شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: باسم محمد حسين
*ملاحظة من المحرر: تعكس المقالة الرأي الشخصي للكاتب وليس بالضرورة موقف شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية والاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
قبل قرابة قرن من الزمان تناخى عدد من الشباب المفعم بحب الوطن، وحققوا مؤتمراً تأسيسياً لحزب شيوعي مؤمن بالماركسية كمنهاج عمل لتخليص الناس من الفقر والجوع والمرض والآلام وتحقيق العدالة الاجتماعية.
في مبنى وسط مدينة شانغهاى العاصمة الاقتصادية للصين النابضة بالحياة، عقد الحزب الشيوعى الصينى مؤتمره التأسيسي الأول فى تموز عام 1921 وبحضور ممثلين عن الأممية الشيوعية. (ذات المبنى غدا اليوم متحفاً للمؤتمر الأول للحزب الشيوعي الصيني، وفيه مجاميع من صور وتماثيل للمؤتمِرين، وبعض المستلزمات التي استخدمها الرفاق حينذاك).
وخلال الفترة ما بين عامي 1921 – 1949، ناضل الحزب الشيوعى الصينى والشعب الصيني النضال الشاق والطويل الأمد ضد الامبريالية والإقطاع والرأسمالية والبيروقراطية، وحقق بنضاله انتصارًا كبيراً في نهاية المطاف وأسس جمهورية الصين الشعبية.
وحققت جمهورية الصين الشعبية بقيادة حزبها الشيوعي الذي يعتمد الفكر الماركسي اللينيني وتوجيهات القائد ماو تسي تونغ، تطوراً كبيراً في مجالات عديدة وخصوصاً في القطاع الصناعي الذي هو الأساس المتين لتطوير القطاع الزراعي، حيث تعددت الصناعات وتطورت بشكل سريع ولافت للنظر. ولابد أن نشيد بدور الشيوعيين الأوائل اعضاء ومندوبي المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الصيني والمؤتمرات اللاحقة الذين كتبوا أهداف الحزب التي تخدم الأغلبية المطلقة من الشعب الصيني، وهي إسقاط البرجوازية وإقامة دكتاتورية البروليتاريا وإلغاء الملكية الخاصة بغية القضاء على الفقر والفوارق بين طبقات الشعب.
وبعد عام 1978 وبتوجيهات من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرفيق دينغ شياو بينغ*، الذي تبوأ عدة مناصب قيادية في الصين خلال أزمان طويلة، والذي هو رائد حركة الاصلاح والانفتاح، انفتحت الصين على العالم، حيث اعتمدت سياسة الاصلاح والانفتاح ودخلت مرحلة التعاون بينها وبين الدول المتقدمة من خلال الشركات العالمية التي جاءت بتقنياتها المتطورة، واستثمرت في مجالات عديدة في جمهورية الصين الشعبية الفتية، وكان من الأمور التي شجعت تلك الشركات هي التسهيلات المقدمة لها من الحكومة الصينية، واعتماد مبدأ (رابح – رابح)، أي تكون الاستفادة للطرفين، يضاف لها وفرة الأيدي العاملة قليلة التكلفة.
الحزب الشيوعي الصيني اليوم يضم في قوامه العددي أكثر من 91 مليون عضو*، وهو القوة المركزية (بالإضافة الى الأحزاب الديمقراطية الثمانية الأخرى) القائدة للأمة الصينية التي تحمل لواء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الناجحة، والتي حولت هذه الدولة العملاقة التي تضم 1.44مليار** نسمة، من دولة زراعية فقيرة تستخدم الثيران في حراثة الأراضي الزراعية، إلى دولةٍ تقف في مصاف بل في مقدمة الدول المتقدمة في كل الحقول، وثاني اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية، بكتلة نقدية تتخطى 2 ترليون دولار بكثير.
ومن الجدير بالذكر، في أحد اللقاءات الذي نظمها (الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء وحُلفاء الصين) مع المسؤولين في جمهورية الصين الشعبية ربيع عام 2018، طرحت سؤالاً كان يشغلني دائماً: لماذا تسمون دولتكم بالنامية بينما أنتم متقدمون جداً وتمتلكون مقومات الدول المتقدمة فعلياً؟ فكانت اجابته كالآتي: “في العام 2020 ووفق خططنا التنموية المنبثقة عن قرارات حزبنا الشيوعي، سنحقق هدفنا الرئيس بالقضاء على الفقر، وبعدها ستزداد عوائد مواطنينا المادية وعند وصول دخل المواطن الصيني الى ما يساوي مداخيل مواطني الدول الأولى في العالم حينذاك سنقول نحن دولة متقدمة”.
مجداً لكل من صنع الحياة والمستقبل .
مجداً للحزب الشيوعي الصيني في عيده المئوي.
ـ مراجع:
*صحيفة الشعب الصينية (أونلاين) 24/2/2012
http://arabic.people.com.cn/93785/7739356.html
** صحيفة الشعب الصينية (أونلاين) 23/3/2021
http://arabic.people.com.cn/n3/2021/0323/c31664-9831742.html
* الأمم المتحدة
https://www.un.org/ar/sections/issues-depth/population/
**المحرر: المقالة تعكس الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة رأي الشبكة.
الحزب الشيوعي الصيني كافح واجتهد في رفع مكانة الصين عاليا بين دول العالم وحقق للشعب الصيني الرفاهية وما يزال يعمل بكل جد واخلاص من اجل وطنه وشعبه … شكر لكاتب المقالة الجميلة الأستاذ باسم محمد حسين