارة الأمريكية، وكعادتها، تجاهلت كل ذلك، فهي لا تريد أن تعي جُملة إجراءات الصين، وها هي تتجاهلها وقد بدأت منذ شهور حملة عداء ظالمة كبرى تجاه الصين لم يسبق لها مثيل، وشرعت تخلق سياقاً جديداً تتوفّر فيه بعض الممارسات وأنماط التفكير التأثير على البشرية ضد “الصين” بشتى الطرق والوسائل الأعلامية التقليدية والرقمية، بهدف شيطنة بكين في العالم.

في بادئ الأمر كان الغرب وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة الأمريكية، يعتقد أن الوباء محصور جغرافياً، ولن يستشري ليصبح عالمياً. وعندما دق أبوابهم بدا جلياً خوفهم على مصير اقتصادهم الذي يُعتبر أكبر قيمة من حياة البشر لديهم. فتلك الشعارات التي لطالما توشّحت بها خطاباتهم وتشدّقت فيها منابرهم التي تقدّس الحرية وكرامة الأنسان، ما هي إلا عبارات جوفاء لا تحمل قيمة في ذاتها، ولتكون جائحة كورنا المِسمار الأخير في نعش النموذج الحضاري الغربي في مساره الرأسمالي الديمقراطي .

كان بالأحرى على أدارة ترامب وبعض الدول الغربية بناء الجسور وليس الجدران، والاهتمام في النواحي الصحية بدلاً من التسابق للتسلح والعبث في سياسات الدول الأخرى، وذلك من أجل الإسراع في تحقيق النصر في هذه الحرب ضد عدو مشترك غير مرئي لا يُفاوض ولا يهادن. وهي ليست قضية سياسية تبرز فيها الاحقاد والمثالب، بل أنها قضية أنسانية تهم البشرية جمعاء. إن هذا التصعيد الحالي للعداء والكراهية لا يُبشّر بالخير للعالم، بل سيزيد من الأحتقان. فهذا الخُبث المستمر للصين لن يؤدي إلا إلى الخوف غير المنطقي وتراكم الكراهية العمياء تجاه العِرق الصيني، كما يتبيّن من الهجمات العنصرية على الآسيويين في الغرب.

لعل أهم ما في محنة كورونا ما قاله الرئيس “شي جين بينغ”، أن كورونا هو امتحان لوحدة الوطن وظهور مبدأ التآخي والتكافل الاجتماعي، وعلينا أن نقف ونتكاتف بحزم لأنقاذ العالم بكافة السُّبل والطُرق من هذا الوباء ومد يد العون إلى جميع دول العالم، وعلينا أن نُعلي ونجلي من القيم الأنسانية التي هي شعارنا ومبادئ حزام طريقنا.