شبكة طريق الحرير الإخبارية/
إعداد: الأكاديمي مروان سوداح؛ والكاتبة يلينا نيدوغينا: مهندسة من جامعة سوفييتية، وكاتبة أكاديمية، متخصصة في السياحة، أنهت دراستها السياحية في جامعة أردنية.
للآن، لم يَستجب لنا القدر على مدار السنين المطوية، أن تتم دعوتنا لزيارة جمهورية إيران الإسلامية، بالرغم من علاقاتنا الطيبة مع إيران وكادرها السياسي. لكننا وكما كنَّا سأبقاً، سنبقى نتطلع دوماً لمعرفتها عن كثب، بعد أن كتبنا ونشرنا الكثير عنها في وسائل الإعلام العربية، لا سِيَّمَا وأننا نكتب عن نهجها وتوجهاتها المقالات تلو المقالات. للآن، ما نزال نحلم بتحقيق هذا الحُلم القديم للاستزادة من وقائع إيران، ولأجل توسيع معارفنا عنها على أرض الواقع، وللاطلاع على سياحتها الشهيرة، و وقائعها، ويومياتها، وإنجازاتها في مختلف الحقول والفضاءات، إذ تُعتَبَر السياحة أحد الأعمدة المؤهلة لتعمير العلاقات الثنائية والجمعية بين المَدَنيَّات والشعوب.
ولذا، فهي بحقٍ رافعة على الأغلب هي الأهم والأنسب في عصرنا، بغية تعزيز المشتركات والتفاهم بين الاقطار المختلفة وأُممها التي ترنو إلى سلام شامل وناجز للبشرية.
الاعتقاد الواسع والمتجذر أن زيارة إيران سياحياً سهل، ويمكن إنجازه بسرعة، وهو بالفعل حقيقة يومية وواقع مُعَاش. هذا الإعتقاد صحيح في مجال المعاملات الرسمية التي يجب القيام بها في السفارات الإيرانية قبل الشروع بشراء تذكرة السفر بالطائرة، وأولها “الفيزا” التي يمكن تلقيها من السفارات الإيرانية بسرعة، حال تعبئتها بصحيح المعلومات من جانب الراغبين بالسفر إلى إيران.
لكن على السائح أن يرتب أموره ويُنظمها في الشؤون الأخرى التي يمكن الإطلاع عليها من خلال “برشورات” سياحية خاصة، درجت على توزيعها السفارات الإيرانية في عواصم المجتمعات المختلفة، وذلك بمختلف اللغات الحَيَّة، وهي مواد إعلامية تعمل على تسهيل السفر إلى إيران لمَن يرغب بذلك، وهي كذلك الدليل الشامل والكامل لمَن يرغب بمعرفة أي معلومات سياحية وأثرية وغيرها عن إيران عموماً، وعن حياة شعبها الشقيق بخاصةٍ..
والجدير بالذكرِ، والمعروف، أن إيران دولة إسلامية، وهي جارة أبدية للعالم العربي برمته، والعرب جيران إيران المُحبِّين لها، وعلى الجيران الطيبين البقاء كما هم لتكثير وتعمير المشتركات، لتغدو أبراجاً عالية شَمَّاء جاذبة للكل. و وفقاً لدكتاتورية الجغرافيا؛ على الجيران أن يعرفوا بعضهم بعضاً عن قُربٍ. لذلك، ربما تُعتَبر السياحة “الواسطة الأولى” و “الرافعة الأفضل” و “الجسر الأمثل والأقوى” لربط إيران والعالم العربي بمزيدٍ من وشائج الأخوَّة، ولأجل تضامنهما الأكثر فعالية، بل والأكثر إزهَاراً، ليكون العالم الإيراني وشقيقه العالم العربي مُوَحَّدَيِن في مسيرة واحدة تتوجه برسالة توحيد الأفعال الطيبة على الأرض لأبناء جميع المَعمورة، بعد توحيدهم قوماً متكافئين، صيَّرهم الحق والتماثل صفًّا واحداً، ليتحدثوا ويؤكدوا المشتركات العربية – الإيرانية، وضرورات المزيد من توسيعها، مِمَّا يؤدي حتماً إلى إتِّساع رُقعة التفاهم المتبادل في مختلف المجالات، مِمَّا يُفضي تالياً إلى ترسيخ واقع وَحدة وتآزر العالمين العربي والإيراني، في مواجهة شتى التحديات المتعاظمة الماثلة أمام العرب والإيرانيين سياسياً، وثقافياً، وحضارياً، حتى نبرز أمام كل بني آدم وحواء المُعَاصِرين وَحدة وَاحدة، ولسانٌ وَاحدٌ، ورغبات وتطلعات واحدة مشروعة وقانونية، لحماية انجازاتنا وعالمينا العربي والإيراني من أي تعديات ومصائب أو تكتلات قد تكون معادية لنا جميعاً، ففي الوَحدة موت للحَيَّاتِ وسمومِهن ونصرٌ أكيد للإنسان.
تتحدث المراجع عن أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل من إيران موطن مزدهر للأُمة الإيرانية الحبيبة، يتوافد إليها الزوار من جميع أنحاء العالم، فهي تتمع بالعديد من المناظر الخلابة، وفيها العديد من المواقع التاريخية التي تعتبر من المواقع الاستثنائية، بالإضافة إلى الحضارة والثقافة المُمَيِّزَة لها، كما أن طبيعة السكان في تعاملهم مع السياح ودية، فكل ذلك جعلها وجهة سياحية يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث توجد فيها المقاهي الشبابية، والمطاعم التي تقدم الأطباق الفارسية بطرق تقليدية وبأسلوب حديث أيضاً، كما ويَنتشر التراث الفارسي الذي يعود إلى ما يقارب 3,000 سنة في جميع أرجاء البلاد، ويُعتبر نقطة جذب للسياح أيضاً.(المرجع: السياحة في إيران، غادة الحلايقة؛ الخامس من أبريل/نيسان ٢٠٢٢).
كذلك، جاء في ذات المرجع أعلاه، التالي: “هناك عدد من المشاكل والعوائق التي يمكن أن تحد من السياحة في إيران، وقد تقف عقبة في طريق ازدهار السياحة، ومنها: وجود العديد من المناطق التي لا زالت غير معروفة وواضحة لدى الزوّار.. قلَّة الأفلام الوثائقية التي تروّج للأماكن السياحية في إيران ويمكن أن تساهم في زيادة عدد السياح.. قلة الاسترتيجيات المستخدَمة لزيادة أعداد السياح والزوار.
في إيران تنتشر بكثافة المواقع الأثرية والتاريخية الفريدة من نوعها، وهي تتحدث عن 7000 سنة من تجذر التاريخ والثقافة والحضارة الإيرانية، الغنية في مضامينها وتفعيلاتها لخير ناسها والبشر أجمعين. ولهذا، أضحت إيران للمرة الألف أرخص وجهة للسياحة الأجنبية والسياح المُنتمِين لعشرات القوميات وأقطار الدنيا، وهي لذلك تشغل مرتبة أعلى في صناعة السياحة مقارنة بالدول الأخرى، فتكاليف السفر مثل أسعار التذاكر والوقود والضرائب، والسكن، والغذاء تُعتَبَر تنافسية في أسعارها على مستوى البسيطة الواسعة برمتها، إذ ييلغ مؤشر القدرة التنافسية في إيران (6/66)، لذلك، تحتل إيران المكان الأول في العالم. ولهذا، نرى في إيران مجموعات ضخمة من السياح الوافدين إلى طهران ومدن إيران الأخرى من بلدان قَصِيَّة. وللحديث بقية تأتي.