السماء الزرقاء والسحاب ناصع البياض، الجبال الثلجية والأنهار الجليدية، تجذب هضبة تشينغهاي-التبت الناس بنقاء بيئتها وصفاء سمائها وقداستها. بدءا من معبد تار إلى معبد جوخانغ، ومن بحيرة تشينغهاي وصولا إلى بحيرة نامتسو، في حين تزيد سكة حديد تشينغهاي-التبت جاذبيتها وتحيي التطلعات لزيارتها. فماذا يجلب خط سكك الحديد هذا لقطاع السياحة في التبت؟
يمر خط سكك حديد تشينغهاي-التبت ببحيرة تشينغهاي وجبل كونلون ومحمية هوهشيلي ومروج شمال التبت وغيرها من المواقع السياحية المشهورة، وهو خط سياحي مشهور عالميا. وفي خمسينات القرن الماضي قبل البدء بمشروع خط سكك حديد تشينغهاي-التبت، كانت التبت مكانا يصعب الوصول إليه، بل أن زيارته أصعب من السفر إلى خارج البلاد، وكانت الموارد السياحية الضخمة هناك بانتظار الاكتشاف.
في عام 2005، كانت تذكرة الطائرة بين بكين ولاسا ذهابا وإيابا تكلف نحو خمسمائة دولار أمريكي مع الخصم إضافة إلى تكاليف أخرى، لتكون أعلى من تكلفة السياحة إلى بعض البلدان الأخرى. ومع تشغيل خط سكك حديد تشينغهاي-التبت، قام عدد كبير من السياح بزيارة التبت عن طريق هذا الخط الآمن والسريع والاقتصادي والمريح، ليرتفع عدد الزوار للتبت عاما بعد عام، حيث تبدأ ذروة السياحة في التبت من مايو إلى أكتوبر كل عام، وتزيد نسبة إشغال فنادق لاسا عن سبعين بالمائة، ومن الصعب الحصول على التذكرة للنقاط السياحية المشهورة مثل قصر بوتالا ومعبد جوخانغ وحديقة نوربولينغكا وتذاكر القطارات إلى التبت. ثم شهد قطاع السياحة في التبت تطورا جبارا وأصبح صناعة أساسية في المنطقة. وفقا للبيانات صادرة عن مكتب السياحة لمنطقة التبت الذاتية الحكم، ففي عام 2005 أي قبل تشغيل خط سكك حديد تشينغهاي-التبت، كانت في التبت مائة وخمسون فندقا سياحيا ذا نجوم؛ أما بحلول نهاية عام 2014، بات في التبت ألفا شركة سياحية، من بينها 149 وكالة سفر و266 فندقا ذا نجوم و90 موقعا سياحيا، مع ثلاثمائة ألف عامل في قطاع السياحة. وحتى عام 2017، استقبلت التبت مائة وثلاثة وعشرين مليون سائح صيني وأجنبي، وارتفع عدد السياح في التبت من مليون وثمانيمائة ألف شخص في عام 2005 إلى خمسة وعشرين مليونا وستمائة وأربعة عشر ألف شخص في عام 2017، في حين ارتفع دخل السياحة من نحو مائتين وأربعين مليون دولار أمريكي في عام 2005 إلى نحو خمسة مليارات وخمسمائة مليون دولار في 2017.
هكذا تحول سكة تشينغهاي-التبت نقاط القوة الكامنة في التبت إلى نقاط قوة فعلية وواقعية.