شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
شرعية أذربيجان لتحرير اراضيها المحتلة
بقلم: رجوى قواوري
*تعريف بالكاتبة: معتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الإخبارية؛ حاصلة على ليسانس إعلام؛ وطالبة ماستر تخصص إعلام سمعي / بصري.
أذربيجان، دولة إستراتيجية جغرافياً تقع بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، وهي ذات مساحة تقدّر ب 86600 كيلومتر مربع، نظام الحكم فيها جمهوري، يعتمد الديمقراطية العلمانية الموحَّدة بتراث ثقافي وتاريخي ودين أسلامي لأغلبية مواطنيها.
أذربيجان دولة لها علاقات دبلوماسية مع غالبية بلدان الكرة الأرضية، وعضو في عشرات المنظمات الدولية، من بينها منظمة الأمم المتحدة؛ ومنظمة التعاون الإسلامي؛ وحركة عدم الإنحياز؛ ومنظمة التجارة العالمية؛ والإتحاد الدولي للاتصالات؛ وانتُخبت في مجلس حقوق الإنسان من قِبل الجمعية العامة للامم المتحدة.
تاريخياً:
تتمتع أذربيجان بحضارة عالمية رسخت في أرضها منذ 2300 ق. م. وقد اتضح ذلك وتأكد من خلال اللقيات الأثرية، والرسومات الحجرية، والدراسات القديمة الكثيرة التي عُثر عليها في أقاليمها، وأكدت هذه الآثار أن أذربيجان لخصّت التاريخ القديم للجنس الأذري في منطقتها وعلى مدار تاريخها العريق، كما برزت هذه الدولة وشعبها ناشطة في كل علاقاتها مع جوارها والعالم، في كل حقبات تاريخها الطويل، وإلى يومنا الحالي، فأكدت بالتالي ذاتها وتاريخها العريق وشرعية وجودها المتصل على ترابها.
تسلط الأرمينيين على وطن الأذربيجانيين
أرض أذربيجان طيبة ومِعطاءة، وقد تواصل أهلها مع بعضهم البعض والعالم بأمان وسلام وتبادلات قيّمة، بخاصة بعد انهيار المعسكر السوفييتي في بداية تسعينات القرن المنصرم بتآمر من غورباتشوف ويلتسين، اللذين أبادا وأحرقا وشرّدا الأذريين العزل في عددٍ من مناطق وطنهم، برغم أن ألأذريين لم يمتلكوا آنذاك لا أسلحة فاعلة، ولا قيادات عسكرية قومية خبيرة أو خطط عسكرية لأن موسكو سحبتها كلها من باكو لنفسها، وكذلك بسبب عدم اكتمال تشكيل قواهم الأذرية العسكرية الشابة. إضافة إلى أن الدولة كانت تجاهد ما وسعها الجهد للحفاظ على سيادتها وآمانها من كل الطامعين على اختلاف ألسنتهم وقومياتهم ومواقعهم الجيوسياسية.
مواقف دولية في حق الارض الأذرية
وما يؤكد شرعية أذربيجان في تحرير أراضيها وحقها في استرجاع ترابها وتوحيده، هي قرارات منظمة الأمم المتحدة، وتوصيات منظمة التعاون الإسلامي وإجماع أعضاء هذه المنظمة التي حدّدت موقفها من الإحتلال والظلم الأرميني في حق الشعب الأذري، فالاستيلاء على أراضي الغير مرفوض إنسانياً وقانونياً بموجب ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان، وبالتالي تكتسب أذربيجان شرعية دولية شاملة في تحرير أراضيها المحتلة أرمينياً بصورة كاملة، وبالذات (إقليم ناغورنو كاراباغ) الذي أُجبر الشعب الأذربيجاني على تركه بعدما بدأت أرمينيا حرب إبادة العرق الأذري بالجُملة بحقه.
وبرغم جهود العديد من المنظمات الدولية، والحكومات، والهيئات السياسية، لتطبيع العلاقات بين الدولتين أرمينيا وأذربيجان، خلال الثلاثين سنة الماضية، إلا أنها فشلت بسبب تعنت الجانب الأرميني، الذي أصر على مواصلة احتلال أكثر من 20 بالمئة من أراضي أذربيجان، كذلك ساندت بعض الدول الكبرى في الشرق والغرب أرمينيا الاحتلالية، ولم تتخذ أية خطوات لوأد أسباب النزاع الكامنة في التوسعية الأرمينية، ولهذا استمرت الاشتباكات وتطورت إلى الحرب الحالية بين الدولتين.
ترحب أذربيجان بالسلام والآمان لنفسها وللشعب الأرميني وللجوار، لكنها تطالب في الوقت نفسه بإحقاق حقوقها في ترابها المحتل بإعادته إليها دون قيد أو شرط، وهو ما ترفضه أرمينيا التي تعترف فعلاً بحكومة الأرمن الإنفصالية وغير الشرعية في كاراباغ، وأن لم تعترف بذلك رسمياً حتى الآن، إلا أنها تمد الحكومة الانفصالية هناك بالأسلحة والجنود والمرتزقة من الخارج، وتزودها بمختلف أشكال الدعم السياسي والدبلوماسي على صعيد العالم، ما يفضح النوايا التوسعية غير المنقطة لأرمينيا في أراضي أذربيجان وغيرها كما يبدو.
إن وقف الحرب الحالية لن يتم تطبيقه سوى بانسحاب آخر جندي ومرتزق أرميني من أراضي أذربيجان المحتلة، وتلبية حقوق الشعب الأذري في العودة إلى دياره التاريخية، واحترام وحدة الأراضي الأذربيجانية وشرعية الحدود الدولية الأذرية المعترف بها عالمياً عبر الألفيات، لكن أرمينيا لم تقبل للآن بكل ذلك، وهاهي ترفض مطالب السلام العالمية رفضاً قاطعاً.. فتتكشف مآربها ومطامعها وتطلعاتها التوسعية التي هي هويتها التاريخية، كما تؤكد حقائق التاريخ الذي لا يمكن تزويره، أن أرمينيا إنما تسلك سياسة التوسع الدائم والعدوان المنفلت على الآخرين.
…
المراجع:
1/ وكالة الأنباء الأذربيجانية الرسمية azertag. Az.
2/ الصكوك الدولية لحقوق الانسان، منظمة الأمم المتحدة.
3/منشورات منظمة المؤتمر الإسلامي.
روعة?
بوركت ست رجوى. معلومات غنية جداً.
تحياتي
الى الامام استاذة رجوى للتخصص في القضايا الدولية..