CGTN العربية/
فيروس كورونا الجديد الذي انتشر حول العالم جعل الجميع يتطلع أكثر إلى إنتاج مبكرا لقاح مضاد له. هناك 24 لقاحا جديدا على الأقل في نطاق العالم قد دخلوا مرحلة التجارب السريرية وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية في الـ20 من يوليو الجاري، كما أن هناك 142 لقاحا مرشحا لدخول مرحلة التجارب السريرية.
في الأيام الأخيرة، حققت الصين والمملكة المتحدة وروسيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول الأخرى بعض التقدم في تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد، إلا أن هذه اللقاحات المرشحة لا تزال بحاجة إلى المزيد من التجارب السريرية.
تطور الأبحاث القائمة لتطوير اللقاح وإنتاجه
نشر فريق بحثي صيني بحثا في المجلة الطبية البريطانية “لانسيت” في العشرين من الشهر الجاري، معلنا أنه أجرى المرحلة الثانية من التجارب السريرية للقاح مقترح لفيروس كورونا الجديد، وأظهرت النتائج أن اللقاح آمن ويمكن أن يؤدي إلى استجابة جهاز المناعة في جسم الإنسان، ويجري الفريق حاليا التجارب السريرية للمرحلة الثالثة.
نشر فريق جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة أيضا ورقة بحثية في مجلة “لانسيت” في نفس اليوم، وقال فيها إن التجارب السريرية للقاحات فيروس كورونا الجديد حققت نتائج أولية، وأن الفريق يقوم حاليا بإجراء تجارب سريرية على نطاق أوسع في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا.
كما بدأ الباحثون في روسيا بإجراء المرحلة الأولى من التجارب السريرية للقاح مقترح لفيروس كورونا الجديد في يونيو الماضي، وخرج مجموعة من المشاركين في التجربة من المستشفى في الـ20 من نفس الشهر، في حالة صحية جيدة. قال أحد المسؤولين إنه إذا نجحت التجارب السريرية للمرحلتين الثانية والثالثة، فمن المرجح أن يتم إنتاج الدفعة الأولى من لقاح لفيروس كورونا الجديد روسي الصنع هذا الخريف.
أظهرت دراسة نشرتها مجلة “نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين” في الـ14 من يوليو الجاري أن لقاح فيروس كورونا الجديد mRNA-1273 الذي كان قد خضع للتجارب السريرية في الولايات المتحدة، حفز الاستجابة المناعية البشرية لفيروس كورونا الجديد، ولم يتم الإبلاغ عن أي ردود فعل سلبية خطيرة للحالات المشاركة في التجارب، سيدخل اللقاح المرحلة الثالثة من التجارب السريرية العشوائية في الـ 27 من يوليو الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، تسرع ألمانيا وأستراليا وتايلاند وغيرها من الدول لتطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد.
تحليل أعمق
في الوقت الحاضر، يسرع المئات من فرق البحث العلمي في جميع أنحاء العالم للبحث وتطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد وفقا لطرق علمية مختلفة، ومن المتوقع أن يخرج إلى النور أكثر تلك اللقاحات فعالية قبل نهاية العام، ولكن في الوقت نفسه يجب النظر إلى آفاق تطوير اللقاحات بشكل عقلاني.
إن عملية تطوير وإنتاج اللقاحات معقدة للغاية، ولن يتسنى إنتاج العديد من اللقاحات التي تم تطويرها بنجاح في المراحل المبكرة بنجاح في نهاية المطاف، على سبيل المثال، المتلازمة التنفسية الحادة (سارز) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، فكلاهما وحتى الآن لم يتم الموافقة على لقاحات مضادة لهما قابلة لطرحها في الأسواق.
قال مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إنه على الرغم من أن بيانات الاختبار الأولية لبعض اللقاحات المرشحة تبدو “واعدة”، إلا أنه لا يزال من المستحيل التنبؤ باللقاح الذي سيكون فعالا تماما “سريريا”، كما يعتقد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أن آفاق تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد يجب التعامل معها بـ”تفاؤل حذر” على حد تعبيره.
تقييم للوضع الحالي
إن الصعوبات والتحديات التي يواجهها تطوير اللقاحات كثيرة وشاقة ومعقدة، في ظل مواجهة جائحة كورونا عالميا، على الرغم من أن جميع البلدان اتخذت تدابير لتسريع وتيرة البحث والتطوير، إلا أن البحث والتطوير في مجال اللقاحات ليسا سباقا تنافسيا، فالتعاون الدولي هو الكلمة المفتاحية لمواجهة الوباء.
قال روبرت سكالي، مدير قسم الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا، بالولايات المتحدة الأمريكية، إن التعاون متعدد الجنسيات والتعاون بين الشركات ومؤسسات البحث العلمي أمر بالغ الأهمية للتحقق من فعالية اللقاحات المختلفة في تحفيز المناعة البشرية في التجارب السريرية.
حتى بعد تطوير اللقاح بنجاح، سيواجه سلسلة من العوائق مثل زيادة حجم الإنتاج والنقل وضمان “التوزيع المنصف” وغيرها من المشكلات، وكل هذا يتطلب التضامن والمساعدة المتبادلة من جميع دول العالم والتعاون من أجل سد الطلب العالمي.