شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: محمد بن الحبيب*
*التعريف بالكاتب: محمد_بن_الحبيب#عضو في الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء (وحُلَفُاء)الصين؛ كاتب وعامل وطالب دكتوراة في مجال التسويق السياحي، وعضو في الجمعية الجزائرية الوعي والتنمية الاجتماعية.
في الأسابيع القليلة الماضية مرت أيام مميزة على الإخوة والرفاق أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين، ترتبط أساسا بالشعور بالنجاح والتطلع إلى ترسيخ لبنة قوية ذات مكانة مهمة في الساحة الإعلامية الدولية، خاصة على صعيد العلاقات الصينوعربية، كيف لا وقد حملت مناسبة غاية على الجميع بمرور سنة كاملة على ميلاد المنبر الإعلامي المتميز بأقلامه ومواضيعه “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية”.
أذكر جيدا كيف كانت الفكرة تتكون كنشأة الجنين وتجسدت في مولود كبير، فكان ميلاد هذا الصرح الإعلامي مفخرة لكل الرفاق الاتحاديين في مشارق الأرض ومغاربها، وأضحى مؤشراً وبرهاناً قوياً لأصدقائنا الصينيين عن ثراء المادة الإعلامية الموزعة في مختلف أقسام “الشبكة“، مُبرزة أخبار ومقالات مميزة، تسلط الضوء على العلاقات الصينية – العربية، والصينية – الدولية، وغيرها من الأحداث والقضايا الدولية الكبرى ذات الأهمية القُصوى.
وتجدر الإشارة إلى أنه هذه السنة كانت خاصة لما شهدته جمهورية الصين الشعبية والعالم بأسره، إثر جائحة كورونا جراء انتشار فيروس كوفيد-19، وما عقبها من إجراءات وقائية أوقفت الكثير من الأنشطة، ساهمت “الشبكة” في مواكبة تطورات تفشي هذا الوباء، ومراحل وسائل مكافحته الخارقة من الصين حكومةً وشعباً، وما تحققت من نجاحات باهرة بفضل الحكمة والوعي لدى الصينيين.
لقد كانت جمهورية الصين الشعبية في طليعة معركة مواجهة هذا الوباء، بحسن تجندها والمستوى العالي من الحكامة في تسيير المراحل لدرجة أصبحت مصدراً لإلهام العالم في مثل هذه الأزمات، بتجسيدها لتغليب منطق الحكمة والتعاون والدعوة للعمل المشترك، وفق مبادئ المصير المشترك للشعوب. ولقد كانت “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية” حاضرة في توثيق المشهد الرائع لقيادة جمهورية الصين الشعبية في مواجهة الأزمة الصحية منذ البداية، رغم حداثة عمر الشبكة، ولكن بفضل تجنّد الرفاق وعُمق روابط الصداقة التي كانوا يحملونها للصين الحليفة، والحرص الدؤوب والمتابعة اليومية للشأن الصيني جعلت مرافقة (شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية) احترافية ومميزة، خاصة فيما يتعلق بجهود التعاون التي بذلتها جمهورية الصين الشعبية، التي أبرزت فيها تجاوزها لكل الاختلافات والخلافات، وتغليبها للقيم الإنسانية التي دائما تعتمدها ليتأكد العمق الحضاري للأمة الصينية، حيث تغيب نزعات المصلحة الخاصة. ويتجلى الحرص على المصلحة العامة، على خلاف ما نشهده في كثير من الدول الغربية الكبرى، ومنها بعض الدول الأوروبية التي فضحت نفسها وكشفت ضعف أدائها الإنساني التضامني فيما بينها مقارنة بالموقف الصيني، ولقد وثقّت شخصياّ في مقال سابق على شبكتنا طريق الحرير الصيني الإخبارية، كيف أظهرت الأزمة التفوق الإنساني والأخلاقي لدى الصين وانهياره عند بعض الدول الأخرى.
لقد عايشنا جميعا هذه المسيرة الحافلة لهذه السنة المكتظة بالأحداث والمعلومات، والأمل معقود على السنوات المقبلة في مرافقة مسيرة تطور العلاقات العربية – الصينية وأنا أكتب هذه الكلمات بعد قراءتي لخبر حول التعاون الصيني الجزائري، حيث تعرف بلادي الجزائر كبيرة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ولقد كان مضمون الخبر تصريح الديبلوماسي الصيني البارز عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، حول استعداد الصين للتعاون الكامل مع الجزائر في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا لرفع ودعم الشراكة الإستراتيجية الثنائية الشاملة إلى مستويات أعلى، وذلك عقب لقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث سيكون هذا التعاون من خلال تكييف ومواءمة مبادرة الحزام والطريق مع الإصلاحات الجزائرية والخطة الوطنية للإنعاش الاقتصادي والاجتماعي التي تستعد الجزائر لإطلاقها.
نتطلع إلى أن تكون شبكتنا كما عودتنا، مستمرة وحاضرة وبقوة في يوميات المشهد الإعلام العالمي، لتوثيق تقدم مسيرة العلاقات العربية – الصينية على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية وفي غيرها، حيث تتوفر كل مقومات الدفع الإيجابي للتعاون المُثمر وتحقيق الكسب المشترك للجميع. فقد أثبت الماضي والحاضر عُمق التشارك والوحدة والمصلحة المتبادلة، ومدى ارتباط هذه الأخيرة بالحليف والصديق الأوفى “جمهورية الصين الشعبية”.
وهذا نحن نحتفي بهذه المسيرة بشعور إنساني ووطني بنفس الدرجة لأننا نخدم المصلحة الوطنية والإنسانية في آن واحد، فهنيئا لجميع الأخوات والإخوة والرفاق رواد “شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية” بهذه الذكرى السنوية الخالدة، وهنيئا للأصدقاء الصينيين المتابعين وكل المهتمين بالشؤون العربية الصينية أينما كانوا..
مقالة مهمة جدا للاخ الاستاذ محمد بن الحبيب من الجزائر الشقيقة، وعضو الاتحاد الدولي.. نشيد بهذا القلم الراقي للاخ بن لحبيب ونتمنى له مزيدا من الكتابة والتـألق والنجاح وفي ممهنته ايضاً وأكاديميته وإشعاعه نوراً علمياً على الطلبة وطالبي العلوم..