شبكة طريق الحرير الإخبارية/

أصبحت سيارة أجرة في مدينة جينان بشرقي الصين مكانا خاصا للناس لمشاركة آمالهم أو أفكارهم، حيث قام سائقها بتزيين سقف السيارة بملاحظات الركاب مكتوبة على ورق لاصق.

يستمتع السائق تشو ون تشانغ بدهشة الناس عند رؤية الملاحظات عندما يستقلون سيارته الأجرة لأول مرة. وتشير طبقات الملصقات الملونة على سقف السيارة وكتابات الركاب على الورق إلى أن هذه ليست رحلة عادية.

وجاء تشو بفكرة جعل الركاب يتركون رسائل على الملصقات في عام 2021، عندما جعلت جائحة “كوفيد-19” عمله صعبا. وكتب تشو رسائل حب إلى زوجته ووضعها على حاجب الشمس، مذكرا إياه بأن لديه عائلة محبة.

وبعد أن كتب تشو الملصقات، بدأ بعض ركابه يسألونه عما إذا كان بإمكانهم أيضا كتابة أفكارهم وآمالهم، ولذلك أعد أقلاما وملصقات للركاب. كما أطلق على سيارته اسم “سيارة الأجرة الرومانسية”.

وخلال السنتين التاليتين، أصبح الركوب على سيارة تشو رحلة لتدفئة قلب الركاب، من خلال التواصل مع غير المعروفين. وترك البعض أطيب تمنياتهم، والبعض الآخر رسائل تشجيع لأنفسهم وللركاب الغرباء الذين صادفوا جلوسهم. وبالنسبة إلى تشو، توثق الملاحظات أيضا لقاءاته السعيدة العديدة.

وقال تشو “أخذت هذا الراكب في محطة جينان الغربية للسكك الحديدية. وأخبرني أنه منخرط في تجارة المنتجات المائية، وجاء إلى مدينة جينان للعمل. وكتب أن النجوم ستشرق على كل من في طريقه، بغض النظر عن هويتهم”.
تبادل تشو معلومات الاتصال مع الراكب يوان لونغ، ووعد بأخذه في محطة السكك الحديدة في المرة القادمة التي يأتي فيها يوان.

وتذكر يوان، رئيس شركة للمنتجات المائية، عند رؤيته الرسالة التي كتبها في سيارة أجرة تشو، قائلا “كتبتها قبل سنة. وفي ذلك الوقت، كان هناك عدد قليل من الناس في الشركة وكانت الأعمال قليلة. ولذلك اعتقدت أنني يجب أن أذهب إلى مدينة كبيرة للحصول على بعض الفرص التجارية، ومعرفة ما إذا كان بإمكاني الحصول على طلب كبير. ومهما كان الأمر صعبا، يجب أن أجتهد. ولذلك كتبتها لتشجيع نفسي”.

قال يوان إنه منذ ذلك الحين عمل بجد، حتى لا يتخلى عن أصغر الطلبات، وتحمل الأوقات التي لم يكن هناك عمل فيها لأسابيع. وفي النهاية، شهد يوان انتعاشا صناعيا. ووظف مؤخرا عشرات العمال في موسم الذروة قبل عيد الربيع، حيث كان يتعامل مع عشرات الآلاف من الكيلوغرامات من المأكولات البحرية يوميا.
وقال يوان إنه لا يزال يؤمن بما كتبه في الرسالة التي تركها في سيارة أجرة تشو، ويقول الجزء الثاني لها “سيكافئ الوقت كل من يسعون، بغض النظر عن هويتهم”.

وأضاف قائلا “طالما أنك تعمل بجد، وطالما أنك تحافظ على قوتك، فستنجح بالتأكيد”.
مع اقتراب عيد ربيع آخر، يشارك الركاب آمالهم الجديدة وسنة جديدة من القصص، في سيارة أجرة تشو. وأثناء قيادته على الطريق، كان تشو يخفض أحيانا النافذة الجانبية للسائق ويسمع الملصقات ترفرف في الريح.
وقال “تصدر صوتا في الريح، كأنه صوت الأحلام”.

*مجموعة الصين للإعلام.