CGTN العربية/
قال كبير المراسلين الطبيين لشبكة “سي إن إن” الدكتور سانجاي جوبتا، في مواجهة تفاقم الوضع الوبائي”تسبب وباء فيروس كورونا الجديد في وفاة ما يقرب من 250 ألف شخص في الولايات المتحدة، وهو ما يعادل تحطم 625 طائرة ركاب في الولايات المتحدة هذا العام، بمعدل طائرتين يوميا تقريبا.”
الوباء ينتشر سريعا
في الأسبوع الماضي، استمر تسجيل مؤشرات الوباء في الولايات المتحدة للأرقام القياسية الجديدة، واستمر الوضع الوبائي في التدهور.
على خريطة انتشار الوباء التي نشرها موقع مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، تم تلوين 49 ولاية من الولايات الخمسين باللون الأحمر وهي الولايات الأكثر تضررا في الولايات المتحدة، والتي أصبحت خارج السيطرة. وقالت المجلة إن وضع الوباء في الولايات المتحدة وصل إلى مستوى “الكارثة”. وفقا للإحصاءات الصادرة عن هيئة الإذاعة الوطنية، ففي الأيام الـ14 الماضية، زاد عدد حالات الإصابة المؤكدة في جميع الولايات الخمسين وواشنطن العاصمة وجزيرة غوام.
والأسوأ من ذلك أنه بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد الحالات المؤكدة، فإن المنظومة الصحية في الولايات المتحدة أصبحت مثقلة بالأعباء. حيث ذكرت شبكة “سي إن إن” في الـ18 من الشهر الجاري أن عدد تسجيل الحالات الجديدة في مستشفيات الولايات المتحدة قد وصل إلى مستوى جديد، ما تسبب في ضغط كبير على المنظومة الصحية.
في مواجهة هذا الوضع “الصعب”، أصدرت العديد من الولايات مؤخرا لوائح جديدة تطالب المواطنين بارتداء الكمامات ومنع التجمعات والأنشطة التجارية، حتى أنها طلبت من المواطنين عدم الخروج من منازلهم. ومع ذلك، أفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن بعض حكام الولايات يعتقدون أنه إذا لم تتدخل الحكومة الفيدرالية وتقدم المزيد من التمويل والدعم القيادي، ستظهر “مشاهد مروعة” في الأشهر المقبلة. قد ستبلغ فجوة التمويل للاعانة للولايات والحكومات المحلية 400 مليار دولار أمريكي من الآن حتي شهر يونيو سنة 2022.
“الانقسامات” السياسية تستمر في التفاقم
لا زال أبناء الشعب الأمريكي يعانون من الحزن على فقدان أحبائهم، ويبدو أن الوباء لن يتم السيطرة عليه بعد. على الصعيد السياسي، تفاقمت الخلافات أيضا. بدأ البيت الأبيض الذي يسيطر عليه الجمهوريون باستقالة العديد من كبار المسؤولين من وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي ووكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية؛ كما بدأ “الرئيس المنتخب” جو بايدن في الإعلان عن تعيين تسعة أعضاء أساسيين من طاقمه في البيت الأبيض.
قال مايكل رولاند، مراسل هيئة البث الأسترالية الذي عانى شخصيا من تفشي الوباء في الولايات المتحدة: “على الرغم من أن بايدن قد كون فريق عمل للتعامل مع فيروس كورونا الجديد، لكن ستظل هذه الخطوة مجرد “خطرة رمزية” قبل الـ20 من يناير المقبل، وستعاني الولايات المتحدة مزيد من الألم والصعوبات.”
وفقا لموقع “بوليتيكو” الأمريكي، ونظرا لأن الإدارة الفيدرالية الأمريكية للخدمات العامة لم تعترف بعد بفوز بايدن، يحتاج فريق بايدن حاليا إلى الابتعاد عن مسؤولي الصحة في الحكومة الحالية، وإلا سيكون هناك شبهة في انتهاك اللوائح الرسمية. قال المحللون إنه على الرغم من أن نتائج الانتخابات الأمريكية واضحة، إلا أن “المشهد السياسي” الذى يدعي فيه كل من الجانبين أنه “الفائز” لا يزال مستمرا.
البيت الأبيض يتجاهل التحذيرات
في مواجهة الدعوات التي رفعها بعض الأطباء وحكام الولايات للحصول على دعم فيدرالي، يبدو أن البيت الأبيض غير قادر على اتخاذ “المكابح” في المنافسة بين الحزبين. وبحسب موقع “بوليتيكو” الأمريكي، فإن الولايات الـ16 التي يحكمها الجمهوريون أوضح حكامها أنهم يعارضون الأمر الذي صدر على مستوى الولايات بضرورة الالتزام بارتداء الكمامات، ويعارضون وضع قيود جديدة على نطاق الأعمال والتجمعات العامة.
قال مايكل رولاند، مراسل هيئة البث الأسترالية بعد مقارنة وضع تطور انتشار الوباء في الولايات المتحدة وأستراليا: “الأمر السيئ حقا هو أن بالنسبة للعديد من الأمريكيين، أصبح ارتداء الكمامة أو عدمه تعبيرا عن موقفهم السياسي، ولا علاقة له بالوقاية من الفيروس. لم تأخذ الولايات المتحدة هذا الفيروس على محمل الجد أبدا. حتى مع تفاقم الوضع الوبائي، لم تفعل ذلك”.