استفادت منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوبي الصين بشكل كامل من موقعها الساحلي لتحقيق تنمية اقتصادية رائعة ومستدامة منذ السنوات العشر الماضية، والاستثمار في بناء الموانئ والمنطقة التجريبية للتجارة الحرة، ودعم الصيادين والمزارعين في تحسين الإنتاج مع توسع إجراءات حماية البيئة الطبيعية على سواحلها وفي المناطق الجبلية الداخلية.
يخدم خليج بيبو بالمنطقة كنقطة عبور مهمة في الممرات الجديدة البرية والبحرية في غربي الصين، ممر تجاري ولوجستي تم بناؤه بشكل مشترك من قبل المقاطعات الصينية الغربية وسنغافورة، ويربط الشركات في المقاطعات الصينية الداخلية لإدراجها في ممرات الشحن المزدحمة.
وكان فانغ جيان لي، نائب المدير العام التنفيذي بشركة محطة الحاويات الدولية بخليج بيبو، مسؤولا عن تنسيق جميع حركة المرور الواردة والصادرة في ميناء تشينتشو، مما يضمن المرور الآمن للسفن الضخمة التي تسافر من الموانئ القريبة في فيتنام وكوريا الجنوبية والموانئ على الجانب الآخر من العالم مثل بنما.
وقال فانغ إنه لم يتخيل أبدا قبل عقد من الزمان أن الميناء الصاخب الذي يعمل فيه الآن سيكون ممكنا.
وأضاف قائلا “قبل عشر سنوات، كان المكان الذي نقف فيه الآن مسطحا طينيا فقط، وكان ميناء تشينتشو يحتوي على رصيفين فقط لسفن الحاويات التي تبلغ حمولتها 100 ألف طن”.
في زيارة إلى منطقة قوانغشي في أبريل عام 2017، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية جودة البناء والإدارة والتشغيل للميناء في تعزيز تنمية المنطقة وبناء مبادرة “الحزام والطريق”.
وفي أبريل العام الماضي، وفي زيارة ثانية للمنطقة، شدد شي على أن المنطقة يجب أن تتوافق مع الإستراتيجيات الوطنية الرئيسية مثل تنمية الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي وبناء منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى. وقال إن المنطقة يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من مبادرة “الحزام والطريق” وتعمل الممرات الجديدة البرية والبحرية على مستوى عال.
واستثمرت المنطقة استثمارات وابتكارات كبيرة في تنمية ميناء خليج بيبو كمركز للنقل الأخضر والذكي. ومن الميناء الذي كان يحتوي على رصيفين قبل عقد من الزمن، يوجد بالميناء الآن ثمانية أرصفة لسفن الحاويات التي تبلغ حمولتها 100 ألف طن.
وفي العام الماضي، وصل حجم نقل الحاويات للميناء إلى 6.01 مليون حاوية، أو أكثر من سبعة أضعاف ما كان عليه قبل عشر سنوات، وكان الميناء الأسرع نموا بين جميع الموانئ الساحلية الرئيسية للصين. وبدأ بناء مشروع قناة بينغلو الذي يربط بين ميناء خليج بيبو ونهر شيجيانغ، في أغسطس الماضي. وتعد القناة شريانا رئيسيا للممرات الجديدة البرية والبحرية.
ومن تنمية الاقتصاد البحري وبناء الممرات الجديدة البرية والبحرية بشكل مشترك وإنشاء المنطقة التجريبية للتجارة الحرة إلى تنفيذ الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، تطلق المنطقة العنان لإمكاناتها وتحتضن العالم بتركيز أكثر استباقية على الخارج.
وبالإضافة إلى تركيزها الدؤوب على التنمية الاقتصادية، سنت المنطقة أيضا برنامجا بيئيا خلال العقد الماضي لتوسيع التدابير لحماية الجبال والمياه والغابات والحقول والبحيرات والمراعي والصحاري بالمنطقة، مع التركيز بشكل خاص على حوض نهر ليجيانغ وغابات المنغروف الساحلية.
وأتى الدعم المقدم للمزارعين في المنطقة ثماره، حيث ارتفع دخل السكان الريفيين بشكل كبير، مما أدى إلى انتشال 1.04 مليون أسرة من الفقر. ونمت صناعات زراعة الفواكه والغابات وتربية المواشي والأسماك في المنطقة إلى صناعات مميزة ذات أهمية وطنية، مما يضمن انتشال 97.04% من السكان الفقراء من الفقر.
وخلال العقد الماضي، نما الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة من 1.13 تريليون يوان في عام 2012 إلى 2.47 تريليون يوان (347 مليار دولار أمريكي) في العام الماضي. ونما إجمالي حجم التجارة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) من 74.8 مليار يوان إلى 282 مليار يوان (39.6 مليار دولار).
وخلال العقد الماضي، تحسنت معيشة الناس في المنطقة بشكل ملحوظ. وفي العام الماضي، ارتفع نصيب الفرد للدخل المتاح للسكان الحضريين والريفيين بالمنطقة إلى 38.5 ألف يوان (5410 دولارات أمريكية) و16.4 ألف يوان (2300 دولار)، أو 1.9 ضعف و2.4 ضعف المستوى لعام 2012 على التوالي.
وقال قوه تشونغ تشي، مدير مكتب أبحاث السياسات للجنة الحزب الشيوعي الصيني بالمنطقة “مع انطلاقنا في رحلة جديدة للتحديث، سنصر على تنمية الاقتصاد البحري، ونسعى لبناء المنطقة لتصبح أكثر ازدهارا وانسجاما وانفتاحا”.