Sunday 24th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

طريق الحرير.. ماضي العراق الاقتصادي المشرق مع جمهورية الصين الشعبية

منذ 3 سنوات في 20/أكتوبر/2021

شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/

 

طريق الحرير.. ماضي العراق الاقتصادي المشرق مع جمهورية الصين الشعبية
                                          (الجزء الرابع)

 بقلم: باسم حسين غلب

كاتب وصحفي، عضو نقابة الصحفيين العراقيين، مدير تحرير صحيفة البصرة الثقافية، معاون مدير قصر الثقافة والفنون أحد تشكيلات وزارة الثقافة العراقية

 

” ذكرنا في الجزء الثالث من سلسلة مقالاتنا المكرسة لبحث موضوع طريق الحرير (الماضي والحاضر)، إن الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) ، كان يخشى من إرتفاع ” عدد السيارات الألمانية في الطرق الأمريكية وانخفاض حجم الصادرات الأمريكية الزراعية إلى أوربا”. (1)

خشية ترامب، التي اعلن عنها في وقت سابق، كانت بسبب تفوق المانيا على الولايات المتحدة الأمريكية في انتاج السيارات الكهربائية والهجينة، إذ ” حلت ألمانيا محل الولايات المتحدة الأمريكية كثاني أكبر سوق للسيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن الخارجي.

وبحسب ((الألمانية)) .” أعلن مركز بادن فرتمبرج الألماني لأبحاث الطاقة الشمسية والهيدروجين. أنه بفضل نمو بنسبة 264 في المائة إلى نحو 395 الف سيارة تفوقت ألمانيا على الولايات المتحدة، التي سجلت 322 ألف سيارة جديدة من هذا النوع. ووفقاً للبيانات، لاتزال الصين أكبر سوق في العالم لهذا النوع من السيارات بـ 1.25 مليون تسجيل جديد” (2)
الصين لم تكن متفوقه على الولايات المتحدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية والتقارب إقتصادياً مع الدول الأوربية، خاصة بريطانيا فحسب ، بل إنها سعت إلى توطيد علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دول أوربية أخرى ومنها (فرنسا)، ففي عام 2019″ وقعت شركة ((إيرباص)) الأوربية العملاقة لصناعة الطائرات، إتفاقية شروط عامة ، (GTA)
مع شركة الطيران الصينية القابضة، تقوم بموجبها ((إيرباص)) ببيع ما مجموعه 300 طائرة لشركات الطيران الصينية، وذلك ضمن حزمة من الاتفاقيات التجارية التي جرى توقيعها بين البلدين” (3)

من جانبها انهت الصين ” مراجعة القائمة السلبية الجديدة للإستثمار الأجنبي في الأسواق المحلية” (4) ووفقاً لمصادر اعلامية صينية، فإن الاستثمار الاجنبي في الصين حقق ” إرتفاعاً جديداً حيث وصل إلى 877.56 مليار يوان (حوالي 136.72 مليار دولار أمريكي) في عام 2017 بزيادة 7.9 بالمئة على أساس سنوي” (5). قد يطرح البعض السؤال التالي: في اي مجال، تحاول الصين مراجعة تلك القيود؟
يبدو إن ابرز تلك القيود، كانت مفروضة في مجالات ” الطاقة والموارد والبيئة والبنية التحتية والنقل والتداول والتجارة والخدمات المهنية” (6)، وهذه كلها تشكل ركائز مهمة في الاقتصاد.

أيضاً “إلى جانب إجراءات الانفتاح في عام 2018 ، ستنيط القائمة السلبية الجديدة اللثام عن المزيد من الإجراءات للسنوات القليلة المقبلة، وستكون هناك فترة إنتقالية لبعض الصناعات” (7)
مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء)، قرر ” في إجتماع تنفيذي برئاسة رئيس مجلس الدولة كه تشيانغ، أنه سيتم مراجعة القائمة السلبية الخاصة بوصول المستثمرين الأجانب إلى السواق المحلية” (8) . من المؤكد إن تلك المراجعة ، يمكن أن تساهم في جلب فرص إستثمارية كثيرة وكبيرة، ومتنوعة في نفس الوقت .

 

بالعودة إلى السياسة الأمريكية، ذكرنا في مقال سابق ، إلى تميز السياسة الخارجية بالتذبذب والتأرجح، من حين لآخر. إذا ماعدنا إلى عام (2019)، نتذكر جيداً، عندما اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كانون الأول من العام المذكور، أمام حشد من الصحفيين، عن تأجيل الاتفاق التجاري مع الصين، تحت ذريعة انتخابات الرئاسة الأمريكية. وقال بالحرف الواحد” لامهلة نهائية لدي. نوعاً ما تعجبني فكرة الانتظار إلى ما بعد الانتخابات للتوصل إلى اتفاق مع الصين” (9) . يبدو إن الرئيس ترامب، حاول اظهار نوع من الاستعراض السياسي، أمام الصحفيين، بشأن الملف التجاري مع الصين بالقول: ” أقوم بعمل جيد في ما يتعلق بالتوصل إلى إتفاق مع الصين. إذا أرادت ذلك. وأضاف: لا اعتقد أن الأمر مرتبط بمسألة إذا أرادوا هم ، إتمامه (الاتفاق)، بل هو متوقف على مسألة إن أردت أنا إتمامه وسنرى ماذا يحصل وتابع : لااعرف إن كنت أريد إتمامه لكن ستكتشفون ذلك قريباً جداً” (10).

