شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بكين 13 يونيو (شينخوانت)/ على ساحل خليج غينيا في غرب أفريقيا، توجد دولة تسمى غينيا الاستوائية ويعمل فيها فريق طبي صيني على مدار السنة. وفي غضون الخمسين عاما الماضية أدى الفريق الطبي الصيني لمساعدة غينيا الاستوائية مهمته الأساسية ولم يخشَ المصاعب وأسهم في بناء مجتمع صحي مشترك بين الصين وأفريقيا.
ومنذ عام 1971، اضطلعت مقاطعة قوانغدونغ بمهمة إرسال فرق طبية إلى غينيا الاستوائية، وبحلول عام 2021، أرسلت الصين 31 دفعة بلغ إجمالي أعضائها 600 موظف طبي. وفي 13 يناير من العام الماضي، وصلت الدفعة الـ31 من فرق المساعدة الطبية التي أرسلها مكتب الصحة بمدينة تشونغشان إلى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية. ونظرا لأن وضع الجائحة محليا كان سيئا نسبيا، فيحتاجون إلى حماية أنفسهم في جميع الأوقات لمباشرة أعمال العلاج الطبي اليومية هناك. وقال الطبيب لين شيان جيه لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن ظروف المستشفى المحلية صعبة نسبيا، وكانت بعض الغرف صغيرة وليست جيدة التهوية. وترتفع درجة الحرارة بشكل أساسي عن 30 درجة يوميا ولا يوجد مكيف هواء بالداخل. وبعد يوم من العمل، تبللت ملابسهم بالعرق كأنهم قد خرجوا من مسبح.
وعلى الرغم من أن بيئة المعيشة والعمل المحلية صعبة نسبيا، إلا أنه في الخمسين عاما الماضية، أتت مجموعات من الأطباء الصينيين إلى هنا لخدمة المرضى وتعزيز الصداقة بين الصين وأفريقيا. وقبل عشرين عاما، كانت شي يو تشي، طبيبة الأطفال من مستشفى بوآي في مدينة تشونغشان بمقاطعة قوانغدونغ، قد عملت في مستشفى باتا في غينيا الاستوائية كعضو في الفريق الطبي الصيني لمساعدة غينيا الاستوائية. وبعد 20 عاما، عندما جاء زميلها ليانغ سن تشوان، طبيب الأطفال من المستشفى نفسه إلى هنا متبعا خطاها، وجد أن الصديقة القديمة للطبيبة شي يو تشي ظهرت أيضا في صف الترحيب. وقال إنه لا يزال يتذكر أنه في اليوم الأول عندما وصل إلى مستشفى باتا، كانت هناك طبيبة محلية ترتدي المعطف الأبيض القديم للفريق الطبي الصيني. وبعد تبادل الحديث معها، علم أنها الطبيبة نينا من غينيا الاستوائية وهي صديقة قديمة للطبيبة شي يو تشي.
وفي يوم “تشينغ مينغ” (كنس القبور) هذا العام، أحضر أعضاء الفريق الطبي الصيني الأعلام الوطنية والزهور إلى قبر الطبيب خه شيانغ يي في ضاحية باتا لإقامة حفل بسيط لتذكر أسلافهم. وقال الطبيب ليانغ شن تشوان للمراسل بأن خه شيانغ يي هو طبيب العيون في الدفعة السادسة من الفرق الطبية الصينية لمساعدة غينيا الاستوائية، وهو عضو بالحزب الشيوعي الصيني. وأثناء عمله في غينيا الاستوائية، تعرض لنزيف دماغي في 30 مارس 1978 بسبب إرهاق وتوفي في العمل، وكان يبلغ من العمر 42 عاما فقط. وفي ذلك الوقت، صدم خبر وفاة الطبيب الصيني غينيا الاستوائية بأكملها، حيث شيعه الآلاف من السكان المحليين إلى مثواه الأخير، كما حضر الرئيس وزوجته الجنازة وشجروا المساحة المحيطة بالمقبرة. ومنذ ذلك الحين، تزور كل دفعة من الفرق الطبية الصينية التي أتت إلى غينيا الاستوائية قبر الطبيب خه شيانغ يي خلال يوم “تشينغ مينغ”.
وتجمع بين الصين وغينيا الاستوائية صداقة حميمة وتقفان جنبا إلى جنب في السراء والضراء. ومنذ تفشي كوفيد-19، تضافر جهود الجانبين لمكافحة الجائحة مضيفين بُعدا جديدا لتقاليد الصداقة والثقة المتبادلة التي تعود إلى أكثر من 50 عاما بين البلدين. وعندما كانت مدينة ووهان الصينية في أسوأ أحوالها بسبب تفشي الجائحة في فبراير 2020، تبرعت حكومة غينيا الاستوائية بمليوني دولار أمريكي للحكومة الصينية لدعم مكافحة الصين للجائحة، وفي مايو 2020، أرسلت الحكومة الصينية فريق خبراء طبيين لمساعدة غينيا الاستوائية.
وقال تشن قوانغ وي، رئيس الدفعة الـ31 من الفريق الطبي الصيني لمساعدة غينيا الاستوائية، للمراسل إن الفريق الطبي قدم أيضا خدمات طبية واستشارية للمواطنين الصينيين في غينيا الاستوائية، وأضاف أنهم يتلقون عددا كبيرا من المكالمات الهاتفية والاستشارات عبر الإنترنت من الصينيين المغتربين يوميا، لا سيما بشأن اللقاحات والوقاية من الجائحة والسيطرة عليها. واستجاب العديد من الأطباء مباشرة عبر الإنترنت للرد على أسئلتهم، وكذلك نفذ الفريق الطبي الصيني حملة تطعيم لجميع الصينيين المغتربين في غينيا الاستوائية.