جريدة الدستور الاردنية/
الأكاديمي مروان سوداح.
بعد مباحثات طويلة، حقّقت الحكومة الجزائرية انتصاراً لحقوقها باستعادة جماجم أبطالها الشهداء الذين استخدمتهم فرنسا كمعروضات، بعدما مَثّل جيشها بجثثهم.
طوال الفترة الطويلة السابقة احتُجزت الجماجم في ما يُسمّى بـِ»متحف الإنسان»!؛ في محاولة فرنسية وغربية يائسة لردع الجزائريين المتمسكين باستقلالهم وحريتهم وتصديهم للإرهاب الدولي المدعوم من عواصم «المتربول»، وهذه تسميه «معارضة»!
هذه الجماجم وقتل فرنسا وميليشيات مستوطنيها مليون ونصف المليون جزائري بالرصاص والتجويع والتشريد، هي الرسالة الوحيدة التي أتقنتها باريس في مستعمراتها، بالإضافة إلى نهجها في وأد الثقافة والعلوم، ونشر التجهيل الشامل سُنّة أضحت عاراً وسواداً جلّل اسمها أبد الدهور، وليس لنحو قرنين فقط، وأسقط قناع المدنية المزيف الذي توارت خلفه.
لم تدمع عَين فرنسي لجَماجِم في ما يُسمّى بـِ»متحف الإنسان»، برغم لا إنسانية التعامل مع أشلاء الموتى. هناك في الجزائر المَهيضة والمُدمّاة عَرفت الإنسانية الصورة الحقيقية للاستعمار وبشاعته الداعشية! هؤلاء الجزائريون كانوا قد تصدوا لاحتلال وطنهم؛ ولهم كل الحق في ذلك؛ فما كان من المستَعمِر إلا أن انتقم منهم دون حسيب أو رقيب بوحشية القرون الوسطى والمشاعيات البدائية والإقطاعية. ولهذا، ستبقى الإنسانية تتخذ من هذه الجماجم منطلقاً واقعياً لدراسة وفهم حقائق سياسات الدول الكبرى ومراميها، ولتدرك طبيعة وما ورائيات تعاملها مع البشر، ليس في أوقات السلم فحسب، بل في أزمان الهُدن أيضاً. هذه الفِعلة التي يَندى لها جبين الإنسانية قد جرّدت فرنسا من ادّعاءاتها بالتحضّر والتثاقف والأنسنة التي طالما تغنّت بها، برغم الجوائح التي صمّمتها للنيل من بشرية نازفة.
تربطني وتربط عائلتي علاقات محبة وأُخوّة مع سفراء ودبلوماسيين جزائريين محترمين وأحباء وعائلاتهم، وتتراءى لي الدموع التي تنهمر من مآقي عيونهم، والألم الذي يعتصر قلوبهم كلما استذكروا شهداء بلادهم خلال عهد النضال لكنس الاحتلال الفرنسي والصهيوني عنها، وعشريات «التعاون» الفرنساوي الصهيوني – الإسرائيلي الذي أودى بالكثير من الجزائريين قتلى ومشوهين، عندما جرّبت هاتان القوتان ترسانتيهما من القنابل الذرية على المسالمين من سكان صحراء جنوب الجزائر، وجُلّهم من الرجال والنساء والأطفال العُزل. لن ننسى نحن العرب هذه الجرائم بخاصة ما أُسميه بـِ»المَحَارِق الذرية والكيماوية للعرب» التي تفضح جرائم الاستعمار، ويمكن الاطلاع عليها في مؤلفات مَسنودة بوقائع ومراجع.
ليس ختاماً، تُعري الوثائق الكثير من أفعال المُستعمِر، منها: إن «الجنرال (لاموريسيير) مَحَا من الوجود 25 قرية جزائرية في خرجة واحدة»، وهو «يهاجم العرب ويأخذ منهم كل شيء: نساءً وأطفالاً ومواشي. يَخطف النساء، يحتفظ ببعضهن رهائن، والبعض الآخر يستبدلهن بالخيول، والباقي يُبَعنَ في المزاد كالحيوانات.. أما الجميلات مِنهن فكن نصيباً للضباط».
ويقول النقيب (لافاي): «لقد أحرقنا قرى لقبيلة بني سنوس. لم يتراجع جنودنا أمام قتل العجائز والنساء والأطفال. إن أكثر الأعمال وحشية هو أن النساء يُقتَلن بعد أن يُغتَصبن، وكان هؤلاء العرب لا يملكون شيئاً يدافعون به عن أنفسهم».
**تعريف بالكاتب: الاكاديمي مروان سوداح, كاتب وصحفي أردني, رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء(وحلفاء) الصين
**المتابعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.
شكرا للنشر استاذ خليل. هذه الجماجم فضيحة دولية لفرنسا التي ماطلت عدة سنوات بتسليم الجماجم للجزائر.. هذا يؤكد ان فرنسا تتمتع للان وللاسف بنفس استعماري..