الرئيس الامريكي، عاد كما في المرات السابقة ليتراجع عن تصريحاته السابقة تلك ، ليعلن في كانون الثاني 2020عن ترحيبة بالاتفاق التجاري مع الصين ” معتبراً أنه أفضل بكثير مما كان يتوقعه. وقال ترامب، خلال إجتماع في أوستن بتكساس، أمام اتحاد أرباب العمل المزارعين: اعتقد أن الصين ستفعل كل ما في وسعها لإثبات أن الاتفاق الموقع يعد اتفاقاً جيداً . إنه أكثر أهمية وأفضل بكثير مما كنت أتوقع الحصول عليه” (11) .لكن لماذا تراجع تارمب عن تصريحاته ؟
يجيب على هذا التساؤل معهد (ايفو الاقتصادي الالماني)، الذي اظهر خلال مسحه الفصلي ، المتضمن نحو ” 1200 خبير في أكثر من 110 دول”. (12)

يقول ((كليمنس فوست)) رئيس المعهد المذكور : “إن الخبراء يتوقعون نمواً أضعف بكثير للتجارة العالمية، مضيفاً أن توقعات التجارة بلغت أدنى مستوياتها منذ بداية النزاع الأمريكي – الصيني المتعلق بالرسوم الجمرجية” (13)
في وقت خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي.محذراً من مزيداً من الرسوم الجمرجية الأمريكية والصينية” .(14)

أما الصين (البلد موضع البحث)، فتشير التقارير الدولية إلى أن الاقتصاد فيه يواجه ” نمواً قد يكون الأبطأ منذ حوالي 3 عقود ، إذ تتعرض البلاد لحرب تجارية طويلة الأمد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تخطط لفرض ضرائب جديدة على الواردات الصينية” (15) نعم قد يكون الأبطأ ، لكنه لم يصل إلى مرحلة العجز، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، البلد الذي وقع فيه المواطن ضحية مواقف قياداته، غير الحكيمة.

يقول رئيس الإتحاد الأمريكي للالعاب (ستيف باسيرب)، في مقابلة له : ” أن الرسوم الأخيرة تطال المستهلكين مباشرةً، مضيفاً، أن الأمر يتعلق بسلع مصنعة بشكل كامل، وليس مواد خام.” (16)
ايضاً فإن تجار التجزئة الأمريكيين، أعربوا ايضاً عن خشيتهم من ” هذا الإجراء منذ أشهر. وعبر مدير سلسلة ((مون شري برايد لز)) لبيع فساتين الزفاف في نيوجيرسي ورئيس اتحاد صناعات ملابس الزفاف وحفلات نهاية العام ستيفن لانغ عن الأسف لأن ذلك غير منصف للمستهلك الأمريكي. غير عادل أبداً للمصنع (17).

نبقى في اطار ردود الأفعال المنددة بالسياسة الخاطئة تجاه الصين، وهذه المرة على لسان نائب رئيس الإتحاد الوطني لتجارة التجزئة، (ديفد فرنش) الذي قال : ” أن هذه الرسوم الجمرجية الإضافية لن تؤدي سوى إلى تهديد الوظائف الأمريكية وزيادة تكلفة السلع الاستهلاكية الأساسية للعائلات الأمريكية. من جانبه، أكد غاري شابيرو، وهو رئيس احد التجمعات التجارية ان نسبة 10% أو 25% قرارات غير مناسبة. وتابع أن التعرفات الجمرجية هي بمثابة ضرائب يدفعها الأمريكيون، وليس الحكومة الصينية”(.18)

إذاً هناك تأرجح وفوضوية في تصريحات ومواقف المسؤوليين الأمريكان. السؤال الأكثر أهمية هنا، قبل أن نغادر الحديث عن العلاقات السياسية / الصينية، يطرح السؤال التالي:
هل ظلت ازمة العلاقات الإقتصادية بين البلدين، مقتصرة على الإطار السياسي، فقط أم إنها انتقلت إلى مرحلة أكثر تعقيداً وخطورة؟
هذا ما سنحاول الإجابة عليه في مقالنا القادم.

…يتبع…

المصادر

(1) جريدة الصباح العراقية الرسمية / العدد (4549) – الأحد 9 حزيران / 2019 ص 11 / الصباح الاقتصادي
(2) جريدة الصباح الجديد – العدد (4615) الخميس 11 / آذار / 2021 ص 66 اقتصاد
– (3) جريدة الصباح العراقية الرسمية / العدد (4496) – الأربعاء 27 / آذار 2019 ص 10 الاقتصادي
(4) ، (5)، (6)، (7)، (8) جريدة الصباح العراقية الرسمية – العدد (4274) الاربعاء 20 – حزيران 2018 ص 7 الاقتصادي
(9) جريدة الصباح الجديد – العدد (4305) – الاربعاء / 4 كانون الأول / 2019 ص 6 / اقتصاد
(10) جريدة الصباح الجديد – العدد (4305) – الاربعاء / 4 كانون الأول / 2019 ص6 / اقتصاد
(11) جريدة الزمان – العدد (6564- الثلاثاء / 21 / كانون الثاني / 2020 – ص 4 / اخبار وتقارير
– (12)، (13) ، (14) ، (15) جريدة طريق الشعب العدد 40 السنة 85 – الأربعاء 9 / تشرين الأول / 2019 ص 4 اقتصاد
– (16) ، 17) ، (18) جريدة الزمان – العدد (6419-6418) الأحد / 3- 4/ آب / 2019 ص 9 (مال وأعمال).

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *