شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

قام قرويون مجتهدون في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غربي الصين بتحسين مستوياتهم المعيشية بشكل كبير من خلال العمل الجاد ومساعدة الحكومة المحلية، ويشعرون بالرضا عن حياتهم الجديدة بعد القضاء على الفقر المدقع منذ عام تقريبا.

كانت قرية أياغمانغان في مدينة كاشغار غارقة في الفقر بسبب ظروف الطقس القاسي ونقص الأراضي الصالحة للزراعة واختيار الشباب المحليين مغادرة القرية بحثا عن الرزق. وتحوّلت القرية الفقيرة التي تملك أكبر عدد من السكان في المحافظة، إلى قرية نموذجية للقضاء على الفقر المدقع.

وأرسلت الحكومة المحلية فريق عمل يضم خبراء ومسؤولين إلى القرية لمساعدة القرويين على إيجاد طرق جديدة لكسب المال وبناء منازل أو ترميمها لتحسين البيئة المعيشية. وقام القروي عبد القيوم روزي بترميم منزله في العام الماضي، وطور ما يسمى بـ”اقتصاد الفناء” من خلال زراعة الزهور وتربية المواشي.

وقال “يمكننا كسب نحو 30 ألف يوان (4650 دولارا أمريكيا) سنويا من خلال زراعة الزهور في الصوبة، و60 ألف يوان من خلال تربية الأبقار، و20 ألف يوان من خلال تقديم الأعمال بالجرارة. ويمكن للفناء وحده أن يحقق أكثر من 110 آلاف يوان لنا في العام”.

من جهتها، تقوم أيشمغول عزيز، زوجة عبد القيوم روزي، بزراعة الزهور في الصوبة. وقالت إنه يمكن بيع وعاء من زهور الكوبية بما بين 10 و15 يوانا، وتخطط للانضمام إلى القرويين الآخرين لزراعة الورود لزيادة دخلها. وإلى جانب ذلك، استكشف فريق العمل طرقا متعددة مثل زراعة الخضروات وقام بتنمية صناعة الإبداع الثقافي لمساعدة القرويين على تحقيق الأرباح.

وبنى القرويون ممرا ثقافيا عند مدخل القرية، حيث تقام مسابقة للفنون الشعبية خلال عطلة العيد الوطني، ما جذب الحرفيين من قرى مجاورة. وأحضروا الآلات التقليدية وأعمال الغرز المتقاطعة والحرف اليدوية الأخرى إلى الممر لعرضها وبيعها، ويصنع بعضهم المكانس التي تعد حرفة تقليدية للقرية وتراثا ثقافيا غير مادي لمدينة كاشغر، حيث أن لها تاريخا يزيد عن 100 عام.

وقالت أنارغول صديق، قروية محلية “يقوم الكثير من الناس في قريتنا بصنع المكانس، وكان زوجي واحدا منهم، ويمكنه صنع مكنسة جميلة ومتينة في غضون أربع دقائق”.

أضافت أنارغول أنها فخورة بزوجها لأنه يكسب أموالا من صنع المكانس. وعلى الرغم من أن جميع القرويين يجيدون صنع المكانس، إلا أن هذه الحرفة اليدوية لم تصبح “شجرة أموال” للقرويين إلا بعد وصول فريق العمل إلى القرية، حيث اتصلوا بالمشترين وساعدوا في إرساء تعاون لتوسيع الإنتاج والمبيعات.

وأردفت “يمكننا صنع المكانس في الجمعية التعاونية أو في منزلنا، ونكسب خمسة يوانات من كل مكنسة، ويمكننا كسب ما يقرب من 70 ألف يوان (10.8 ألف دولار أمريكي) سنويا من خلال صنع المكانس. وأخطط لتربية المواشي أثناء صنع المكانس لكسب المزيد من الأموال حتى يتمكن أطفالي من الدراسة في الجامعات”.

بفضل مساعدة فريق العمل، وصل نصيب الفرد من دخل القرويين إلى 12 ألف يوان في العام الماضي. ويعتزم الفريق مضاعفة دخل القرويين بحلول عام 2025، بحسب قائد الفريق ليو هونغ تاو.

وأوضح ليو “يعد أكبر تغير في قريتنا تغير عقليات القرويين، حيث عادة ما كانوا يعتمدون على مساعدة الآخرين، أما الآن فيأخذون زمام المبادرة للبحث عن فرصة عمل للتخلص من الفقر. وقد ازداد وعي الناس بتحقيق الرخاء والعمل الجاد والسعي للتقدم بشكل ملحوظ”.

حققت الصين أهداف الحد من الفقر في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل 10 سنوات من الموعد المحدد. ووفقا لمعايير الفقر الدولية للبنك الدولي، شكل عدد السكان الذين تم تخليصهم من الفقر في الصين أكثر من 70% من الإجمالي العالمي في الفترة نفسها.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه خلال مراسم الاحتفال بإنجازات البلاد في القضاء على الفقر، إن التخلص من الفقر لا يمثل النهاية، بل نقطة انطلاق لحياة جديدة وكفاح جديد.

سي جي تي إن العربية.