CGTN العربية/

حسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، حتى الساعة الـ6 من صباح يوم الأحد بتوقيت بكين، وصل العدد الإجمالي للإصابات في الولايات المتحدة 3239296 حالة، فيما بلغ إجمالي عدد الوفيات 134712 حالة، وتسجل الولايات المتحدة رقما قياسيا بشأن حالات الإصابة الجديدة باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، وفقا لتقارير أفادت بها وسائل الإعلام الأمريكية، ارتفعت معدلات الوفيات ودخول المستشفى في العديد من الولايات، وامتلأت وحدات العناية المركزة لعلاج الحالات الشديدة الخطورة في العديد من المستشفيات للمناطق المتضررة بشدة.

شوهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يرتدي كمامة سوداء اللون أثناء زيارته لمركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني في بيثيسدا بولاية ماريلاند يوم السبت، وهي المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك أمام الكاميرا منذ تفشي فيروس كورونا الجديد في البلاد.

قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض قبل رحلته: “أنا لم أكن يوما أبدا ضد الكمامات، لكني أعتقد بأن لها مكانا وزمانا مناسبين.” في الوقت الراهن، لا يزال البيت الأبيض يرفض إجبار الأمريكيين على ارتداء الكمامات في الأماكن العامة أثناء تفشي الوباء. 

معارضة أنتوني فاوتشي لموقف ترامب من الاستجابة للوباء

وقالت الدكتورة ديبورا بيركس، منسقة الاستجابة لفيروس كورونا الجديد بالبيت الأبيض، إنها تتوقع أن يرتفع عدد الوفيات قريبا. ويتوقع زيكي إيمانويل، نائب العميد للمبادرات العالمية في جامعة بنسلفانيا، أنه بحلول أواخر هذا العام، قد يصل عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة إلى 250 ألف شخص. 

جائحة كورونا لا تزال تعصف بالولايات المتحدة أكثر فأكثر، ولكن ترامب بعيد جدا عن أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية، ويعبر عن معارضته لاقتراحات فاوتشي في وسائل الإعلام.

وكان فاوتشي حذر من أنه إذا ظلت سرعة انتشار فيروس كورونا الجديد دون تغيير، فإن عدد حالات الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة سيتجاوز 100 ألف شخص يوميا. وكما حذر من أن بلاده لا تزال تحت تأثير الموجة الأولى من وباء “كوفيد-19″ بعمق. أما ترامب، فأشار إلى أنه لا يوافق على توقع فاوتشي بشأن الوباء، وقال:”أعتقد أن ما قمنا به شيء عظيم. أظن أنه بعد أسبوعين أو ثلاثة أو أربع أسابيع، ستصبح حالتنا جيدة للغاية.”

هناك العديد من الأمثلة من هذا النوع. وادعى ترامب أن 99% من حالات الإصابات “غير مؤذية”؛ أما فاوتشي فقال إنه “من الواضح أنه ليس كذلك”. ودعا فاوتشي بضع الولايات الأمريكية التي يتفاقم فيها الوباء بسرعة للنظر بجدية في إعادة “الإغلاق” من جديد، أما ترامب فشدد مرارا وتكرارا على الحاجة إلى مواصلة إعادة تشغيل الاقتصاد والضغط على الولايات لإعادة الطلاب إلى المدارس في الخريف.

إعادة تشغيل الاقتصاد محدودة وضعيفة

منذ أواخر شهر مايو، بدأ الاقتصاد الأمريكي في إعادة التشغيل. في واشنطن، تم فتح مطاعم في الهواء الطلق على التوالي، ويُسمح أيضا بفتح المطاعم العادية، على الرغم من أن كل طاولة يجب أن تكون على بعد مترين على الأقل وفقا للوائح. كما أعيد فتح بعض المتاحف لعدد محدود من الناس لوقت محدود.

ومع إعادة التشغيل بشكل محدودة، فهي ما تزال تبدو ضعيفة. وفقا للإحصاءات، قدمت أكثر من 110 شركات إعلانات إفلاسها في الولايات المتحدة خلال تفشي الوباء. توقع لاري كودلو، كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، في 25 يونيو أن معدل البطالة في الولايات المتحدة قد ينخفض إلى أقل من 10% بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعني أن معدل البطالة في بلاده سيظل عند مستوى مرتفع نسبيا قبل يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، والوباء في الولايات المتحدة الآن أسوأ مما توقع لاري كودلو.

نظرا لتفاقم وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، يرجع خبراء الصحة العامة الأمريكيين سببه إلى زيادة التنقل الاجتماعي وزيادة تجمعات الشبان وإهمال أو إلغاء تدابير العزل الاجتماعي بعد إعادة تشغيل الاقتصاد لكل ولاية. علاوة على ذلك، انتقدت العديد من وسائل الإعلام إدارة ترامب والعديد من الولايات بشأن عدم الاستعداد الكامل لإعادة تشغيل الاقتصاد. 

في قائمة التصنيف لمؤشر الأمن الصحي العالمي، تتصدرها الولايات المتحدة. وباعتبارها أغنى دول في العالم ومستواها الطبي الأكثر تقدما، كانت الولايات المتحدة تعتبر أكثر دولة لديها الثقة في مكافحة الوباء على الصعيد العالمي. لكن تم كسر هذا التوقع بالفعل عندما اندلعت جائحة كورونا في الولايات المتحدة خلال مارس الماضي. 

عاطفة التفاؤل تتبدد تدريجيا 

الوباء يغير الولايات المتحدة إلى الأبد. بحسب بيانات قائمة على أساس المسح، نفذتها وسائل الإعلام الأمريكية، فإن نحو ثلث الأمريكيين أبلغوا عن أعراض القلق والاكتئاب منذ أواخر أبريل، فيما أبلغ 11% من الأمريكيين عن هذه الأعراض خلال الربع الأول من العام الماضي فقط. 

كما أظهر استطلاع مركز بيو للأبحاث أن الأمريكيين من مختلف الأعمار يركزون بشكل مختلف على الوباء، حيث يخشى كبار السن من التهديدات الصحية، في حين أن الشبان هم أكثر قلقا بشأن الدخل والتوظيف. 

في الأشهر الأولى من تفشي الوباء، كان العديد من الأمريكيين متفائلين للغاية، حيث اعتقدوا أولا أن الوباء في بلادهم لن يكون شديدا مثل البلدان الأخرى، وبالتالي ظنوا أن الوباء سيختفي بعد إغلاق كل الولايات لبضعة أسابيع، ثم تعود الحياة إلى طبيعتها.

في الوقت الراهن، عاطفة التفاؤل هذه تتبدد تدريجيا. يرى المزيد من الأمريكيين أن وباء كورونا “لحظة مأساوية” جديدة في التاريخ الأمريكي.