جريدة الدستور الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
قبل أيام قليلة نعت القوات المسلحة الأُردنية – الجيش العربي، الطيار الباكستاني المقاتل، البطل سيف الدين أعظم، الذي انتقل إلى رحمة الله في مستشفى (دكا) العسكري ببنغلادش.
الطيار الفقيد اشتهر بلقب «صياد الطائرات الصهيونية»، وهو بطل من أبطال الأُردن والأمة العربية في صراعها الوجودي لكنس الإحتلال الصهيوني عن فلسطين، ولحماية الأُردن مما يُسمّى بـِ»النقلات العشرية للصهيونية الدولية». بيان النعي الذي نشرته القوات المسلحة أعلن أن تعيين أعظم تم في عام 1966 مستشاراً ومدرباً في سلاح الجو الملكي الأُردني، وقاتل بكل بسالة وشجاعة دفاعاً عن ثرى الأُردن وفلسطين، حيث شارك في حرب 1967، وأسقط عدداً من الطائرات الصهيونية. وثمّنت القوات المسلحة خبرات الطيار أعظم وأشادت ببراعته وكفاءته العالية في مجال الطيران، إذ خدم في أربعة أسلحة جوية هي الأُردنية والعراقية والباكستانية والبنغلاديشية.
كرّم الأُردن والعراق سَيْف الدين أعظم بعددٍ من الأوسمة والميداليات، كان أهمها «وسام الاستقلال» من سلاح الجو الملكي الأُردني تقديراً لمشاركته في حرب حزيران 1967. كما نال «نوط الشجاعة» من سلاح الجو العراقي تقديراً لمشاركته في تلك الحرب أيضاً.
أن يقاتل طيار باكستاني دفاعاً عن فلسطين والأُردن بمواجهة الصهيونية يُعتبر مأثرة عُظمى قلّ نظيرها في عصرنا. لهذا، أناشد الجهات الحكومية المعنية الشروع بتدريس بطولات الطيار أعظم وغيره من شهدائنا في المدارس، والإسهاب في شرح معناها للأجيال الناهضة، وضرورة إقامة نصب في عمّان تخليداً لذكراه العَطرة، فهو يستحق هذا وأكثر في وطنه الروحي – المملكة الأُردنية الهاشمية.
يكتئب الكيان الصهيوني ويَغيب قادته عن الوعي عند ترديد أسماء بعض الطيارين، منهم بالإضافة إلى «أعظم»، الطيار الشهيد فراس العجلوني وزميله الشهيد موفق بدر السلطي، والأخير هو أحد أفضل طياري سلاح الجو الملكي منذ تأسيسه، فقد أَسقط عدة طائرات صهيونية؛ لكن طائرات العدو المتبقية في أجواء المعركة فوق قرية السموع (الخليل) التي هاجمها الاحتلال بقوة عسكرية قوامها أربعة آلاف عسكري، مُدعّمة بالمدرعات والدبابات وطائرات كثيرة؛ استهدفته برشاشاتها الثقيلة بعدما قفز بالمظلة من طائرته المُصابة، وقد وُجدت جثة الشهيد السلطي مضرجة بالدماء بمحاذاة البحر الميت من جهة الضفة الغربية.
أذكر جيداً معركة السموع؛ (13و 14 تشرين الثاني/ نوفمبر1966)؛ واستشهاد السلطي والجنازة العسكرية المهيبة التي اقيمت له من بيته في (جبل اللويبدة) إلى المقابر الملكية حيث دفن فيها. كما أذكر الأنباء المتلاحقة عن بطولات الشهيدين فراس العجلوني وأعظم، حينها عمّت أجواء الحِداد الشعب الأُردني بأجمعه، وبكاهما الأُردنيون، ليس في بيوتاتهم فقط، بل وفي الشوارع والأماكن العامة.
شششكرا جزيلا لنشر مقالتي هذه أخي الحبيب عبد القادر خليل المكرم رئيس التحرير المسؤول لشبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية بالجزائر ورئيس الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء وحُلفاء الصين.. د
تحياتي واطيب تمنياتي..
اخوك الاكاديمي مروان سوداح
شرف كبير لي لنا ان.ننشر مقالاتك النيرة وما يجود به قلمك الذهبي بأسلوبك الرائع وعباراتك الثاقبة والهادفة التي تشوق القارئ وتفيده .. حقيقة نحن نستفيد من كتاباتك السامية وكلنا شغف لتعميم الفائدة على القراء المحترمين أينما كانوا عبر العالم ..
عبد القادر خليل
شكرا استاذنا الكبير عبدالقادر خليل لاطنابك بي وشخصيتك البهية وعملك المضني والموصول .. حماك الله