CGTN العربية/
وفقا لتقرير عن اليونسكو، نحو 17% من الأطفال ليسوا في المدارس سواء بسبب الفقر أو الجنس أو العرق أو الإعاقة أو العوامل الأخرى رغم أن المجتمع الدولي تعهد بمعالجة أوجه عدم المساواة هذه. مع تعليق المدارس بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، أصبحت هذه المشاكل أشد وأكثر تعقيدا.
أوجه عدم المساواة في التعليم لا تزال قائمة
بيّن التقرير أن نحو 258 مليون من الأطفال والمراهقين ليسوا في المدارس، وهو ما يمثل 17% من السكان في سن المدارس. مع أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في العالم ينخفض باستمرار منذ التسعينات، إلا أن أوجه عدم المساواة في التعليم بين مختلف المناطق لا تزال قائمة. من بين هؤلاء الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، 31% منهم من إفريقيا جنوب الصحراء، وفي المقابل، نسبتهم من أوروبا وأمريكا الشمالية 3% فقط. يرجع ذلك إلى الأسباب التالية حسب ما ورد في التقرير:
الفقر: في البلدان مرتفعة الدخل والبلدان مرتفعة ومتوسطة الدخل، يمكن للأطفال جميعهم إكمال التعليم الابتدائي تقريبا، وأكثر من 84% منهم يتمكنون من إتمام التعليم الإعدادي؛ أما في الدول منخفضة الدخل، فالنسبة فيها 56% و28% فقط. وفي البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، معدل المراهقين الذين يمكنهم إكمال التعليم الإعدادي في أغنى العائلات هو ثلاثة أضعاف منه في أفقر العائلات.
الجنس: في باكستان وهايتي وبابوا غينيا الجديدة وبعض دول أفريقيا، الفتيات من المناطق الريفية الفقيرة نادرا ما يتمكنّ من إتمام التعليم الثانوي.
العرق: في بعض بلدان أوروبا الوسطى والشرقية، ترفض المدارس قبول أطفال الغجر لذا لا يمكنهم تلقي سوى التعليم الخاص. في أمريكا اللاتينية، معدل المراهقين من أصول أفريقية الذين يمكنهم الالتحاق بالمدارس الإعدادية أو إكمال التعليم الإعدادي أقل بكثير من الأعراق الأخرى؛ كما أن المواد التدريسية تتضمن الوصف التمييزي للعرق الإفريقي.
الإعاقة: تطلب 25% من دول العالم من الأطفال ذوي الإعاقة تلقي التعليم في مدارس خاصة، وهذه النسبة أكثر من 40% في أمريكا اللاتينية وآسيا. وأشارت اليونسكو إلى أن نظام “العزلة التربوية” هذا يتسبب إلى حد ما في تفاقم التمييز والتباعد ضد الأطفال ذوي الإعاقة.
الأشكال الأخرى من التمييز: الأطفال المصابون بالمهق في إفريقيا جنوب الصحراء لا يمكنهم تلقي التعليم بسبب التمييز ضدهم؛ وفي بعض دول الخليج، لا يمكن لأطفال البدون الالتحاق بالمدارس العامة؛ أما في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ثلثا الطلاب من أصول مهاجرة لا يمكنهم إلا الالتحاق بالمدارس الخاصة للمهاجرين.
تفشي فيروس كورونا الجديد أدى إلى تفاقم أوجه عدم المساواة في التعليم
تسبب انتشار الوباء المفاجئ في تعليق المدارس مما جلب تحديات جديدة للمعلمين والطلاب وأوليائهم. وبالنسبة للمراهقين الذين في وضع ضعيف لتلقي التعليم، أدى الوباء إلى تفاقم هذا الوضع.
الوباء كشف عن “الفجوة الرقمية” بين مختلف المناطق. من أجل ضمان استمرار الطلاب في الدراسة في حال تعليق المدارس، تجري العديد من دول العالم عمليات التدريس بواسطة الإنترنت والتعليم عن بعد. المراهقون في البلدان والمناطق الفقيرة والمتخلفة لا يمكنهم تلقي التعليم عن بعد بسبب تخلف بلادهم في تكنولوجيا الاتصالات والشبكات وعدم قدرتهم على شراء الأجهزة النقالة.
الأطفال الذين يعانون من الإعاقة أو الأمراض، من الصعب عليهم المشاركة في الأنشطة التدريسية أثناء تفشي الوباء. على سبيل المثال، الأطفال المصابون بالتوحد قد لا يمكنهم التكيف مع الحياة في ظل الوباء؛ ومن الصعب على الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع أو البصر إيجاد الدورات المناسبة على الإنترنت.