CGTN العربية/

نشر موقع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في يوم الـ28 من أكتوبر مقالا بعنوان ((إنها ليست “لحظة سبوتنيك” ولا ينبغي لنا أن نغذي جنون العظمة في الحرب الباردة))، للكاتب فريد زكريا. بعض تفاصيل المقالة فيما يلي:

هل شهدنا “لحظة سبوتنيك” مرة أخرى؟ ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أن الصين اختبرت “صاروخا تفوق سرعته سرعة الصوت” هذا الصيف، لكن الصين نفت ذلك. وشبه الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة التجربة بنقطة التحول تلك خلال الحرب الباردة.

يجب على الجنرال مارك ميلي مراجعة كتاب تاريخه. الاختبار الذي أجرته الصين ليس له أي علاقة مع الإطلاق السوفيتي للقمر الصناعي “سبوتنيك”، كانت حادثة “سبوتنيك” ثورة في سباق الوصول إلى الفضاء، في الواقع تقديم مثل هذه التأكيدات سيسهم في جنون العظمة الذي ينمو بالفعل في واشنطن الآن.

لن تتوقع أن يكون للعلم والحقائق تأثير كبير في هذه المناقشة. هذا بسبب وجود إجماع بين الحزبين في واشنطن الآن: نقترب من حرب باردة جديدة بشكل خطير. بالنسبة للبنتاغون، هذه فرصة – إن إثارة الخوف من الأعداء البارعين في أمور التكنولوجيا هي طريقة مؤكدة لضمان توفير ميزانيات جديدة يمكن استخدامها لمواجهة كل تصرف من تصرفات العدو، سواء كانت حقيقية أو قصة من وحي الخيال.

انتشر هذا الشعور خارج واشنطن. نشرت مجلة “فورين أفيرز” (Foreign Affairs) مقالاً كتبه العالم  والبراغماتي الشهير جون جي ميرشايمر، اتهم بشدة صانعي السياسة الأمريكيين بالتعامل مع الصين في السنوات الأربعين الماضية. وتوقع أن يؤدي تشجيعنا النشط لخصومنا إلى حرب باردة جديدة يمكن أن تتحول إلى حرب ساخنة حتى تصل إلى حرب نووية.

لكن جون جي ميرشايمر اعتبر سياسات القوة فقط، وهي واحدة من القوى العظمى التي تعزز الدول في النظام الدولي. ومع ذلك، هناك قوى أخرى، مثل الاعتماد الاقتصادي المتبادل.

إن العالم اليوم غارق في عمق نظام اقتصادي عالمي معقد، وفي هذا النظام لن تضر الحرب بالضحايا فحسب، بل ستسبب نفس الضرر للمعتدين. منذ عام 1945، لم يكن هناك أي نهب تقريبًا للأراضي. هذا إعلان غير مسبوق تقريبًا عن احترام الحدود. بالإضافة إلى ذلك، يرفع الردع النووي ثمن الإجراءات المتهورة، ويجعل الدول أكثر حذراً بشأن شن حروب القوى الكبرى.