CGTN العربية/
في ظل انتشار جائحة كورونا التي لا تزال تعصف بالولايات المتحدة، واستمر الوضع الوبائي في التفاقم، واقتراب عدد حالات الإصابة المؤكدة من أربعة ملايين شخص. بعد أقل من نصف عام من تسجيل أولى حالات الإصابة المؤكدة داخل الولايات المتحدة، وصل الحال إلى ما هو عليه الآن، ولم يسيطر هذا الوباء حاليا في الولايات المتحدة، هذا هو المشكلة الأبرز، ليس في الولايات المتحدة فقط كذلك يعتبر نقطة الاهتمام و التركيز في العالم كله.
فشل الولايات المتحدة في مكافحة الوباء يعتبر “أزمة للعالم”
في مطلع شهر مارس الماضي، قام باحثون من جامعة هوبكنز الأمريكية بتقييم الإجراءات الوقائية من الوباء في 195 دولة حول العالم، واحتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى بـ 83.5 درجة. إلا أن الوضع الوبائي في الولايات المتحدة أصبح واحد من الأسوأ عالميا. لماذا حدث هذا التفارق الكبير في خلال بضعة أشهر؟
أشار الخبراء مرارا وتكرارا إلى أنه على الرغم من أن الوباء كان له الكثير من التداعيات السلبية على اقتصاد جميع البلدان، إلا أن كيفية تحقيق التوازن بين “الحفاظ على الاقتصاد” و “اتخاذ تدابير وقائية لمكافحة الوباء” يعد اختبار لحكمة ومسؤولية الحكومات والدول. إن أكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة هو إجبار الحكومة على إعادة تشغيل الاقتصاد في الوقت الذي لم يتحسن فيه الوضع الوبائي، ما جعل الوضع أكثر تفاقم.
أما عن بعض تدابير الوقاية الأساسية، مثل ارتداء الكمامات والحفاظ على المسافة الاجتماعية، فلم يكن الساسة الأمريكيون نموذجا يحتذى به، وقد كان لذلك أيضا تأثير سلبي على المواطن الأمريكي وخاصة الشباب الأمريكي. فحتى الآن، لم تصدر الحكومة الفيدرالية الأمريكية قرارات تحتم على المواطنين الالتزام بارتداء الكمامات.
وأثار إهمال الساسة الأمريكيين واللامبالاة في نهاية المطاف غضب أبرز وسائل الإعلام الأمريكية. حيث نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مؤخرا مقال يفيد بأن العديد من الدول قد سيطرت على الوباء في غضون بضعة أشهر من مكافحته، لكن الوضع الوبائي خرج عن السيطرة في الولايات المتحدة، وأصبحت جميع الولايات مشتتة ومتجزأة في مواجهة الوباء، ما أشعل نيران الكراهية والإنقسام. وذكر المقال أن حكومة الولايات المتحدة أظهرت فشلا كبيرا في مواجهة الوباء.
خروج الوباء عن السيطرة في الولايات المتحدة يهدد الأقتصاد العالمي
وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية،انخفض إجمالي الناتج المحلي الأمريكي بمعدل سنوي قدره 5% في الربع الأول من العام الجاري، ويتوقع بعض الاقتصاديين أن يشهد انخفاض أكبر في الربع الثاني، قد يتراوح من 30% إلى 40%.
ونشرت وكالة رويترز للأنباء تقرير يفيد بأن انخفاض واردات الولايات المتحدة وخفض استثمارات الشركات الأجنبية كان لهما تأثير بارز على اقتصادات العديد من البلدان، وأن السياسات الحالية للبيت الأبيض قد تؤثر سلبيا على الاقتصاد العالمي.
وفي هذا الصدد، قال جيانغ يوه تشون، محلل بمعهد الصين للدراسات الدولية، “إن الاقتصاد الأمريكي هو محرك هام للاقتصاد العالمي. والوضع في الولايات المتحدة يؤثر بشكل مباشر على وضع الاقتصاد العالمي بشكل عام. في الوقت الراهن، يمكننا ملاحظة أن الوضع الاقتصادي الأمريكي في الربع الثاني من العام سيء للغاية. إذا كان سير المحرك الرئيسي — الولايات المتحدة غير موات، فسيكون تأثيره السلبي على الاقتصاد العالمي كبير للغاية”.
الولايات المتحدة تفقد مكانتها عالميا بسرعة مدهشة
بالرغم من اعتبرت الولايات المتحدة كدولة أقوي في العالم، إلا أنها لم تفشل في ريادة قيام بتحالف دولي لمكافحة الوباء فحسب، بل إنها استمرت في القاء اللوم على الآخرين بعد فشلها في مكافحة الوباء، واختارت أن تكون غائبة أو حتى هروب تحمل المسؤولية في مواجهة الأزمة العالمية.
نشرت عدد من وسائل الإعلام الرئيسية في بريطاينا والولايات المتحدة مؤخرا تقارير ومقالات. تعبر عن خيبة أملها الشديدة ازاء فشل الولايات المتحدة في مكافحة الوباء، و الرأي العام العالمي: الولايات المتحدة تفقد مكانتها عالميا تدريجيا، ولم يعد العالم ينتظر منها ما تفعله أو تساعده.
في الآونة الأخيرة، نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية مقال يفيد بأن ترامب انسحب من العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية واتبع شعار “أمريكا أولا” منذ توليه منصبه، الأمر الذي تسبب في أضرار غير مسبوق بنظام التحالف والاتفاقيات التي استغرقت الولايات المتحدة عقودا لتأسيسها في أقل من أربع سنوات. وتحت قيادته، فقدت الولايات المتحدة مكانتها عالميا. كما أدانت العديد من الأطراف بما في ذلك حلفاء للولايات المتحدة، قرار ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية في وقت عصيب من المعركة العالمية ضد الوباء.
تعليقا على ذلك، وصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية بأنه يشبه “خروج الطيار من الطائرة أثناء تحليقها” وهو قرار غير مسؤول على الإطلاق.