إذاعة الصين الدولية أونلاين*

بمناسبة يوم المرأة العالمي، الذي يوافق يوم الأحد(8 مارس)، قالت رئيسة الرابطة النسائية الدولية نيلا باياس: إن الطبيبات والممرضات الصينيات يلعبن دوراً مهماً في مكافحة مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، والتاريخ لن ينسى إسهاماتهن العظيمة هذه.

ووفقًا لإحصاءات غير كاملة، عملت مئات الآلاف من الطبيبات والممرضات في الخطوط الأمامية في مقاطعة هوبى للوقاية من المرض، منذ اندلاع الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، ومن بين أكثر من 40،000 موظف عامل في مجال الطب من جميع أنحاء الصين ذهبن لتقديم الدعم إلى هوبي، مثلت النساء أكثر من 60٪، الأمر الذي يبرز مسؤولية الطبيبات والممرضات اللاتي لا يخشين الخطر، ويمثلن نموذجاً للمرأة الصينية وصورة حقيقية لتطور قضيتها.
إن المساواة بين الجنسين سياسة وطنية أساسية في الصين، ففي عام 1995م اعتمد مؤتمر بكين العالمي للمرأة “إعلان بكين” و”برنامج عمل” لتحقيق الأهداف الإستراتيجية، وإطار السياسات لتعزيز المساواة بين الجنسين وحماية حقوق المرأة.وفي قمة المرأة العالمية، التي عقدت في بكين عام 2015م، شرح الرئيس شي جين بينغ، اقتراح الصين بتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة والتنمية الشاملة للمرأة، وضخ الزخم في تطوير قضية المرأة في جميع أنحاء العالم.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي هذا العام، أعرب الرئيس شي عن تقديره الكبير للنساء الصينيات اللاتي يكافحن على خط المواجهة وعلى مختلف الجبهات للوقاية من المرض ومكافحته، وأشاد بإسهاماتهن المهمة في الحرب ضد المرض، ما يعكس الاهتمام بالمرأة واحترامها من قبل الحزب الشيوعي والحكومة.

إن الموضوع الرئيسي ليوم المرأة العالمي هذا العام هو “أنا جيل المساواة، إعمال حقوق المرأة”، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى مشاركة المرأة على قدم المساواة في المجتمع، وضرورة الاستفادة من حكمتها وتجربتها ورؤيتها، مشيراً إلى أن العالمة الصينية المشهورة الحائزة على جائزة نوبل تو يوه يوه، التي كرست جهودها سنوات طويلة لأبحاث الطب الصيني التقليدي، وأثبتت فعالية مادة الأرتيميسينين في علاج مرض الملاريا، أنقذت ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم.ومنذ تأسيس الصين الجديدة، وعلى مدار سبعين سنة، حققت نساء كثيرات إنجازات بارزة في مختلف المجالات، ونذكر منهن على سبيل المثال، ليو يانغ أول رائدة فضاء صينية تسافر إلى الفضاء، ولي نا التي حققت أفضل رقم قياسي في العالم نيابة عن لاعبات التنس الآسيويات، وتشانغ يوىجياو القاضية السابقة في هيئة الاستئناف التابعة لمنظمة التجارة العالمية، وغيرهن عديدات.وبفضل ارتفاع مكانة النساء وضمان حقوقهن، أصبحن قوة مهمة في تعزيز التطور والتقدم الاجتماعين في الصين، كما عكسن بشكل حقيقي التقدم الذي أنجزته الصين في مجال حقوق الإنسان.
وقد عقدت الدورة الرابعة والأربعون لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مؤخرًا، ندوة رفيعة المستوى في جنيف للاحتفال بالذكرى الـ25 لاعتماد “إعلان بكين” و”منهاج العمل” من قبل مؤتمر بكين العالمي للمرأة، وأشار ممثلون صينيون إلى أن قضية المرأة في الصين استمرت في تحقيق إنجازات جديدة، وأن المساواة بين الجنسين في جميع المجالات وصلت إلى مستويات جديدة.

إن التنمية الشاملة للمرأة مقياس لتقدم المجتمعات المتحضرة، وهدف عالمي مهم لتحقيق التنمية المستدامة، وبينما يمثل عدد النساء في الصين خُمسعددهن في العالم، فإن تطورهن وتقدمهن مساهمة هائلة في قضية المرأة على المستوى الدولي، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصين تحاول تعزيز تقدم المرأة وتطورها في العالم عبر ممارسات ملموسة، على سبيل المثال، أعلن الزعيم الصيني شي جين بينغ خلال القمة العالمية للمرأة لعام 2015م، أن بلاده ستساعد خلال السنوات الخمس المقبلة، البلدان النامية على تنفيذ 100 “مشروع لصحة الأم والطفل”، وستدعو 30 ألف امرأة من البلدان النامية لتلقي التدريب في الصين، كما ستدرب 100 ألف من الموظفات الفنيات والتقنيات.
كذلك خلقت مبادرة “الحزام والطريق”، التي طرحتها الصين، فرصًا لتحسين وضع المرأة في البلدان النامية، وقد نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مقالًا بعنوان “رأس المال الصيني يشجع تحسين وضع المرأة الإفريقية”، حيث لفت إلى أن الاستثمار الصيني في إثيوبيا زاد بشكل كبير من معدل توظيف النساء، ما أدى إلى ترقية حياة النساء ومكانتهن بشكل فعال، وأسهم في حصولهن على قدر أكبر من الاستقلالية الشخصية والمشاركة في مجال التنمية.
وعلى الرغم من أن الطريق أمام تحقيق المساواة بين الجنسين وتطور المرأة بشكل كامل لا يزال طويلاً، فإنه يجب على المجتمع الدولي العمل بجد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لأن التاريخ أثبت منذ زمن طويل: أنه دون تحرير المرأة وتقدمها، لن تتحرر البشرية أو تتقدم.