CGTN العربية/

قضى الشعب الصيني هذا العام، عطلة رأس سنة قمرية جديدة مختلفة تماما. عندما كانت العائلات تستعد للاحتفال في أواخر يناير، جاء ضيف غير مرغوب فيه، حيث شهدت البلاد انتشار فيروس كورونا الجديد، وسرعان ما وصل إلى كل ركن من أركان العالم. لكن الصين تمكنت من السيطرة عليه في غضون ثلاثة أشهر. كيف حققت الصين ذلك؟ القرارات الإستراتيجية التي اتخذها الرئيس شي جين بينغ كانت حاسمة في عملية مكافحة الفيروس والسيطرة عليه. لنلق نظرة على التعبئة العامة التي كانت من بين القرارات الرئيسية في المساعدة على الحد من تفشي الجائحة.

قفز عدد المرضى المصابين في البر الرئيسي الصيني من صفر إلى أكثر من 1000 في شهر واحد تقريبا. ومع ذلك، تضاعف الرقم بعد يومين فقط ليصل إلى أكثر من 2000 بحلول 26 يناير. مع استمرار تفشي جائحة كوفيد-19، أرسلت لجنة الصحة الوطنية فرق خبراء إلى ووهان عدة مرات لإجراء تحقيقات في الموقع وتوجيه الاستجابة المحلية للوباء، ومن بين تلك الفرق نجد الفريق الذي قاده عالم أمراض الرئة الصيني تشونغ نان شان الذي قضى يومين من التحقيق في ووهان وكشف عن نتائجه في 20 يناير.

وقال تشونغ نان شان، مدير معهد قوانغتشو لأمراض الجهاز التنفسي: “من الممكن التأكد من أن هناك العدوى من شخص لآخر. رجاء من الجميع عدم الذهاب إلى ووهان إذا لم يكن هناك حاجة خاصة”.

وفي نفس اليوم، أعطى الرئيس الصيني شي جين بينغ التعليمات بأنه “ينبغي بذل جهود شاملة للحد من انتشار الوباء، مشددا على أن الإدارات ذات الصلة يجب أن تضع صحة الناس في المقام الأول”. باتباع تعليمات الرئيس شي ووفقا لاكتشافات الخبراء، سرعان ما رفعت الصين إنذار الأمراض المعدية من الفئة الثانية إلى المستوى الأعلى، ويتطلب هذا التصنيف تقارير أسرع وإجراءات عزل أقوى. بعد بضعة أيام في 23 يناير، فرضت السلطات حظر السفر في ووهان، حيث أغلقت المدينة أبوابها بينما كان الناس يستعدون للاحتفال بالعام الصيني الجديد. وحذت حذوها المدن الأخرى في مقاطعة هوبي وأغلقت حدودها أيضا، مما وضع عشرات الملايين من الناس تحت الحجر الصحي المنزلي.

وقالت لي لان جيوان، مديرة مختبر الدولة الرئيسي لتشخيص وعلاج الأمراض المعدية: “إن إغلاق ووهان يلعب دورا مهما للغاية في الوقاية من الوباء ومكافحته. علينا أن نتحكم بصرامة في مصادر العدوى: المصابون وأولئك الذين يخالطونهم”.

في يوم 25 من يناير الماضي الذي كان يصادف اليوم الأول للسنة القمرية الصينية الجديدة، ترأس الرئيس شي اجتماعا للجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

وحث الرئيس شي لجان الحزب والحكومات على مختلف مستوياتها على بذل جهود شاملة وحشد جميع الموارد الممكنة لمنع انتشار الوباء.

لمواجهة التفشي السريع للوباء، بقي أكثر من 500 ألف عامل طبي محلي في مقاطعة هوبي في مناصبهم صامدين.

لكنهم بحاجة إلى المزيد من المساعدات نظرا للعدد المتزايد من المرضى المصابين والنقص في الإمدادات الطبية.

استجابة لذلك، نظم جيش التحرير الشعبي ثلاث فرق طبية لدعم ووهان ووصلت إلى ووهان في 24 يناير الماضي، وهم من الدفعات الأولى من المساعدة الطبية من خارج هوبي.

كما وصل أكثر من 340 فريق طبي مع أكثر من 42 ألف عامل طبي من أنحاء البلاد إلى هوبي.

وقال ماو تشينغ، طبيب الأمراض المعدية في المستشفى رقم 1 التابع لجامعة الجيش الطبية: “تمكنا من تشكيل الفريق ذي الخبرات في مكافحة الأمراض المعدي وإجراء التدريبات اللازمة في غضون بضع ساعات. كنا نكافح السارس وإيبولا في أفريقيا، ولدينا تجربة غنية لنتمكن من إنجاز المهمة”.

وفي الوقت نفسه، قامت مختلف الدوائر والوزارات بالتنسيق وعملت معا لاحتواء تفشي الوباء.

وأصدرت وزارة المالية ولجنة الصحة الوطنية بيانات مشتركة لمعالجة المصابين مجانا من خلال الإعانة على النفقات التي لا يغطيها التأمين الطبي.

وأطلقت وزارة التجارة آلية لإمدادات المواد شملت تسع حكومات محلية، لكي تتدفق المواد الأساسية بما فيها المواد الطبية إلى هوبي باستمرار.

وأعلنت وزارة النقل عن تدابير سمحت للشاحنات والمركبات التي تنقل العاملين الطبيين والإمدادات الطبية باستخدام الطرق السريعة مجانا.

وقال هو ناي جيون، أستاذ مساعد بأكاديمية العلوم الصينية: “إن خطابات وتوجيهات الرئيس الصيني شي جين بينغ أثبتت فعاليتها لأنه في هذه الحالة يجب أن نركز على صحة الشعب والوقاية والسيطرة على الفيروس، وليس أشياء أخرى. في مواجهة هذا الفيروس المميت، يجب أن يكون لدينا سلوك وتصرف جماعي”.

تم حشد القوى في جميع أنحاء البلاد لمكافحة هذا العدو غير المرئي.

المدن مغلقة، والأعمال التجارية معلقة، والأنشطة العامة ملغاة، والناس تحت الحجر الصحي في المنازل.

لكن انتشار الوباء تم احتواؤه من حيث الأساس في مارس الماضي، الأمر الذي أشار إلى النجاح الأولي في الحفاظ على استقرار الوضع وكبح ذروة الوباء في هوبي وووهان.