في الوقت الراهن، تجاوز العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة الجديدة بـ”كوفيد-19″ في الولايات المتحدة 36.16 مليون حالة، ويقترب عدد الوفيات من 620 ألف حالة.
تدهور الوضع الوبائي في الولايات المتحدة بشدة، واستمرت الفوضى في عمليات مكافحة الوباء في البلاد، ولا تزال الحكومة الأمريكية تسييس تتبع منشأ الفيروس بعناد. و ذلك لمحاولة إخفاء الشكوك التي لا حصر لها حول تتبع منشأ الفيروس في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، كما أن دعوة المجتمع الدولي إلى “تحقيق تام وشامل من الولايات المتحدة” تزداد يوما بعد يوم.
لطالما كان الجدول الزمني لتفشي الوباء في الولايات المتحدة لغزا. كانت أول حالة مؤكدة أبلغت عنها الولايات المتحدة رسميا في 21 يناير 2020. في نهاية نوفمبر 2020، أظهر تقرير بحثي صادر عن علماء من مراكز السيطرة الأمريكية على الأمراض والوقاية منها أن فيروس كورونا الجديد ظهر في الولايات المتحدة في وقت مبكر في منتصف ديسمبر 2019، كان ذلك قبل شهر واحد من اكتشاف وزارة الصحة العامة أول حالة مؤكدة في الولايات المتحدة.
ترى نتائج الدراسة التي نشرتها معاهد الصحة الوطنية الأمريكية في 15 يونيو من هذا العام أن فيروس كورونا الجديد انتشر في 5 ولايات على الأقل في الولايات المتحدة في وقت مبكر من ديسمبر 2019.
في الوقت الحالي، ظهر في الطبيعة السبب الذي يجب من بعده إجراء تحقيق تتبع منشأ الفيروس في الولايات المتحدة. وفقا لموقع مجلة ((نيتشر)) البريطانية، أجرى باحثون من وزارة الزراعة الأمريكية دراسة تحليلية جديدة للأجسام المضادة لفيروس كورونا الجديد على عينات مصل بعض الغزلان ذات الذيل الأبيض في شمال شرقي الولايات المتحدة ووجدوا أن ثلث الغزلات التي تم فحص عينات منها كانت تحتوي أجساما مضادة لفيروس كورونا الجديد في أجسامها، والذي يظهر أنها كانت مصابة بفيروس كورونا الجديد.
من أين أتى هذا العدد الكبير من حالات الإصابة الجديدة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد مبكرا”؟ من المحتمل أن تكون القرائن مقفل عليها بالمفتاح في مختبرات فورت ديتريك البيولوجي الأمريكي وجامعة نورث كارولينا.
في يوليو 2019، وقبل حوالي 6 أشهر من إعلان الولايات المتحدة “رسميا” عن أول حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في البلاد، تم إغلاق مختبر فورت ديتريك البيولوجي الأمريكي التابع للجيش الأمريكي في ماريلاند فجأة وبشكل عاجل. أدى الإغلاق المفاجئ لـ مختبر فورت ديتريك ووباء الالتهاب الرئوي الذي يتسبب فيه فيروس كورونا الجديد الغامض في نفس الوقت إلى يقظة العالم الخارجي. ومن الجدير بالذكر أيضا هو مختبر الأحياء بجامعة نورث كارولينا، والذي يرتبط ارتباطا وثيقا بديتريك. رئيس المختبر، رالف باريك، يعتبر أهم الباحثين في مجال أبحاث “المكاسب الوظيفية لفيروس كورونا” العالمي.
أصبحت الحقائق التي لا تدخر الولايات المتحدة جهدا في إخفائها هي الإجابات التي يبحث عنها العالم بأسره. حتى الآن، يدعم أكثر من 83% من مستخدمي الإنترنت على منصات التواصل الاجتماعي الدولية تحقيق منظمة الصحة العالمية وتتبع منشأ الفيروس في الولايات المتحدة، كما تجاوز عدد المطالبين من اتحاد مستخدمي الإنترنت الصينيين لمنظمة الصحة العالمية بالتحقيق في موضوع فورت ديتريك 25 مليون شخص.
نشرت صحيفة ((مانيلا تايمز)) الفلبينية مؤخرا مقالتي مراجعة متتاليتين. فبعد اتضاح وقت تفشي الوباء في الولايات المتحدة في عام 2019 ، يتم النظر إلى فورت ديتريك أنه هو أصل فيروس كورونا الجديد، وأن ذلك الاستنتاج أصبح أكثر مصداقية.
كما نشرت الصحف في كورية الجنوبية واليابان مقالات تنتقد الولايات المتحدة لتسييسها قضية تتبع منشأ الفيروس. وتؤكد المقالات أنه إذا كان من الضروري إجراء تحقيق تتبع في جميع أنحاء العالم، “فيجب أن يكون هدفه الأساسي هو الولايات المتحدة”.
بغض النظر عن تشدد “الفيروس السياسي” في الولايات المتحدة، لا يمكن لواشنطن التجاهل الدائم لقلق شعوب العالم بشأن الحقيقة. وسيتضح سبب تفشي الوباء عاجلا أم آجلا.