خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
قراءة واقعية في خطاب الرئيس شي جين بينغ
(مؤتمر دافوس 2021)
بقلم: علي سلمان العقابي*
*تعريف بالكاتب: #علي_سلمان_العقابي: عضو في الفرع #العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحُلفاء #الصين؛ وكاتب وصحفي معروف؛ وعضو في #نقابة الصحفيين #العراقيين، ورئيس تحرير #وكالة_المدائن_الإخبارية العراقية الشهيرة في مدينة #البصرة.
في مواجهة الكوارث التي يعيشها عالم اليوم، والسياسات التدميرية لبعض الدول الرأسمالية والإمبريالية الساعية للهيمنة على اقتصادات السوق العالمية والتحكم بقوت الشعوب المحرومة، نرى ونلمس في الخطاب العقلاني الذي ألقاه الرئيس (شي جين بينغ)، سعيه إلى توحيد العالم إقتصاديًا، من خلال تكتيل الجهود الأممية لمساعدة الدول الفقيرة التي انهكتها الحروب والاقتتال الداخلي .
استبشر العالم خيراً بالخطاب الذي ألقاه الرئيس شي جي بينغ بمناسبة انعقاد قمة المنتدى الاقتصادي “مؤتمر دافوس”، إذ شكّل هذا المؤتمر فرحة كبرى لِما فيه من حلول آنية لواقع اقتصادي مرير يُعاني العالم أجمع من ويلاته، لكون المؤتمر يندرج ضمن سياسة السلام التي تنشدها حكومة وشعب الصين بعيداً عن السياسات غير الواقعية لدول التوسّع، والتي تكاد تؤدي بالعالم إلى كوارث وحروب تنهك البشرية .
تطرّق الرئيس شي جين بينغ في كلمته إلى النقطة الجوهرية في أعمال المؤتمر، وهي الكساد الاقتصادي الذي يعيشه العالم بجريرة سياسات إقتصادية خاطئة وحروب عسكرية تدميرية، وسوء الأحوال المعيشية لعدد كبير من سكان الأرض نتيجة انعدام الخدمات الحقيقية، وتوالد الأحقاد التي ولّدتها سياسات التفرقة بين الشعوب، وعدم استغلال الموارد الطبيعية بصورة صحيحة بين الأمم، فخلّفت مجاعات واسعة، وانهت حياة عدد كبير من أبناء البشر نتيجة تفشي الأمراض والأوبئة بينهم، ولم يذهب الرئيس بعيداً عن أحداث آلمت العالم نتيجة انتشار وباء كورونا وكيف عانت الشعوب والحكومات من عجز في إيقاف تقدم هذا الفايروس الفتاك، حتى تمكّن من حصد الملايين من البشر في ظل تراجع نظام صحي عالمي عن مواجهته، برغم بذل جهود كبيرة وصرف أموال طائلة لمحاربته .
تطرق الرئيس (شي) خلال كلمته إلى استعراض آليات لحلول تطبيقية لإنقاذ الشعوب بعيداً عن لغة الحرب والاقتتال، وطالب فخامته بنشر الوعي الصحي والثقافي والاجتماعي والتعايش بروح الفريق الواحد للعمل من أجل سلام دائم يجمع البشرية، ولانقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال النوايا الحسنة لمساندة الشعوب النامية بعيداً عن استغلالها، بغية إيجاد تكافؤ ومساواة بينها وبين الدول المتقدمة على أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة .
أشار القائد شي جين بينغ إلى وجود تكتلات صغيرة وأخطار اندلاع حرب باردة جديدة بيد البعض، أو ممارستهم التهديد والترهيب وفرض الانقسامات أو العقوبات أو تعطيل شبكات التموين بهدف العزل، ما يؤدي إلى دفع العالم نحو الانقسام، وحتى صوب المواجهة. الرئيس تحدث عن ذلك دون الاشارة إلى إمريكا التي تسعى دائمًا لهذه الانقسامات في ظل سياسات الترغيب والترهيب خدمةً لمصالحها الخاصة بعيداً عن خدمة الشعوب.
أوجز الرئيس شي جين بينغ مهام الصين حكومةً وشعباً بكلمات عميقة تؤكد محبتهما رئيساً ودولةً للسلام، وتطلعهما لبناء علاقات اقتصادية مع الجميع بروح المنفعة المتبادلة التي تخدم الجميع وتبني الإنسان، وتهتم به وتطوره ليكون نافعًا يساهم في بناء الأوطان.
وكانت أعمال المنتدى الإقتصادي العالمي”مؤتمر دافوس” قد بدأت افتراضيًا هذا العام، في منتجع دافوس، عبر الدائرة التلفزيونية بسبب تفشي وباء كورونا. وكانت العناوين الرئيسية لجلسات المؤتمر قد تناولت العديد من القضايا الملحة، التي منها سُبل التعافي الاقتصادي العالمي، وأثر الجائحة على البيئة، والتغيّر المناخي، إلى جانب مشاكل العمل والثورة التكنولوجية والبطالة والفقر.
مقال جميل استاذ علي تحياتي لك زميلي العزيز.