Saturday 16th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

فيحاء وانغ تكتب: ماذا نتعلم من مواجهة فيروس كورونا المستجد؟

منذ 5 سنوات في 08/مايو/2020

عن/صدى البلد/

فيحاء وانغ*

خاطب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، رؤساء الدول في القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين التي انعقدت في يوم 26 مارس الماضي بشأن جائحة كوفيد-19.
وقال في خطابه “لقد اجتمعتم اليوم لمواجهة الأزمة الصحية التي تشكّل منعطفًا حاسمًا لعصرنا: فنحن نخوض حربًا شعواء مع فيروس يهدد بتمزيقنا، لو سمحنا له بذلك”.
ورحّب المدير العام بمبادرة مجموعة العشرين الداعية إلى العمل معًا من أجل التوصل إلى حلول مشتركة، قائلًا “نحن في خضم أزمة عالمية تقتضي استجابة عالمية”.


وفي الوقت الراهن، قد تمت السيطرة العامة على انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في أرجاء الصين. وفي يوم 27 ابريل الماضي غادرت جميع حالات الإصابة بالفيروس مستشفيات مدينة ووهان وهى المدينة الأكثر تضررا بتفشي الفيروس في البلاد، حيث أظهر اختبار الفيروس نتائج سلبية للمرة الثانية على رجل يبلغ من العمر 77 عاما واسم عائلته دينج فى ووهان حاضرة مقاطعة هوبى، وقال مسؤول بلجنة الصحة بالمدينة إنه لم تعد لديه أعراض سريرية وتمكن من الخروج من المستشفى وهو آخر مصاب بالفيروس يخرج من المستشفى بعد تعافيه من المرض. وحتى اليوم الأول من شهر مايو الجاري، قد بلغ إجمالي عدد الإصابات المؤكدة 82875 وعدد الوفيات 4633، كما تعافى 77685 مصابا وخرجوا من المستشفيات ولم يبق إلا 557 حالة إصابة مؤكدة في الصين كلها.


لكن للأسف الشديد، قد اندلع الفيروس في أنحاء العالم وأصبح الوضع صعبا للغاية حيث كسر عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس حول العالم حاجز الـ3 ملايين، وقرابة 80% منها في أوروبا والولايات المتحدة. ومن أجل احتواء هذا الوباء في أقرب وقت ممكن، يجب أن نستعرض ماذا حدث في الأشهر السابقة منذ تفشى كوفيد-19 في مدينة ووهان وسط الصين، وكيف نستطيع الاستفادة من الخبرات والتجارب في الوقاية والسيطرة على انتشاره، وأي خطأ يمكننا تجنبه فيما بعد.


كانت الطبيبة الصينية تشانغ جى شيان، مدير قسم الرعاية التنفسية والحرجة في مستشفى هوبي الإقليمي تتمكّن صباح يوم 26 ديسمبر الماضي من تشخيص حالة 4 أشخاص، 3 منهم من عائلة واحد، بنوع جديد من الانفلونزا اكتُشِف لاحقًا أنه فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وأظهرت الأشعة السينية أن المُصابين الأربعة كانوا يُعانون عرضًا مُشتركًا؛ إذ كانوا جميًعا مُصابين بالتهاب رئوي، مع فارق الشدة. واعتقدت الطبيبة تشانغ أن الوضع كان غير طبيعي ومثير للقلق، وأبلغت على الفور إدارة المستشفى في مقاطعة هوبي- مركز تفشي الفيروس القاتل، ومن ثمّ وصل فريق من الخبراء من مختلف المستشفيات في مدينة ووهان لتضافر جهودهم من أجل تتبع هذا الفيروس. 


في اليوم التالي، أي 27 ديسمبر 2019، جاء إلى الطبيبة 3 مرضى جُدد يُعانون من الأعراض ذاتها وحينها، تنبّهت الطبيبة تشانغ إلى أن ثمة شيء ما يتعدّى فكرة إصابة أولئك المرضى بنزلة برد أو أنفلونزا عادية. واكتُشِف لاحقًا أن المُصابين السبع بهذا النوع الجديد من الالتهاب الرئوي يجمعهم شيئًا مُشتركًا- سوق “هونان” للمأكولات البحرية واللحوم.
ومنذ ذلك الحين، باتت الطبيبة الصينية تشانغ أول طبيبة في العالم يقوم بتشخيص مُصابي كوفيد-19. وفور اكتشاف حالات الإصابة الأولى بالفيروس، وجّهت جميع الطاقم الطبي في المستشفى لارتداء الكمامات.
وكانت الأدلة تشير بشدة إلى ارتباط الفاشية بالتعرض إلى سوق مأكولات بحرية في ووهان. وقد أُغلقت هذه السوق في 1 يناير 2020.


وفي الوقت نفسه، أبلغت الحكومة الصينية منظمة الصحة العالمية عن مجموعة الحالات هذه لأول مرة في 31 ديسمبر 2019، من خلال المكتب القُطري للمنظمة في الصين. فقد اكتشفت الصين نوعًا جديدًا من فيروس كورونا ألا وهو فيروس كوفيد-19، وتم عزله في 7 يناير 2020. وأجريت الفحوص المختبرية على جميع الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس خلال مرحلة التقصي النشط والمراجعة الاستعادية للحالات. وأدّى ذلك إلى استبعاد المُمرضات التنفسية الأخرى كالإنفلونزا وإنفلونزا الطيور والفيروس الغدّي وفيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ( السارس ) وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS).


منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الصين، اتخذت الصين حكومة وشعبا سلسلة من الإجراءات الصارمة للوقاية والسيطرة على انتشاره حيث طبقت بالقوة الجبرية حجرا صحيا على حوالي 60 مليون شخص في مقاطعة هوبي التي سجلت أكبر عدد للإصابات في بداية التفشي، وفرضت قيودا صارمة على السفر، توعية شاملة بأهمية الالتزام الكامل بالاجراءات الوقائية مثل الحجر الصحي وارتداء الكمامة وغسل اليدين جديا وتكرارا وعدم التجمع بأية صيغة وتعقيم المكاتب والبيوت يوميا وقياس درجة حرارة الجسم في الأماكن العامة والحفاظ على المسافة بين الناس بمتر واحد على الأقل، فضلا عن استخدام التكنولوجيا في تطبيق الإجراءات الصارمة وتتبع تنفيذ المواطنين لها.


جدير بالذكر أن الصين استخدمت جميع الوسائل وأحدثها، من رجال آليين وذكاء اصطناعي وكاميرات تستخدم الأشعة فوق البنفسجية وتكنولوجيا التعرف على الوجوه وطائرات مسيرة، من أجل الوقاية واحتواء الفيروس، حيث يمكن للناس في المنزل التحقق من آخر تطورات الوضع الوبائي وخريطة انتشار الفيروس على تطبيق الهاتف في أي وقت، مما ساعد على الحد من سفر الناس وتقليل قلقهم.

*إعلامية صينية مقيمة في القاهرة.

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *